نمو الجنين ومراحل الحمل في الشهر السادس

مقدمة عن الحمل

يبدأ الحمل عندما يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي في أوقات محددة بعد الدورة الشهرية. ومنذ تلك اللحظة، تظهر علامات الحمل على المرأة ويبدأ الجنين في النمو تدريجياً من الشهر الأول وحتى يصبح طفلاً كاملاً في الشهر التاسع. يمر الجنين خلال هذه الأشهر بمراحل نمو مختلفة. في هذا النص، سنتعرف على نمو الجنين في الشهر السادس، بالإضافة إلى بعض أهم الأعراض التي تصيب المرأة في هذا الشهر.

تطور الجنين في الشهر السادس

يشهد الجنين تطورًا ملحوظًا في الشهر السادس، حيث يزداد طوله بسرعة، ولكنه لا يكتسب الكثير من الوزن. يتحول لون الجلد إلى اللون الوردي نتيجة لتشكل الأوعية الدموية تحته، ويغطيه شعر ناعم وخفيف يسمى الزغب. يظهر أيضًا شعر الرأس الحقيقي، وينمو الدماغ والغلاف العصبي للجنين بسرعة، بينما تبقى الرئتان غير مكتملتين. تزداد حساسية الجنين للأصوات الخارجية، مما يؤدي إلى زيادة حركته. في نهاية الشهر السادس، يكتمل نمو الأظافر والأصابع ويمكن رؤيتها من خلال فحص السونار. يبدأ المبيض لدى الجنين الأنثوي في تكوين وتركيب البويضات منذ الشهر الخامس، وتبقى هذه البويضات في حالة هدوء حتى بلوغ الفتاة.

قال تعالى في سورة الحج، الآية 5: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ”.

علامات الحمل في الشهر السادس

تشمل العلامات الشائعة للحمل في الشهر السادس ما يلي:

انتفاخ القدمين

مع بداية الشهر السادس وحتى الشهور الأخيرة، قد تلاحظ المرأة زيادة في حجم القدمين واليدين، وهو ما يعرف بانتفاخ القدمين خلال فترة الحمل. يحدث ذلك نتيجة لاحتفاظ الجسم بالسوائل الزائدة حول الأنسجة. يمكن تقليل هذا الانتفاخ عن طريق تجنب الوقوف لفترات طويلة، ومد القدمين أثناء الجلوس، وتجنب ارتداء الأحذية الضيقة.

صعوبة الهضم

تعتبر صعوبة الهضم من المشاكل التي تزعج العديد من النساء خلال فترة الحمل. تحدث هذه المشكلة بسبب التغيرات الهرمونية التي تسبب ارتخاء حركة الأمعاء. تزداد هذه المشكلة في الأشهر الأخيرة بسبب زيادة حجم الرحم، مما يزيد الضغط على الأمعاء. لتجنب هذه المشكلة، يجب على المرأة الحامل الانتظام في شرب الماء واللبن الفاتر، وتناول المزيد من الألياف في وجبات الطعام، وممارسة بعض التمارين البسيطة. يجب مراجعة الطبيب إذا زادت المشكلة عن الحد الطبيعي.

زيادة الأكل

مع نمو الجنين خلال الثلث الثاني من الحمل، تزداد حاجته إلى العناصر الغذائية لنمو أعضائه بشكل صحي، مما يدفع المرأة إلى تناول كميات كبيرة من الطعام خلال اليوم.

الغطيط

يعتبر الشخير عرضًا طبيعيًا خلال فترة الحمل لدى معظم النساء، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تضخم الأغشية المخاطية، بالإضافة إلى الزيادة في الوزن.

وجع الظهر

إن الثقل وزيادة حجم الرحم يدفعان الجسم إلى الأمام، مما يجعل الظهر منحنياً بشكل غير إرادي، وهذا يسبب الألم للمرأة. لتجنب ذلك، يجب الجلوس بشكل صحيح ورفع القدمين عن الأرض.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيراً”. (صحيح البخاري) وهذا يدل على أهمية العناية بالمرأة الحامل وتخفيف معاناتها.