نوادر وطرائف من التراث العربي

مجموعة من النوادر والقصص المضحكة من التراث العربي، تتضمن حكايات عن جحا وأشعب وأخبار البخلاء.

قصة جحا والإوزة

يحكى أن جحا قرر أن يقدم هدية للأمير، وكانت عبارة عن إوزة مشوية. في طريقه إلى قصر الأمير، غلبته رائحة الإوزة الشهية، ولم يتمالك نفسه فالتهم ساقًا منها. وعندما وصل إلى الأمير وقدم له الإوزة، لاحظ الأمير الساق الناقصة وسأل جحا عن السبب. فأجاب جحا بأن الإوز في بلاد الأمير لا يمتلك إلا ساقًا واحدة.

لم يقتنع الأمير بكلام جحا، فنظر إلى النافذة ورأى قطيعًا من الإوز يقف على ساق واحدة، كما يفعل الإوز عادةً أثناء الراحة. أراد الأمير أن يكشف كذب جحا، فأمر أحد الحراس بتخويف الإوز بعصا كبيرة لتفريقها. ففزع الإوز وبدأ يجري على ساقين.

عاد الأمير إلى جحا، ومعه الدليل القاطع على أن الإوز في بلاده يمشي على ساقين. عندها، رد جحا على الأمير قائلاً: “لو خوفت إنسانًا بتلك العصا كما فعلت بالإوز، لأصبح يمشي على أربع”.

ذكاء أشعب

يروى أن رجلاً ثريًا أقام مأدبة كبيرة ودعا إليها الكثير من الناس، وكان أشعب من بين المدعوين. وصل أشعب متأخرًا، فأمر صاحب المأدبة بأن ينتظر أشعب في الخارج حتى يحذر الحاضرين من شراهته. أخبرهم أن أشعب إذا حضر مائدة طعام، فإنه يختار أجود الأطعمة ولا يترك منها شيئًا، وأنه بمجرد دخوله المجلس سيختار أكبر الأسماك ويأكلها.

أسرع الحاضرون بإخفاء الأسماك الكبيرة ووضعوها في طبق كبير بجانب الرجل الثري. عندما سُمح لأشعب بالدخول، بدأ الجميع يدعونه لتناول الطعام، لكن أشعب لم يمد يده إلى الطعام لأنه لم يكن يحب أكل السمك. وبرر ذلك بأن الأسماك التهمت والده عندما غرق في البحر. فدعاه الحاضرون ساخرين إلى الانتقام لوالده بأكل السمك كما فعلت بوالده.

عندما أراد البدء بتناول الطعام، لاحظ وجود طبق الأسماك الكبيرة بجانب الرجل الثري. فأخذ سمكة صغيرة وقربها من أذنه وكأنه يستمع إليها، ثم توجه إلى القوم ليخبرهم بالسر الذي أخبرته به السمكة. ادعى أشعب أن السمكة أخبرته أنها لم تلتهم والده، وإنما فعلت ذلك الأسماك الكبيرة المخفية بالقرب من صاحب المأدبة. ثم توجه أشعب إلى الطبق واختار أكبر الأسماك وبدأ في تناولها، ولم يجرؤ أحد على منعه لشدة دهشتهم.

طرائف البخلاء

يحكى أن جماعة من الناس نزلوا في بيت أحدهم. عندما حل الظلام واشتد سواد الليل، امتنع القوم عن إضاءة المصباح بسبب بخلهم. قرروا الصبر طويلًا دون شكوى حتى لا ينفقوا المال لشراء الزيت. عندما فاض بهم الأمر، قرروا تقسيم المبلغ بالتساوي بينهم.

عندما هموا بجمع المال، رفض أحدهم أن يدفع. فقاموا بعصب عينيه بمنديل حتى لا يرى نور المصباح الذي لم يساهم في ثمنه. وعندما أرادوا النوم، فكوا الرباط عن عينيه.

روى الجاحظ في كتاب البخلاء الكثير من القصص المشابهة، مبيناً كيف كان البخل صفة ذميمة، وكيف كان البخلاء يبحثون عن كل وسيلة لتوفير المال، ولو على حساب كرامتهم أو راحة الآخرين.
ومن الحكم المأثورة: “البخيل حارس ماله، وخازن ورثته”.

المصادر

  1. عباس العقاد (2012)، جحا الضاحك المضحك، القاهرة جمهورية مصر العربية: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 93، الجزء السابع. بتصرّف.
  2. أبهناء علي (2019-9-29)، “قصص قصيرة واقعية مضحكة قصص من نوادر الأدب العربي”، www.storiesrealistic.com، اطّلع عليه بتاريخ 2021-4-11. بتصرّف.
  3. “قصص من كتاب البخلاء للجاحظ : ستضحك وستتعجب من عادات وصفات البخلاء !”، analbahr.com، اطّلع عليه بتاريخ 2021-4-11. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

قصص مسلية للأطفال قبل النوم

المقال التالي

نوادر من الماضي: قصص ممتعة من التراث

مقالات مشابهة

نظرة في أعماق رواية صخرة طانيوس

تحليل شامل لرواية صخرة طانيوس: الأبعاد الفكرية، السمات الرئيسية للشخصيات، سير الأحداث، الحقبة الزمنية، الأسلوب اللغوي، معلومات عن مؤلف الرواية، اقتباسات بارزة، والمصادر الموثوقة.
إقرأ المزيد