واجبات الزوج تجاه زوجته

تعرف على واجبات الزوج تجاه زوجته في الإسلام، بما في ذلك الحقوق المالية وغير المالية، وشروط استحقاق الزوجة للنفقة، وأمثلة على حسن العشرة الزوجية.

التزامات الزوج نحو زوجته

أعطى الإسلام المرأة حقوقًا متعددة تجاه زوجها، وتتوزع هذه الحقوق إلى قسمين أساسيين: حقوق ذات طبيعة مالية، وأخرى ذات طبيعة معنوية غير مالية. فيما يلي تفصيل لكل نوع من هذه الحقوق:

الحقوق ذات الطبيعة المالية:

  • المهر: وهو مبلغ مالي يُعطى للمرأة عند عقد الزواج أو بعد الدخول بها. يعتبر المهر حقًا خالصًا للمرأة على الرجل، ويُظهر أهمية وخطورة عقد الزواج، بالإضافة إلى إعزاز المرأة وتكريمها.
  • النفقة: تشمل توفير كل ما تحتاج إليه المرأة من مأكل، وملبس، ومسكن، ودواء، وغير ذلك من الضروريات، حتى لو كانت الزوجة ميسورة الحال. الحكمة من وجوب النفقة على الزوج تكمن في أن الزوجة متفرغة لرعاية شؤون الزوج والمنزل بموجب عقد الزواج، ولا تستطيع الخروج للعمل والكسب إلا بإذنه. لذلك، يلتزم الزوج بالإنفاق عليها وتوفير احتياجاتها.
  • السكن: من واجبات الزوج توفير مسكن لزوجته يتناسب مع قدرته وإمكانياته المادية، ليكون لها مكاناً آمناً ومستقراً.

الحقوق ذات الطبيعة غير المالية:

  • العدل بين الزوجات: في حالة تعدد الزوجات، يجب على الزوج أن يعدل بينهن في النفقة والمبيت والكسوة، وأن يعامل كل زوجة بالمساواة والإنصاف.
  • المعاشرة بالمعروف: تشمل تحسين الأخلاق والتعامل بلطف ورحمة مع الزوجة، وتجنب كل ما يسيء إليها أو يجرح مشاعرها.
  • عدم إلحاق الضرر: يعتبر هذا الأمر من أساسيات الدين الإسلامي. فإذا كان إلحاق الضرر بالآخرين محرّمًا، فإن إلحاق الضرر بالزوجة يكون أشد حرمة وأكثر إثمًا.

معايير استحقاق الزوجة للإنفاق

لكي تستحق الزوجة النفقة من زوجها، يجب أن تتوفر فيها عدة شروط أساسية، وهي:

  1. أن يكون عقد الزواج بين الزوجين صحيحًا وشرعيًا.
  2. أن تسلم الزوجة نفسها لزوجها وتمكنه من الاستمتاع بها في إطار الزواج الشرعي.
  3. أن تنتقل الزوجة مع زوجها إلى حيث يريد، ولا تمتنع عن ذلك إلا لعذر شرعي مقبول.
  4. أن يكون الزوجان من أهل الاستمتاع، أي بالغان وقادران على العلاقة الزوجية.

نماذج من التعامل الحسن مع الزوجة

المعاشرة الطيبة للزوجة تتجلى في صور وأساليب متعددة، منها:

  • التحدث معها بكلام طيب ووجه بشوش.
  • الجلوس معها ومؤانستها ومشاركتها اهتماماتها.
  • التزين لها والاهتمام بالمظهر أمامها.
  • إلقاء السلام عليها عند الدخول إلى البيت.
  • احترام أهلها وتقديرهم وعدم الإساءة إليهم.
  • مراعاة حالتها عند المرض والاعتناء بها وتقديم الدعم اللازم لها.
  • مساعدتها في شؤون المنزل، خاصة في فترات المرض أو الحمل أو النفاس.
  • العفو عنها والتسامح مع أخطائها، والصبر عليها في الشدائد.
  • صيانتها وحمايتها والغيرة عليها، وإشعارها بالأمان والاستقرار في الحياة الزوجية.

وقد حث الإسلام على حسن معاملة الزوجة في العديد من النصوص الشرعية، منها قول الله تعالى:
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
(النساء: 19).

كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي (رواه الترمذي).

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

الحقوق السياسية للمرأة

المقال التالي

واجبات المسلمين تجاه بيوت الله

مقالات مشابهة