انتشار ظاهرة التنمر المدرسي: الأرقام تتحدث
تُشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما لا يقل عن 30% من الأطفال يشاركون في ظاهرة التنمر المدرسي، إما كمتنمّرين أو ضحايا. وفي الولايات المتحدة، كشفت وزارة التعليم عام 2017 أن حالات التنمر انخفضت، إلا أنها لا تزال تؤثر على طالب واحد من كل خمسة، حيث يتعرض 66% منهم للتنمر مرتين على الأقل سنوياً، و19% شهرياً، و9.6% أسبوعياً، و4.2% يومياً. [1]
تُظهر الدراسات أيضاً تبايناً في معدلات التنمر حسب المرحلة العمرية. فبينما تزداد حالات التنمر في مرحلة المراهقة المبكرة والصفوف المتوسطة، فإنها تتراجع في المراحل الابتدائية والثانوية. [1] وقد أظهرت دراسة في الولايات المتحدة شملت 20426 طالبًا من المرحلة الثانوية أن 60% من ضحايا التنمر الإلكتروني تعرضوا أيضًا للتنمر المباشر في المدرسة. [2] وسجلت اليابان 414,378 حالة تنمر عام 2017 بنسبة 28%، أي ما يعادل 30.9 حالة لكل 1000 طالب، مع تركّز الحالات في المرحلة الابتدائية وتناقصها تدريجياً. [3]
حقيقة التنمر في المدارس: هل هي ظاهرة عالمية؟
يُعد التنمر المدرسي ظاهرة واسعة الانتشار في معظم مدارس العالم. حذرت اليونسكو عام 2019 من خطورة تفشي التنمر بين الطلاب، مشيرة إلى أن واحدًا من كل ثلاثة طلاب يتعرض لهذا السلوك شهرياً، و ربطت المنظمة هذه الظاهرة بالنمر الإلكتروني. [4]
أنواع التنمر المدرسي: أشكال متعددة
يُعرّف التنمر المدرسي بأنه هجوم بدني أو لفظي أو إيمائي متكرر، يعتمد على التهديد والقوة، والكلمات الجارحة، يُمارس داخل المدرسة أو محيطها من قبل طلابها دون أي استفزاز من الضحية. [5] وتشمل أنواعه: [6]
- التنمر المباشر: العدوان البدني أو اللفظي الصريح.
- التنمر غير المباشر: العزل الاجتماعي والإقصاء.
- التنمر المستتر: التنمر بالواسطة أو التحريض.
أسباب التنمر المدرسي: عوامل متشابكة
تتعدد دوافع التنمر، وتشمل: [1, 7]
- الجنس: يميل الذكور إلى ممارسة التنمر الجسدي في سن مبكرة، بينما تميل الإناث إلى التنمر اللفظي والاجتماعي في سن متأخرة.
- الشعور بالعجز: يلجأ بعض الأطفال الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التنمر كوسيلة لإثبات الذات.
- البيئة الأسرية: غياب الدفء العاطفي في الأسرة يُعدّ من أهم أسباب التنمر.
- دور المعلمين: قد يساهم أسلوب المعلمين في التنمر، خاصة عند المبالغة في العقاب أو التعامل العنيف مع بعض الطلاب.
- الرفقة السيئة: بيئة الرفاق العدوانية تُشجع على التنمر.
- الحالة النفسية: قد يُمارس الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية التنمر على أقرانهم.
الفئات الأكثر ضعفاً أمام التنمر
تتضمن الفئات الأكثر عرضة للتنمر: [1]
- الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة.
- أصحاب الشخصيات الضعيفة ومن يعانون من انعدام الثقة بالنفس.
- الأطفال الذين يتعرضون للدلال المفرط أو اللوم والعقاب الشديد في المنزل.
المراجع
- [1] “التنمر في المدارس الأمريكية: الأسباب والانتشار وطرق المواجهة”، مستقبليات تربوية، العدد 5، المجلد 4، صفحة 14. بتصرّف.
- [2] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، العنف القائم على النوع الاجتماعي في البيئة المدرسية، صفحة 23. بتصرّف.
- [3] “ارتفاع قياسي في التنمر في المدارس اليابانية”، اليابان بالعربي، 22/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- [4] “اليونسكو: العنف والتنمر يؤثران على واحد من بين كل ثلاثة طلاب حول العالم”، الأمم المتحدة، 5/11/2021، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
- [5] إيمان العبادي، التنمر لدى الأطفال، صفحة 18. بتصرّف.
- [6] إيمان العبادي، التنمر لدى الأطفال، صفحة 26. بتصرّف.
- [7] إيمان العبادي، التنمر لدى الأطفال، صفحة 27. بتصرّف.