نهر العاصي: رحلة عبر التاريخ والجغرافيا

استكشاف نهر العاصي، مساره، أهميته التاريخية، تنوعه البيولوجي، واستخدامه في العصر الحديث. رحلة عبر ثلاثة بلدان: لبنان، سوريا، وتركيا.

فهرس المحتويات

تاريخ النهر وأسمائه المتعددة
أهمية نهر العاصي في العصر الحديث
التنوع البيولوجي على ضفاف نهر العاصي
المراجع

تاريخ النهر وأسمائه المتعددة

يُعتبر نهر العاصي، الشريان المائي الوحيد الدائم في غرب آسيا، شاهداً على حقب تاريخية طويلة. يمتد مساره من لبنان شمالاً عبر سوريا إلى تركيا، مصباً في البحر الأبيض المتوسط عند ميناء صمنداغ في لواء إسكندرون، يبلغ طوله حوالي 355 ميلاً. وقد عُرف هذا النهر عبر التاريخ بالعديد من الأسماء، فقد ذُكر باسم “تايفون” في الأساطير، ثم أطلق عليه الآشوريون اسم “أرانتو”، بينما أطلق عليه المصريون اسم “أراونتي”. يُعتقد أن اسم “أرانتو” مشتق من كلمة سريانية تعني “اللبؤة”. وفي الآرامية، كان يُعرف باسم “آلهة الماء”. ثم انتقل الاسم إلى اليونانية ليصبح “Orontes”. شهد النهر أحداثاً تاريخية بارزة، مثل معركة قادش بين رمسيس الثاني ملك مصر وقوات الحيثيين، ومعركة بين آشور ودمشق عام 853 قبل الميلاد. وعلى الرغم من عدم صلاحية النهر للملاحة، إلا أن ضفافه لعبت دوراً مهماً كطريق تجاري يربط بين مدن هامة مثل أنطاكيا وحمص ودمشق.

أهمية نهر العاصي في العصر الحديث

يُشكل نهر العاصي مصدراً حيوياً للمياه في ثلاث دول: لبنان وسوريا وتركيا. تستفيد هذه الدول من مياه النهر في أغراض الري، حيث تحصل لبنان على نسبة 6%، وتركيا على 36%، بينما تحصل سوريا على النسبة الأكبر البالغة 58%. تُروى من مياه هذا النهر حوالي 350 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مُغذيةً بذلك محاصيل الفواكه والخضراوات والحبوب في سهل البقاع اللبناني ومحافظات إدلب ووادى الغاب في سوريا. كما يستفيد من مياه النهر سدان كارمنالي ويارسي في تركيا. وقد شهدت سوريا وتركيا في عام 2009 توقيع اتفاقية لبناء سد مشترك على حدودهما. يُعتبر نهرا كاراسو وعفرين من أهم روافد نهر العاصي. أما المدن الرئيسية التي تقع على ضفاف النهر فهي حمص وحماه في سوريا، وأنطاكيا في تركيا.

التنوع البيولوجي على ضفاف نهر العاصي

يُعتبر نهر العاصي موطناً لتنوع بيولوجي غني، يبدأ من ينابيعه الجوفية في لبنان ويمتد عبر الجبال والوديان في سوريا، ليصل إلى ساحل تركيا قبل مصبه في البحر الأبيض المتوسط. تتنوع الموائل على طول النهر، من غابات الأرز، الزيتون، العنب، والصنوبر في لبنان، إلى غابات البلوط والصنوبر في سوريا، وصولاً إلى غابات البلقان المختلطة والبحيرات في تركيا. تضم هذه الموائل أنواعاً مختلفة من الطيور، الزواحف، والثدييات، مثل الدببة والقطط البرية. وتُولي لبنان اهتماماً خاصاً بإعادة تأهيل موائلها الطبيعية، ومراقبة الطيور لدراسة تأثير التغيرات المناخية والصيد الجائر عليها. أما سوريا، فتتخذ خطوات للحفاظ على الحياة البرية في منطقة نهر العاصي.

المراجع

[1] “Orontes River Basin”, waterinventory, Retrieved 9/1/2022. Edited.
[2] The Editors of Encyclopaedia Britannica,”Orontes River”,britannica, Retrieved 9/1/2022. Edited.
[3] Rolando Y. Wee (25/4/2017),”The Orontes: The Backwards River Of The Levant”,worldatlas, Retrieved 9/1/2022. Edited.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رحلة عبر نهر العاصي: من منبعه إلى مصبه

المقال التالي

رحلتنا مع نهر الفرات: من منبعه إلى مصبه

مقالات مشابهة