تمهيد: كالطود الأشم
هلاّ أطلقت يا قلمي عبارات تصف رفعة هذا الرمز! سأخط بمداد الفخر عن راية سامقة تعانق الأنجم، راية تجسد العزة والكرامة، وتحكي قصة وطن عريق شامخ. رمز يمثل تاريخًا حافلًا بالأمجاد، راية ترفرف بالعزة، وتمثل نشيدًا للعاشقين، عالية لا تنحني، عزيزة لا تُهان، شامخة كالنخل لا يلين، هكذا هو علم بلادي قصة كبرياء يشهد عليها الزمان، تروي فخرًا وعزًا.
الرّاية: دلالات راسخة عبر الزمان
عندما أقف إجلالًا أمام العلم السعودي، أستشعر عظمة التاريخ والحاضر، قصة بطولة سطرها الأجداد، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فرفعوا راية العزة. راية تحمل كلمة التوحيد الخالدة، تشهد عليها الأجيال، وتؤكد رسالة الإسلام الخالدة، ونهج خير المرسلين، وسيف الحق الذي يواجه به الأبطال أعداء الدين، ويقيمون العدل بين المسلمين.
اللون الأخضر الزاهي للعلم يرمز للنماء والخير، والكرم والجود، والتجدد والازدهار في كل المجالات. وعندما تستمع إلى حكاية هذا العلم، تتذكر بطولة آل سعود، الذين حملوا الرسالة بأمانة وإخلاص، فكانوا خير خلف لخير سلف، وحافظوا على الراية، فصاروا مثالًا للشجاعة والبسالة. فبهذا العز عز الدين؛ لأنهم اعتزوا بـ لا إله إلا الله محمّد رسول الله
.
كلمة التوحيد الخالدة التي تتوسط العلم هي شهادة الإسلام العظيمة، انطلقت من حبيبنا وقدوتنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، سطرت في التاريخ معاني العزة والكرامة، فحملها رجال حافظوا عليها أكثر من الروح، وجعلوا نشرها أسمى الأهداف والطموحات، لأنهم علموا قدرها، وأنه لا يقدر عليها إلا الرجال العظام، فكانوا لها حماة وأبطال، لأنهم فهموا شرف هذه الرسالة الماجدة فجعلوها نبراسًا لراياتهم؛ ليعلم العالم أنها كلمة الحق الخالدة.
فأصبح العلم رمزًا للشرفاء، وشعارًا للمسلمين، وسببًا للافتخار، علموا أن عزتهم لا تكون إلا بدين محمد -صلى الله عليه وسلم- فاعتزوا بها وقهروا بها كل الأعداء، فتردد صداها في كل مكان، وفي كل شبر من أرض الحرمين، فكانت بلسما يشفي الصدور.
عندما أتصفح صفحات المجد، أجد في كل صفحة سيرة مشرفة لأولئك الذين حملوا الراية، وأسطورة بطلها جندي للإسلام ترويها الأجيال، وفي هذه المسيرة أجد الخلفاء والأمراء، وصولًا إلى الملوك الذين تحملوا المسؤولية والأمانة، وهذا يُسجل بأحرف من نور في صفحات التاريخ، قصة رسالة خالدة وأبطالها خير الجنود.
لقد أدركوا أن الدين ليس مجرد كلمات تكتب أو شعائر تؤدى، بل هو أسلوب حياة كريمة، بعزة وكرامة ومساواة، ورفعة في الدنيا والآخرة، فمن جعل كلمة التوحيد شعاره ما ذل ولا هان، فهو فوق الجميع بدينه، وفي الآخرة يفوز بنعيمها، هكذا تكون راية بلادي خالدة بخلود الدين، ونجمة لامعة بين بلاد المسلمين.
علمي، في زحمة الكلمات والعبارات، أجد اللغة قاصرة عن وصف هذه العظمة، علمي يا تاريخ المجد، ويا روعة الحاضر، ويا مستقبلًا زاهرًا، ويا فخرًا للعرب، أتمنى أن أكون جنديًا مخلصًا يحمل رايتك الشامخة، ويبذل الروح والدم فداء لك.
يا قبلة الروح، يا نجمتي التي أتباهى بها، يا عطرًا يفوح بالدين، الله أسأل أن يبقيك خفاقًا عزيزًا شامخًا، وأن يحفظك من كيد الكائدين، يا علمي يا آسِر القلوب، ستبقى عاليًا مهما عصفت بك رياح الخائنين، فمهما حاولوا النيل منك فأنت في حفظ الله، وفي قلوب المسلمين، فقد حملت في طياتك راية التوحيد والدين.
علمي، حملت سيف الحق لتدافع عن دين الرسول، وتطبق العدل وتنير العقول، وتبعد عن أرضك كل غاصب، ولبست رداءك الأخضر لتبلغ للناس رسالة الخير والبركات، وتقول: إن سيفي ما هو للظلم والاستعباد بل هو لإقامة العدل بين العباد، فلك مني كل الود يا علمي يا من هواك يسري في دمي.
الله يشهد على حبي لك، يا خير علم حمل خير راية، لخير رسالة، يا علمًا اختصك الله بحمل أحرف مباركة تحمل شهادة الحق، فأدركوا أن لا إله إلا الله
أول طريق الفلاح، فاتخذوها راية جيلًا بعد جيل؛ طمعًا في الجنة، فتركوا بصمة في الزمان لا تمحى.
أنت يا علم بلادي تحمل في تاريخك خير رسالة، رسالة حق ونور وسلام، يا علمي، أنت لمن يمثلك رمز فخر وشموخ، في أرض رويت بدم الأوفياء، فلك من روحنا السلام يا من علمتنا أسمى القيم.
خاتمة: رفرفة العز والمجد
علمي يا رمز العزة والشموخ، كيف لا وأنت تحمل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله
، كلمة يسندها السيف الذي يشير للعدل، القائم على شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم-، علم يحمل بين طياته المعاني الدينية النبيلة، لا يليق به أن ينكس قريبًا من دنس الحياة، فأنت يا علمي ستبقى شامخًا مرفرفًا في الأعالي، مهما مررت به من ظروف، فإن ذلك يزيدك رفعة.