المحتويات
موقع نهر المسيسيبي |
---|
تاريخ نهر المسيسيبي العريق |
دلتا المسيسيبي: أرض خصبة متنوعة |
التغيرات المناخية وتأثيرها على نهر المسيسيبي |
المراجع |
أين يقع نهر المسيسيبي؟
يخترق نهر المسيسيبي (Mississippi River) الولايات المتحدة الأمريكية من الشمال إلى الجنوب، ممتداً عبر 31 ولاية أمريكية ومقاطعتين كنديتين. يبدأ مساره من بحيرة إيتاسكا في ولاية مينيسوتا، ويتجه جنوباً عبر قلب القارة، ماراً بولايات رئيسية مثل مينيسوتا، وميسوري، وتينيسي، ولويزيانا قبل أن يصب في خليج المكسيك. يعتبر النهر جزءاً من الحدود الغربية لولاية مسيسيبي. يُعرف النهر بطوله الهائل الذي يصل إلى 3,766 كيلومتراً، مما يجعله ثاني أطول نهر في أمريكا الشمالية، ومساحته الشاسعة التي تغطي حوالي ثمن مساحة القارة.
يختلف عمق النهر بشكل كبير من منبعه إلى مصبه. ففي منبعه، بالقرب من بحيرة إيتاسكا، لا يتجاوز عمقه متراً واحداً، بينما يصل عمقه في نيو أورليانز إلى 61 متراً. كما تختلف سرعة جريان المياه، إذ تبلغ حوالي 2 كيلومتر في الساعة في منبعه، وتزداد إلى 4.8 كيلومتر في الساعة في نيو أورليانز. يبلغ ارتفاع بحيرة إيتاسكا حوالي 450 متراً فوق مستوى سطح البحر، بينما يصب النهر في خليج المكسيك عند مستوى سطح البحر.
تاريخ نهر المسيسيبي: من الاكتشاف إلى الحاضر
يُروى أن أول من وصل إلى نهر المسيسيبي هم الأوروبيين، تحديداً المستكشف هيرناندو دي سوتو في عام 1541، الذي أطلق عليه اسم “نهر الروح القدس”. لاحقاً، قام الفرنسيون وهنود أمريكا الشمالية باستكشاف أجزاء أخرى منه، وأطلقوا عليه اسم “المسيسيبي”، وهو اسم مشتق من لغة أنيشيناابي (Anishinaabe Misi-iibi) ويعني “النهر العظيم”. شهد النهر ازدهار حضارات قديمة، مثل مدينة كاهوكيا التي ازدهرت ما بين عامي 1050 و 1300 قبل الميلاد، وكانت من أكبر المدن في أمريكا الشمالية آنذاك، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 20,000 نسمة.
دلتا نهر المسيسيبي: موطن للتنوع الحيوي والثقافة
تُشكل دلتا نهر المسيسيبي مساحة واسعة من الأراضي الرطبة، تغطي حوالي 40% من الأراضي الرطبة في الولايات المتحدة الأمريكية الـ 48. تشكلت هذه الدلتا على مدى آلاف السنين نتيجة لترسب الرواسب التي يحملها النهر من مختلف ولاياته. تُعتبر هذه المنطقة موطناً لتنوع حيوي غني، إذ تضم حوالي 400 نوع من الطيور، بالإضافة إلى أنها وجهة رئيسية للهجرة لـ 40% من الطيور المهاجرة في أمريكا الشمالية.
تتميز دلتا المسيسيبي بوجود أنواع مختلفة من الأسماك مثل سمك السلور، والزعانف، وسمك السلمون المرقط، والمحار. كما تعيش في أراضيها الرطبة حيوانات برية مثل الدببة السوداء، والثعالب، والذئاب، والبوبكات، والقنادس. يُعتبر الصيد في هذه المنطقة مصدراً اقتصادياً مهماً، حيث يُشكل الروبيان وسرطان البحر وجراد البحر مصدر رزق لنصف سكان ولاية لويزيانا تقريباً، وتبلغ قيمة تجارة المأكولات البحرية حوالي 2.4 مليار دولار سنوياً.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر دلتا نهر المسيسيبي وجهة سياحية مهمة، حيث يزورها العديد من السياح لممارسة أنشطة ترفيهية مثل ركوب القوارب والصيد. كما تساهم حقول ومصافي النفط في خليج المكسيك في اقتصاد المنطقة. أثر التنوع البيئي الغني في دلتا المسيسيبي على الثقافة والفن في أمريكا الشمالية، حيث نشأت أنواع موسيقية مميزة مثل الجاز والبلوز، وظهر العديد من الفنانين والكتاب المشهورين الذين تأثروا بهذه المنطقة.
التغيرات المناخية و آثارها على نهر المسيسيبي
يؤثر التغير المناخي بشكل كبير على نهر المسيسيبي ودلتاه، نتيجة للأنشطة البشرية التي أدت إلى زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ومن أبرز آثار هذه التغيرات: ارتفاع منسوب مياه البحار، مما يؤدي إلى غرق السواحل والأراضي الرطبة وزيادة الفيضانات الساحلية، وتزايد حدوث العواصف والأعاصير، مما يعرض البنية التحتية للخطر، وتأثير كبير على الزراعة من خلال ارتفاع درجات الحرارة. كما تتأثر حركة الملاحة البحرية نتيجة لزيادة الفيضانات، ويؤثر التغير المناخي على الغابات، والصحة العامة.