تمهيد حول الأيام
يُعتبر كتاب “الأيام” للدكتور طه حسين من الأعمال الأدبية الخالدة في الأدب العربي الحديث. هذا الكتاب هو عبارة عن سيرة ذاتية روائية، يقدم فيها المؤلف لمحة عن جزء هام من حياته، بأسلوب أدبي رفيع. يروي الكتاب تفاصيل طفولته المبكرة، والتحديات التي واجهها بسبب فقدانه بصره، ورحلته التعليمية، وصولًا إلى فترة دراسته في فرنسا ونيله درجة الدكتوراه. يمثل الكتاب وثيقة أدبية واجتماعية هامة، تسلط الضوء على جوانب من الحياة في مصر خلال تلك الفترة، وتكشف عن شخصية طه حسين كأديب ومفكر.
ملخص لأحداث الرواية
تدور أحداث “الأيام” حول المراحل المختلفة في حياة طه حسين، ابتداءً من طفولته في قريته الصغيرة، مرورًا بتعليمه في الأزهر الشريف، وصولًا إلى رحلته إلى فرنسا. يسرد الكتاب تفاصيل الحياة في القرية المصرية، والعلاقات الأسرية، والتقاليد الاجتماعية السائدة. يصف الكتاب أيضًا تجربته في الأزهر، والصعوبات التي واجهها بسبب أساليب التعليم التقليدية، وعدم مراعاة احتياجات الطلاب المكفوفين. يوضح كيف أن السنوات التي قضاها في الأزهر تركت في نفسه أثرًا عميقًا، بسبب القسوة التي تعرض لها من بعض المعلمين، وعدم المساواة في المعاملة بين الطلاب المبصرين والمكفوفين. ثم ينتقل الكتاب إلى الحديث عن فترة شبابه ودراسته في السوربون بفرنسا، وتعلمه اللغة الفرنسية، وكيف أن هذه المرحلة كانت نقطة تحول في حياته. يتحدث عن تعرفه على سوزان، الفتاة الفرنسية التي أحبها وتزوجها، وكيف ساعدته في دراسته وحياته.
يذكر طه حسين بعض المواقف الصعبة التي تعرض لها خلال دراسته، وكيف تغلب عليها بإصراره وعزيمته. يصف الكتاب أيضًا حصوله على درجة الدكتوراه، وعودته إلى مصر، وعمله في مجال التعليم. يختتم الكتاب ببيت شعر يعبر عن فلسفته في الحياة ونظرته إلى المستقبل.
لقد كانت هذه الفترة حاسمة، حيث أنه تعلم اللغة الفرنسية، ولكنه لم يستفد منها لأنّ الأستاذ يكتب الحروف على السبورة وهو لا يراها، ويروي أيضًا أنّه قد قضى فيالأزهرأربعة أعوام مرّت عليه مثل أربعمئة عام لشدة القسوة التي تعرَّضَ لها خلال وجوده في الأزهر بين المعلمين الغلاظ، والتلاميذ الذين لا يراعون المكفوفين.
مقتطفات من الرواية
تتضمن “الأيام” العديد من المقتطفات المؤثرة التي تعكس أفكار طه حسين وآرائه في الحياة والمجتمع. من بين هذه المقتطفات:
“ذاكرةَ الأطفال ضعيفة، أو قل إنّ ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة، عندها يكون بعض هذه الحوادث واضحًا جليًّا كأن لم يمضِ بينها وبين الوقتِ شيءٌ، ثم يُمحى منها بعضُها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد”.
“أحس أنّ لغيره عليه فضلًا، وأنّ إخوته وأخواته يستطيعون ما لا يستطيع، وينهضون من الأمر ما لا ينهض له، وأحسّ أنّ أمّه تأذن لإخوته في أشياء تحظرها عليه، وكان ذلك يُحْفِظه، ولكن لم تلبث هذه الحفيظة أن استحالت إلى حزن صامت عميق؛ ذلك أنَّه سمع إخوته يصفون ما لا علم له به، فعلم أنهم يرون ما لا يرى”.
“كان قليل الأكل، لا لأنّه كان قليل الميل إلى الطعام، بل لأنّه كان يخشى أن يُوصف بالشره أو أن يتغامز عليه إخوته، وقد آلمه ذلك أول الأمر، لكنه لم يلبث أن تعوده حتى أصبح من العسير عليه أن يأكل كما يأكل الناس”.
المصادر والمراجع
- طه حسين، الأيام.
- فاطمة بنت حميد بن جود الله الحسني، فكر طه حسين في ضوء العقيدة الإسلامية.
- سعيد عدنان، طه حسين المقالي.
- الأيام طه حسين – جود ريدز