فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
المدرسة البيانية: فن البيان والتعبير | #bayani |
المدرسة الشمولية: منهج السكاكي الشامل | #shumuliya |
مدرسة النظم: جماليات التركيب اللغوي | #nuzum |
المدرسة الارتقائية: نظرية ابن خلدون في تطور المعنى | #irtiqaiya |
المدرسة البيانية: فن البيان والتعبير
تُعدّ المدرسة البيانية من أهم المدارس اللغوية العربية، وقد وضع لها أساسها الأديب البارع الجاحظ. يرتكز هذا المنهج على البيان باعتباره أساسًا للتعبير الإنساني الفعال. فالتبليغ الأمثل للرسالة الإلهية –كما يرى الجاحظ– يتطلب ما أسماه “التبيين”، وهو كشف الحقيقة، وذلك لما فيه من أهمية بالغة. يُعتبر الجاحظ رائدًا في هذا النهج، مستلهمًا من القرآن الكريم وقواعده، حيث درس أصول الكلام وتطوره وعلاقته الوثيقة بالإنسان. وقد سعى إلى فهم آليات توليد الكلام، مُحللاً رموزه ومقاماته وأساليب التعبير فيه.
وَقَد جَعَلَ الجاحظ أنواعَ الدلالاتِ خمسةَ نقاطٍ رئيسيةٍ هي: اللفظ، والإشارة، والعقد، والخط، والنسبة.
المدرسة الشمولية: منهج السكاكي الشامل
يُعرف السكاكي بأنه مؤسس المدرسة الشمولية، وهي مدرسة لغوية واسعة النطاق، لم يسبقها مثيل في اتساعها وشموليتها. سعى السكاكي من خلالها إلى تصنيف العلوم الإنسانية بطريقة منظمة، بحيث تكون قواعد اللغة بمثابة الجذور الراسخة، وتتفرع منها باقي العلوم اللغوية. هذا النظام الشامل يتضمن النحو والصرف، اللذين يُعتبران أساس البلاغة. فالنحو يُقود إلى علم المعاني، والصرف يُقود إلى علم البيان، وهكذا تتطور العلوم اللغوية بشكل تدريجي ومنهجي.
و في كتابه “مفتاح العلوم في البلاغة”، يهدف السكاكي إلى استيعاب جميع جوانب العلوم اللغوية.
مدرسة النظم: جماليات التركيب اللغوي
أسس عبد القاهر الجرجاني مدرسة النظم، التي تُركز على نظرية النظم في دراسة إعجاز القرآن الكريم. النظم، حسب الجرجاني، هو طريقة تركيب الكلام، انتقالًا من التركيب البسيط إلى التركيبات المعقدة ذات الجماليات البلاغية في القرآن الكريم. يشمل ذلك مختلف الجوانب، من الصوتية إلى الأسلوبية والدلالية وحتى الجوانب الإعجازية الغيبية.
يُشدد الجرجاني على أهمية النظم في المعاني أكثر من الألفاظ، مُميزًا بين نظم الحروف ونظم الكلمات. فهو لا يُفضل نظم الحروف بنفس القدر الذي يُفضّل به نظم الكلمات، لأن الأخير يتتبع ترتيب المعاني في ذهن المتلقي، على عكس نظم الحروف الذي يعتمد على الاتفاق اللغوي.
المدرسة الارتقائية: نظرية ابن خلدون في تطور المعنى
أقام ابن خلدون مدرسة ارتقائية، وظف فيها نظرية الارتقاء لبناء نظرية التحصيل اللغوي. تشرح هذه النظرية كيفية نشوء المعنى من الفعل، ثم تتطور إلى صفة، ثم إلى حال (صفة غير ثابتة)، ثم إلى ملكة (مقام كما يسميه المتصوفة). هذه المراحل الخمس تتطور تدريجيًا خلال فترات زمنية متعددة، مما يُمكّن المتعلم من إتقان اللغة والتحكم فيها.
يُبين ابن خلدون أن هذه المراحل الخمس (المعنى، الفعل، الصفة، الحال، الملكة) تتطور بشكل تدريجي، مما يُمكن المتعلم من إتقان اللغة واستخدامها ببراعة.