نيلز بور: سيرة عالم فيزيائي

نبذة عن حياة العالم الفيزيائي نيلز بور: مسيرته العلمية، المناصب التي شغلها، إنجازاته في الفيزياء، وأهم الاكتشافات التي غيرت وجه العلم.

مقدمة عن نيلز بور

نيلز بور، عالم فيزيائي بارز من أصل دنماركي، وُلد في السابع من أكتوبر عام 1885 في مدينة كوبنهاغن. نشأ بور في بيئة مسيحية، إلا أنه مع تقدمه في العمر بدأ يشكك في المسائل الدينية، حتى أصبح ملحداً. لعب نيلز بور دوراً محورياً في تطور علم الفيزياء، وقد حاز على جائزة نوبل تقديراً لإسهاماته العديدة واكتشافاته الرائدة في هذا المجال. لقد كان بور شخصية مؤثرة تركت بصمة واضحة في تاريخ العلوم.

المناصب القيادية التي تقلدها

شغل نيلز بور العديد من المناصب العلمية المرموقة، مما يعكس مكانته الرفيعة في الأوساط الأكاديمية. كان بور بمثابة مؤسسة علمية متكاملة. تولى رئاسة مجلس الطاقة الذرية في الدنمارك، كما شغل منصب رئيس معهد كوبنهاغن للفيزياء النظرية. هذه المناصب القيادية مكنته من توجيه البحوث وتطوير العلوم في بلاده وعلى مستوى العالم.

مسيرته التعليمية

تلقى نيلز بور تعليمه الأولي في مدارس ذات نظام ريفي. بعد إتمام هذه المرحلة، التحق بالجامعة الدنماركية في كوبنهاغن، حيث حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء عام 1911. لم يتوقف طموح بور عند هذا الحد، بل انتقل إلى كامبريدج لإكمال أبحاث ما بعد الدكتوراة تحت إشراف العالم طومسون، الذي كان يتمتع بشهرة واسعة لاكتشافه الإلكترون. لاحقاً، انتقل بور إلى بريطانيا وحظي بترحيب كبير في مدينة مانشستر، حيث تتلمذ على يد العالم إرنست رذرفورد، مكتشف نواة الذرة.

زار نيلز بور العديد من الدول، بهدف اكتساب الخبرات والمعرفة من مختلف العلماء والمدارس العلمية. أقام في الدنمارك والسويد وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، مما ساهم في توسيع آفاقه العلمية وتعزيز قدراته البحثية.

عضوياته في الهيئات العلمية البارزة

تميز نيلز بور بنشاطه العلمي الواسع وعضوياته المتعددة في أبرز الهيئات العلمية حول العالم. كان عضواً في الجمعية الملكية في الدنمارك، والأكاديمية البروسية للعلوم، والأكاديمية البابوية في الفاتيكان، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والأكاديمية الهولندية للفنون والعلوم. آخر عضوية سجلت له كانت في الأكاديمية الوطنية للعلوم. تعكس هذه العضويات المكانة الرفيعة التي كان يحظى بها بور في المجتمع العلمي الدولي.

الاكتشافات العلمية البارزة

ساهم نيلز بور في العديد من الاكتشافات العلمية الهامة التي أثرت بشكل كبير على علم الفيزياء، ومن أهمها:

  • تطبيقات النظرية الكمية: قام بور بتطوير تطبيقات النظرية الكمية، مما أدى إلى تبسيط العديد من العمليات الحسابية المعقدة في الفيزياء.
  • تصوير ذرة الهيدروجين: تمكن بور من شرح تفاصيل ذرة الهيدروجين، وهو الأمر الذي عجز عنه العلماء الآخرون، وذلك من خلال تطبيق نظريته الكمية.
  • اكتشاف الضوء الهيدروجيني: اكتشف بور أنه عند تعريض غاز الهيدروجين لدرجة حرارة عالية جداً، فإنه ينتج ضوءاً أحادياً ذا ذبذبات محددة.
  • تحديد طول الموجات الغازية الهيدروجينية: نجح بور في تحديد طول الموجات الصادرة من غاز الهيدروجين.
  • القنبلة الذرية: كان بور من أوائل العلماء الذين اكتشفوا الخصائص الإشعاعية لليورانيوم الموجود في نواة الذرة. خلال الحرب العالمية الثانية، سافر إلى أمريكا وشارك في تطوير القنبلة الذرية، حيث أنتج أول قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب. حصل بور لاحقاً على براءة اختراع عن هذا العمل، بالإضافة إلى جائزة نوبل في الفيزياء.

وفاته

توفي العالم نيلز بور في الثامن عشر من نوفمبر عام 1962، عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاماً، بعد حياة حافلة بالإنجازات العلمية والإسهامات القيمة في مجال الفيزياء.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

ميشيل شاسل: نبذة عن حياته وإنجازاته

المقال التالي

العالم نيوتن

مقالات مشابهة