جدول المحتويات:
تمهيد
يتناول هذا المقال عرضًا وتحليلًا لأحداث الفتنة الكبرى كما جاءت في كتاب المفكر والأديب طه حسين. يستعرض الكتاب فترة عصيبة في تاريخ الإسلام، شهدت صراعات ونزاعات بين المسلمين، أدت إلى وقوع حروب ومعارك دامية.
يهدف هذا المقال إلى تقديم موجز لأهم النقاط التي تناولها الكتاب، مع التركيز على الأحداث الرئيسية التي شكلت تلك الحقبة.
نظام الحكم في زمن الخلفاء الراشدين
استعرض طه حسين في كتابه الكيفية التي أدار بها الخلفاء الراشدون الدولة الإسلامية. وأوضح أن نظام الحكم في تلك الفترة كان مستمدًا بشكل كبير من تعاليم الدين الإسلامي السمحة. وقد تأثرت القرارات السياسية والأحكام الشرعية بالروح الدينية التي كانت سائدة في المجتمع. كان الصحابة يستشعرون وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم كقدوة حسنة. لقد سار كل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الحكم والإدارة، مما جعل حكمهما يتميز بالعدل والإنصاف.
أما عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد شهدت السنوات الست الأولى من خلافته استقرارًا وهدوءًا، إلا أن الأمور بدأت تتغير في السنوات الأخيرة من حكمه. ظهرت معارضة قوية ضده، واتهمه البعض بمحاباة أقاربه وتفضيلهم في المناصب. تصاعدت حدة الاحتجاجات في الكوفة وغيرها من المدن، وطالب المحتجون بتغيير الوالي، فاستجاب عثمان لمطالبهم وقام بتغييره.
استشهاد عثمان ومسألة القصاص
بعد تفاقم الأوضاع، توجه وفد من أهل الكوفة ومصر إلى المدينة المنورة، وحاصروا بيت عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقبل وصول أي دعم أو مساعدة من الشام، قام الثوار بقتل عثمان. انتشر الخوف والاضطراب في المدينة، بسبب كثرة أعداد الثوار وعدم وجود قوة عسكرية كافية لحماية المدينة.
بعد استشهاد عثمان، تولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة. ولكنه واجه تحديًا كبيرًا، وهو قضية القصاص من قتلة عثمان. رفض عدد كبير من الصحابة مبايعة علي، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان، والي الشام، الذي طالب بالقصاص أولاً. وقد أثار ضم علي لبعض قتلة عثمان إلى جيشه غضب معاوية وأنصاره. ونتيجة لذلك، نشبت حرب الجمل بين جيش علي وجيش يقوده طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم جميعًا، وقد سقط فيها الكثير من الصحابة.
وقعة صفين واستشهاد علي
جرى العديد من المفاوضات بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، ولكنها لم تنجح في التوصل إلى حل. كان علي يطالب معاوية بالبيعة، بينما كان معاوية يصر على القصاص من قتلة عثمان قبل أي شيء آخر. انضم عمرو بن العاص إلى معاوية، وتقابل الجيشان في معركة صفين. اشتدت المعركة وكاد جيش علي أن يحقق النصر، ولكن بفضل حنكة عمرو بن العاص، توقفت المعركة.
بعد ذلك، اتفق الخوارج على قتل كل من علي ومعاوية وعمرو بن العاص، ظنًا منهم أن ذلك سيضع حدًا للفتنة. ولكن معاوية وعمرو تمكنا من النجاة، بينما استشهد علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم. بعد استشهاده، بايع أهل المدينة ابنه الحسن بن علي، ولكن معاوية عرض عليه الصلح، لعلمه بميل الحسن إلى السلام وتجنب إراقة الدماء.
ولاية معاوية بن أبي سفيان
تم الصلح بين الحسن ومعاوية، وسمي العام الذي تم فيه الصلح بـ “عام الجماعة”. أصبح معاوية خليفة المسلمين بعد مبايعة الحسن له. عاد الحسن إلى المدينة المنورة، وأصبح زعيمًا لأنصاره الذين عرفوا بالشيعة. كان الحسن هو ولي العهد بعد معاوية، ولكنه توفي قبل معاوية، فقام معاوية بتعيين ابنه يزيد بن معاوية وليًا للعهد من بعده.
استشهاد الحسين وثورة أهل المدينة
بعد تولي يزيد بن معاوية الخلافة، ثار الحسين بن علي وأنصاره. طارد جيش يزيد بن معاوية الحسين حتى قتلوه في معركة كربلاء. وبعد ذلك، ثار أهل المدينة وأهل مكة حزنًا على آل البيت، ورفضوا مبايعة يزيد. فأرسل يزيد جيشًا كبيرًا إلى المدينة، وقتل الكثير من أهلها واستباحها وأجبرهم على البيعة. ثم فعل الشيء نفسه في مكة المكرمة، حيث قضى على عبد الله بن الزبير وأجبر أهل مكة على البيعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا يزال أمر هذه الأمة قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية”.