محتويات
الحصاد الوفير للصدق في الآخرة
يُعدّ الصدق من أعظم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام، فصاحبه يُجزى جزاءً عظيماً في الدنيا والآخرة. فما هي ثمار هذا الخلق الكريم في الآخرة؟
الثواب الإلهي العظيم
يُكافئ الله -تعالى- المُلتزم بالصدق في أقواله وأفعاله بثوابٍ جزيل. هذا الثواب ليس مجرد مكافأة، بل هو تقديرٌ لإلتزامه بأوامر الله -تعالى- وسعيه الدؤوب للتقرّب منه بعبادةٍ صادقة. [1]
رفقة الصديقين
يُبشّر الله -جلّ وعلا- الصّادقين بأنّهم سيكتبون مع الصديقين. وهذه منزلةٌ ساميةٌ، منزلةٌ تُنعم صاحبها بخاتمةٍ حسنةٍ ورحمةٍ واسعةٍ من الله -تعالى-. فالصدق هو أساس البرّ الذي يقود إلى الجنة. [2]
وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(لا يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ صِدِّيقًا ولا يزالُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ كذَّابًا).[3]
تُعدّ مرتبة الصديقين من أرفع المراتب، تلي مرتبة الأنبياء والمرسلين، لأنّهم صدّقوا الرسالات الإلهية ونقلوا الحقّ كاملاً. ويكشف لنا القرآن الكريم عن قرب منزلة الصديقين من الأنبياء والمرسلين في الجنة. فعلى سبيل المثال قوله -تعالى-:(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).[5][4]
براءة من النفاق
الصدق هو الفرق الجلي بين الإيمان والنفاق، بينما الكذب علامة ملازمة للمنافقين. قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).[6][4]
الازدهار في الحياة الدنيا بفضل الصدق
لا تقتصر ثمار الصدق على الآخرة فحسب، بل تمتدّ لتشمل الحياة الدنيا أيضًا، مُحققةً راحة البال والنجاح.
العزة والكرامة
يُكسِبُ الصدقُ صاحبه عزّة نفسٍ، ورفعةً في المكانة، بينما الكذب يُورثُ صاحبه الذلّ والخزي والاحتقار بين الناس. [7]
ثقة الآخرين
يكسب الصادق ثقة الناس ومحبتهم، لأنّهم يثقون في كلامه وأقواله. يُحبّه الآخرون ويتقرّبون منه، وتُقبَل شهادته في المحاكم لما عُرِف عنه من صدق. بينما يبتعد الناس عن الكاذب ولا يثقون به. [2]
النجاة من المصائب
يلجأ البعض للكذب للهروب من المشاكل، لكنهم غالباً ما يقعون في مشاكل أكبر. أما الصدق، فإن لم ينجّ الشخص في الحال، فالله -تعالى- سينجيه عاجلاً أم آجلاً. وكم من مثالٍ يُبرهن على أنّ الصدق أنجى من الكذب. [8]
مثالٌ واضحٌ على ذلك قصة الصحابي كعب بن مالك -رضي الله عنه- حين تخلّف عن غزوة تبوك، وأجاب بصدقٍ عن سبب ذلك، فغفر الله -تعالى- له. [9]
المراجع
الرقم | المصدر | الصفحة | ملاحظة |
---|---|---|---|
1 | مجلة البحوث الإسلامية | 185 | بتصرف |
2 | منحة العلام في شرح بلوغ المرام (عبد الله الفوزان) | 316 | بتصرف |
3 | صحيح ابن حبان (ابن حبان) – حديث عبد الله بن مسعود | 272 | |
4 | مجلة البيان | 24 | بتصرف |
5 | سورة النساء، آية:69 | – | – |
6 | صحيح البخاري (البخاري) – حديث أبي هريرة | 33 | صحيح |
7 | سوء الخلق (محمد الحمد) | 126 | بتصرف |
8 | شرح رياض الصالحين (محمد بن عثيمين) | 293-294 | بتصرف |
9 | إسلام ويب -الصدق مع الله | – | بتصرف |