فهرس المحتويات
تعريف الصلاة النارية
الصلاة النارية هي صيغة من صيغ الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، يتداولها بعض الناس كنوع من الأذكار. هذه الصيغة لها نص محدد يقول: “اللَّهُمَّ صلِّ الصَّلاة الكاملة، وسلِّم السَّلام التامَّ على محمَّد، النَّبي الذي تنحلُّ به العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقْضى به الحوائج، وتُنال به الرَّغائب وحسن الخواتيم، ويُسْتَسْقى الغمام بوجْهِه الكريم، وعلى آلِه وصحْبِه في كلِّ لمحة ونفَسٍ، عددَ كلِّ معلوم لك يا اللهُ، يا حي، يا قيُّوم”.
تباين آراء الفقهاء في حكم الصلاة النارية
اختلف العلماء في حكم الصلاة النارية، وسنعرض فيما يلي تفصيلاً لآراء المجيزين والمانعين مع ذكر أدلتهم.
الرأي القائل بعدم الجواز
يرى بعض العلماء عدم جواز هذه الصيغة، ويعتبرونها من البدع المستحدثة في الدين. يستند هذا الرأي إلى عدة حجج:
- عدم ورودها في السنة النبوية: يرى هؤلاء العلماء أن هذه الصيغة لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي فإن تخصيصها واعتبارها سنة هو أمر غير جائز.
- اشتمالها على معانٍ تخالف التوحيد: يرى البعض أن هذه الصيغة تتضمن معاني قد تُفهم على أنها تُشرك بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض خصائص الله -عز وجل-. فالله وحده هو الذي يحل العقد ويفرج الكرب ويقضي الحاجات.
ويستدلون على ذلك بقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ). هذه الآية، وغيرها الكثير، تؤكد على أن الله وحده هو الملجأ والمجيب.
الرأي القائل بالإباحة
يجيز بعض العلماء التوسل بهذه الصيغة من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، معتبرين أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أفضل القربات إلى الله تعالى، وأن الصيغ الواردة في الشرع ليست محصورة بصيغة واحدة.
ويرتكز هذا الرأي على ما يلي:
- جواز الصلاة على النبي بأي صيغة: يرون أن النصوص الشرعية لم تحدد صيغة معينة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي يجوز للمسلم أن يصلي عليه بأي صيغة لم تخالف الشرع.
- تفسير معنى “تنحل به العقد”: يفسرون عبارة “تنحل به العقد” بأنها تعني تنحل بسببه، أي ببركة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه، وهذا لا يتعارض مع التوحيد. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان سبباً في حل أعظم عقدة وهي الشرك بالله.
- جواز التوسل بالنبي: يجيز جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة التوسل بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويستدلون بما ورد في السنة النبوية من أن رجلاً ضريراً طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي ويدعو فيقول: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ).
المصادر
- محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 277. بتصرّف.
- مجموعة، الدرر البهية في الفتاوى الكويتية، صفحة 106. بتصرّف.
- سورة النمل، آية: 62
- “حكم الصلاة على النبي بالصيغة المرفقة”، دائرة الإفتاء الأردنية، تم الاطلاع عليه بتاريخ 28/3/2022. بتصرّف.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عثمان بن حنيف، الصفحة أو الرقم:3578، صححه الألباني.