همسات الروح: تأملات في عالم المشاعر

تأملات وجدانية: مجموعة من الخواطر والبوح الشعري تعبر عن المشاعر والأحاسيس المختلفة، من الوحدة والشوق إلى الحب والأمل.

مقدمة

التعبير عن المشاعر الكامنة في النفس هو أحد أسمى الفنون الإنسانية. الكتابة، وعلى وجه الخصوص كتابة الخواطر، هي نافذة يطل منها الإنسان على ذاته، معبراً عن أحاسيسه المتنوعة من فرح وحزن وأمل ويأس. في هذه المجموعة، نستعرض لكم باقة من الخواطر التي تعكس تجارب إنسانية عميقة.

في معزل عن العالم

في وحدتي… أراقب عقارب الساعة… وهي تسرق من عمري الثواني… وأناجي أحلاماً ذابلة… تلاشت أمانيها… أعود معاتبةً دنيا قاسية… لا ترحم قلباً كان يأتيها… مشتاقاً ينادي غائباً… سعى لرحيله بكل ما فيه… أرتجل الحرف ارتجالاً… وحروفي ذات براعة… وقلمي أشد أنصاري… فلا أجد في وحدتي شيئاً… سوى طيفك يؤنسها… ولا أرى غير ذكرك… يقاسمها الشوق ويواسيها.

ذكريات زرعتها في دروب المحبة

زرعت في محبتك قبلاً الأماني، وها أنا ذا من غدرك أعاني. بدلت نور الشمس بلمع عينيك، وأنس القمر بهمس صوتك، ونسيم الربيع بشذا عطرك، وكل العالم بلحظة قربك. وها أنا ذا أجني العتم والفقد، أجني الوحدة وتمنيت بعدك الموت.

يا من ظلمت بوجودك كل الرجال

يا من ظلمت بوجودك كل الرجال، وكل كلام لوصفك هو ضرب من المحال. أيها التاريخ، أيها الزمن، أيها العلم والكمال. يا قبلة العاشقين، يا روح الجمال. أحبك ولو كان لغير الله أن يُسجد لكنت أنت قبلتي والمزار.

وحدة كالقمر

وحيدة كالقمر. قل لي لماذا؟؟ رحلت وتركتني في هذا الحنين الجارف، أنادي صارخة أينك أيها الحلم الزائف. صنعت لي من النجوم سلماً يأخذني إلى حضن قمر دافيء. قل لي لماذا؟؟ رحلت وأخذت معك نور القمر ووهج النجوم اللامعة، وتركتني أهوي إلى قعر ليس له آخر. قل لي لماذا؟؟ رحلت ورميتني في بحر لجّي غاضب، تتقاذفني أمواجه كسفينة بلا شراع ولا قبطان ماهر. قل لي لماذا؟ نسجت لي من الحروف كلمات كستني عمراً أنساني عمري الغابر، ورحلت فامتص الفراغ عمري من بعدك وترك هذا القلب خائف. قل لي لماذا ؟؟ رحلت وتركتني في هذا العتم وحيدة أناجي طيفك الشارد.

أغراب تلاقينا صدفة، فتلاقت أرواحنا في عناق طويل ومضى. تساءلت يا ترى ما اسمه ومن يكون؟ فأجابتني السماء: هو هدية الكون لروحك التي أضنتها الشجون، فلا تسألي من يكون واهدئي ياروحي وانعمي معه بالسكون.

خشيت أن تكون حكايتك فصلا

خشيت دوماً أن تكون في حياتي قصة ولا أقدر أن أرويها، عشت معك الحب كله في ليلة وكان كلامك أجمل أغانيها. أظنني أحبك همست لي بها فأنبتت في قلبي شجرة الأحلام وكنت ساقيها. كنت في العلم أستاذي، جعلت الشعر والأدب سقائي ومخطوطات الوردي غذائي. معك وبك آمنت أن كل مستحيل في هذه الدنيا هباء، وأن الحب هو الداء والدواء. رحلت أنت وتركتني شجرة جوفاء، وضاعت الأحلام والأيام، وجفّ مداد القلم وحكاياتي نضبت مآسيها. وبت أنت قصة الأمس ربما يوما لأحفادي سأرويها.

الشوق العارم

أشتاقك حد الثورة..وحد النصر.. أشتاقك، الأرض أرضى.. والجلال جلالك، انتشاؤك فى الأرض ظلي..ورحاب أوطاني بهاؤك. أشتاقك حد الدم والشريان، هل يُستأذن فى الاغتيال إنسان؟؟

رجل يسكنني

رجل بداخلي يجول.. عطر حضوره ظل ممتدّاً على خطواته، يلمس ببصيرته جدران ذاكرتي وأوراقي، ينثر نوراً بعتمة الأرجاء.

فقدانك القادم

سأفتقدك جداً..حين تتساقط الأمطار وتملأ رائحة الأرض المكان، وأرتجف برداً وأرتجف شوقاً وأرتجف رعباً، ويشتدّ حولي الشتاء. سأفتقدك جداً..حين يأتى الليل بلا صوتك.. وبلا طيفك.. وبلا دفئك، وأبحث عنك في رداء القمر وأغفو كالطفل الجريح فوق صدر المساء. سأفتقدك جداً..حين أتناول طعامي.. ولا تكون فى المقعد المقابل ولا المقعد المجاور.. ولا المقعد القريب.. ولا البعيد وأجلس وحيداً.. تحاصرني عيون الأشقياء. سأفتقدك جداً..حين أردد أمامهم كاذباً.. أني نسيتك وأن أمرك ما عاد يعنيني.. وأن فراقك ماعاد يشقيني وأني لا أعود في المساء كالطفل الموؤود إلى سريري.. وأبكي.

Total
0
Shares
المقال السابق

تأملات في الشتاء – رؤى وأفكار

المقال التالي

تأملات شعرية كئيبة

مقالات مشابهة