ملخص الأحداث في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
رواية “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام” للكاتبة أثير النشمي، تعتبر من أبرز الأعمال الرومانسية التي تلقي الضوء على وضع المرأة في المجتمعات العربية، وبالتحديد في المملكة العربية السعودية، حيث تواجه المرأة قيودًا تحد من فرصها في العمل والمشاركة الفعالة في المجتمع، بسبب بعض العادات والتقاليد.
تدور أحداث الرواية حول (هذّام)، الشاب الذي ينتمي إلى عائلة محافظة جدًا، ويعمل في مجال الصحافة. تنقلب حياة هذّام رأسًا على عقب عندما يلتقي بـ (ليلى)، وهي امرأة تعمل في نفس المجال وتدافع عن حقوق المرأة وحريتها. يقع هذّام في حب ليلى، إلا أن عائلته ترفض هذه العلاقة بسبب اختلاف وجهات النظر والقيم. لم يعتد هذّام على معارضة عائلته، فيقرر الهروب من واقعه المؤلم بالسفر إلى لندن.
في لندن، ينغمس هذّام في حياة التحرر واللهو، ثم يلتقي بـ (ولادة)، وهي فتاة عراقية. تتطور العلاقة بينهما وتنشأ بينهما مناقشات فلسفية عميقة، إلا أن ولادة تختفي فجأة، مما يترك هذّام في حالة من اليأس والإحباط.
دراسة الأسلوب الأدبي في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
نجحت أثير النشمي في رسم صورة حية للواقع الذي تعيشه المرأة في فترة التسعينيات في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وذلك من خلال استخدام لغة بسيطة وواضحة. لقد استخدمت الكاتبة أسلوبًا سلسًا وغير معقد لإيصال أفكار جريئة ومهمة.
الكاتبة ببراعة ربطت بين شهر ديسمبر، الذي يمثل ذروة الشتاء والبرد القارس، وبين مشاعر الحزن والكآبة ونهاية العلاقات. شهر الشتاء يصبح رمزًا للفراق والخيبات، وهو ما تجسد في تجارب بطل الرواية في هذا الشهر من كل عام. الكاتبة وظفت البُعد النفسي لربط الشتاء بالأحزان، مما جعل الرواية من أجمل ما كُتب في وصف هذا الفصل.
الصور البلاغية والتشبيهات في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
تعتبر الصور الفنية من الأدوات الهامة التي يستخدمها الكاتب لإيصال أفكاره للقارئ وجعله يعيش الحالة الشعورية للشخصيات. من بين الصور التي استخدمتها أثير النشمي، وصفها للحب:
“حكايات الحب التي نمرّ بها خلال حياتنا، هي تاريخنا الجميل، تصرفاتنا الحمقاء أحلامنا الغبية، خيالاتنا غير المعقولة في الحب هي ما تضحكنا عندما نتذكرها في وقت لا يضحكنا فيه شيء، الحب الحقيقي هو ما يدفعنا لأن نبتسم على الرغم منا مهما كانت ذكرى هذا الحب قاسية، مهما كانت حزينة ومرة”.
ترى الكاتبة أن الحب هو حالة مستمرة يعيشها الإنسان حتى بعد انتهائها، وقد نجحت في تصوير ذلك من خلال اختيار الكلمات المناسبة وتنسيقها بشكل متناغم.
تقييم الحوار والسرد في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
استخدمت الكاتبة الحوار بين البطل والشخصيات النسائية في الرواية للتعبير عن أفكارها وآرائها. يظهر ذلك بوضوح في الحوار الذي دار بين ولادة وهذّام:
“الانتماء، أخبريني أنتِ، ماذا يمنَحُنا الانتماء؟ ـأظُنّ أنّه يخلُقُ لدينَا “أحياناً” مساحة صغيرة من الأمان. ـ الانتماء إلى الأوطان، الأديان، العشائر، العائلات، القوانين ليس سِوى قيّدٌ يقيّدُنَا”.
هذا الحوار يعكس رفض الكاتبة للعادات والتقاليد التي تفرضها بعض المجتمعات على أفرادها دون مبررات شرعية. لقد تمكنت الكاتبة من الوصول إلى قمة الإبداع في روايتها من خلال اعتمادها على أسلوب السرد البسيط والواضح.
تحليل لشخصيات رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
تضم الرواية مجموعة من الشخصيات التي أثرت في الأحداث وتفاعلت معها، ومن أبرز هذه الشخصيات:
- هذام: الشخصية الرئيسية في الرواية، وهو البطل والراوي للأحداث. يعاني هذام من تكرار خيبات الأمل في شهر ديسمبر، ويسعى دائمًا لإيجاد بصيص من الأمل، ولكن غالبًا ما تكون الخيبة هي نصيبه.
- ولادة: شخصية ثانوية تتقاسم مع هذام شعور الغربة والبعد عن الوطن بسبب القيود التي تفرض على المرأة في المجتمعات العربية.
- ليلى: شخصية تركت أثرًا إيجابيًا في حياة البطل وغيرت نظرته تجاه المرأة.
وجهات نظر النقاد حول رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
تلقّت رواية “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام” آراء نقدية متنوعة، من بينها:
- إيمان نسيب: ترى أن العلاقات الشخصية في الرواية مرتبطة بشهر ديسمبر، حيث انتهت علاقة هذام الأولى في هذا الشهر، إضافة إلى علاقاته العابرة وعلاقته الأخيرة مع ولادة، مما يجعل هذا الشهر رمزًا للكآبة.
- سامية قاسمي: تؤكد أن أهم ما يميز شخصية هذام هو كونه شخصًا متعلمًا حاصلًا على شهادة الماجستير في الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى كونه قارئًا نهمًا ومهووسًا بالكتابة.
المراجع
- “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام”، أبجد
- ” في ديسمبر تنتهي كل الأحلام”، نور بوك
- أثير النشمي، في ديسمبر تنتهي كل الأحلام، صفحة 5.
- أثير النشمي، عالم البناء السردي في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام، صفحة 26.
- “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام”، جود ريدز
- “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام”، كود ريدز
- شهيرة بركاتي، سامية قاسمي، بنية الشخصية في رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام، صفحة 40.
