نهي الإسلام عن الظلم المالي

استعراض شامل لأحكام الإسلام في منع أكل أموال الناس بغير حق، مع أمثلة متنوعة وعقوبات شرعية

فهرس المحتويات

  1. حرمة انتزاع أموال الآخرين
  2. نصوص قرآنية وأحاديث نبوية
  3. أمثلة على الظلم المالي
  4. أكل مال اليتيم
  5. الرشوة وفسادها
  6. شهادة الزور وآثارها
  7. أشكال أخرى من الظلم المالي
  8. عقاب منتهكي حقوق الغير

حرمة انتزاع أموال الآخرين

يُعدّ انتزاع أموال الناس بغير حق من أشد المحرمات في الإسلام، فهو يُهدد بنيان المجتمع ويُزرع الفتنة والبغضاء بين أفراده. وقد حذّر الإسلام من هذا الفعل الشنيع بشتى الوسائل، مُؤكداً على ضرورة العدل والإنصاف في جميع المعاملات المالية.

نصوص قرآنية وأحاديث نبوية

يُحرم في القرآن الكريم أكل الأموال بالباطل، كما جاء في سورة النساء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ﴾ [النساء: 29]. وتُوضح هذه الآية الكريمة أنّ أكل المال بغير وجه حقّ حرام إلاّ في حالات محددة كالبيع والشراء بالتراضي.

كما روت خولة الأنصاريّة -رضيَ الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قولَهُ: (إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ).[٣]

أمثلة على الظلم المالي

تتنوع صور الظلم المالي، وتشمل العديد من الجوانب المعاملاتية، بعضها واضح وبعضها الآخر مُخفيّ.

أكل مال اليتيم

يُعدّ الاعتداء على مال اليتيم من أشدّ أنواع الظلم، وقد شدّد الإسلام على حمايته ورعايته. جاء في سورة النساء: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: 10]. ويُستثنى من ذلك أخذ وليّ أمره من ماله لصرف نفقة اليتيم بما يُناسب حالته، فذلك جائز.

وروى أبي برزة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(يُبعَثُ يومَ القيامةِ قومٌ مِن قبورِهم تَأَجَّجُ أفواهُهم نارًا، فقيل: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: ألم ترَ اللهَ يقولُ: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا)).[٩]

الرشوة وفسادها

حرّم الإسلام الرشوة بكلّ صورها، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188]. وتُعدّ الرشوة من أخطر أشكال الظلم لأنها تُفسد القضاء وتُنشر الفساد في المجتمع.

شهادة الزور وآثارها

شهادة الزور كبيرة من الكبائر، وقد حذّر منها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بشدة، وخاصّةً إن كانت على مال، فإنها تُعتبر من صور أكل أموال الناس بغير حق. فقد قال النبي ﷺ :(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).[١٦]

أشكال أخرى من الظلم المالي

يشمل الظلم المالي عدّة أشكال أخرى، منها: إنكار دين، حلف يمين كاذبة على مال، بيع المحرمات كالخمر والخنزير، الغش والتدليس، المقامرة، والاحتكار.

عقاب منتهكي حقوق الغير

أوجب الله -تعالى- العقاب الشديد لمن يأكل أموال الناس بغير حقّ، فقال تعالى: ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 30]. وعلى من أكل مالاً بغير حق أن يتوب إلى الله توبة نصوحة، ويرجع المال إلى صاحبه، أو يدفع قيمته إن تعذر ذلك، أو يتصدق به في سبيل الله.

Total
0
Shares
المقال السابق

نهب أموال الناس ظلماً وعدواناً

المقال التالي

انتهاك حقوق الورثة في الميراث

مقالات مشابهة