نظرة في قصيدة الهمزية في مديح خير البرية

تحليل لقصيدة الهمزية: دراسة في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، معاني الكلمات، الجماليات البلاغية، وأبيات مختارة.

الفكرة المحورية في الهمزية

تتمحور القصيدة حول استعراض حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسليط الضوء على الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة التي تحلى بها، والتي كان لها دور كبير في إتمام مكارم الأخلاق. تسعى الأبيات إلى إبراز المحبة العميقة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأهمية الاقتداء به، وتكريمه وتبجيله، بالإضافة إلى سرد تفاصيل من سيرته العطرة. إن القصيدة تعبر عن الحب العميق والتقدير الذي يكنه الشاعر للرسول الكريم.

تفسير معاني الكلمات

فيما يلي توضيح لبعض المعاني اللغوية للمفردات التي قد تبدو صعبة في القصيدة:

المفردةالمعنى
سناالضوء الساطع.
سناءالعلو والرفعة والمقام الشامخ.
علياءكل ما هو عالٍ ومرتفع، سواء كان سماء أو شرفًا.
الجوزاءأحد الأبراج السماوية، يقع بين الثور والسرطان، ويمتد من 21 مايو إلى 21 يونيو.
سؤددالعظمة والمجد والشرف والمنزلة الرفيعة.
عصماءصفة للمرأة المنيعة والمحصنة.
مُحيَّاالوجه الجميل والمشرق.
ليلة غرّاءليلة مشهورة ومضيئة.
ازدهاءالتبجح والافتخار.
الهواتفالأصوات التي تسمع دون رؤية المتحدث.
إيوان كسرىبناء شامخ مكشوف ومعقود السقف، يمثل الفخامة والعظمة.
تراءتظهرت وبدت واضحة.
البطحاءالأرض الواسعة المستوية التي يجري فيها السيل ويترك الرمل والحصى.
بُرحاءشدة الهم والحزن والغم.
الفَضَضُما تفرّق وتشتت.
الإفضاءالاتساع والانفتاح وإزالة الحواجز.
الغمامةالسحابة التي تغطي السماء.
ارتياءالتفكير والتأمل والتدبر.
القيوحالصديد الناتج عن التهاب الأنسجة.
الصِلاءمن احترق بالنار وعانى حرها.

الصور البلاغية

تحتوي القصيدة على العديد من الصور البلاغية الرائعة، ومنها:

  • “كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ”

    هنا يشبه الشاعر النبي صلى الله عليه وسلم بالسماء التي لا يعلو فوقها شيء، مما يدل على عظمة مكانته وسمو مقامه.

    • المشبه: الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • المشبه به: السماء.
    • وجه الشبه: العلو والارتفاع.
  • “إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنّـاس كما مثَّلَ النجومَ الماءُ”

    يشبه الشاعر هنا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم بانعكاس النجوم على سطح الماء، للدلالة على أن هذا الانعكاس لا يمثل الحقيقة كاملة، بل جزءًا يسيرًا منها.

    • المشبه: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • المشبه به: النجوم المنعكسة على الماء.
    • وجه الشبه: اللمعان والبريق.
  • “أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصـدُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ”

    تصوير الرسول صلى الله عليه وسلم بالمصباح الذي يضيء كل ما حوله، ويهدي الناس إلى طريق الحق.

    • المشبه: الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • المشبه به: المصباح.
    • وجه الشبه: الإضاءة والهداية.
  • “وُمُحَيّاً كالشَّمْس منْكَ مُضِيءٌ أسْفَرَتْ عنه ليلةٌ غَرّاءُ”

    تشبيه وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشمس المشرقة التي أضاءت الكون بنورها.

    • المشبه: وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • المشبه به: الشمس.
    • وجه الشبه: النور والإشراق.

أبيات من القصيدة

نقتطف فيما يلي بعض الأبيات من قصيدة الهمزية:

            كَيْفَ تَرْقَي رُقيّكَ الأَنْبياءُ
            يا سَمَاءً مَا طَاوَلَتْها سَمَاءُ

            لَمْ يُسَاوُوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ
            حَالَ سَنًي منْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ

            أنَّمَا مَثّلُوا صفَاتكَ للنّاس
            كَمَا مَثَّلَ النُّجومَ المَاءُ

            أنْتَ مصْبَاحُ كُلّ فَضْل فَمَا
            تَصْدُرُ الا عَنْ ضَوْئكَ الأَضْوَاءُ

            لَكَ ذَاتُ العُلُوم منْ عَالم الغَيْب
            وَمنْهَا لآدَمَ الأَسْمَاءُ

            لَمْ تَزَلْ في ضَمَائر الكَوْن تُخْتَارُ
            لَكَ الأُمّهاتُ و الأَبَاءُ

            مَا مَضَتْ فَتْرَةٌ منَ الرُّسْل ألاَّ
            بَشَّرَتْ قَوْمَهَا بكَ الأَنْبياءُ

            تَتَبَاهي بكَ العُصُورُ وَتَسْمُو
            بكَ عَلْياءُ بَعْدَهَا عَلْياءُ

            وَبَدَا للوُجُود منْكَ كَريمُ
            منْ كَريم أبَاؤُهُ كُرَمَاءُ

            نَسَبٌ تَحْسَبُ العُلاَ بحلاهُ
            قَلَّدَتْهَا نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

            حَبّذَا عقْدُ سُؤْدَد وَ فَخَار
            أَنْتَ فيه اليَتيمةُ العَصْماءُ

            وَمُحَيًّا كالشَّمْس منْكَ مُضيءُ
            أسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرّاءُ

            لَيْلةُ المَوْلد الذي كانَ للدّين
            سُرُورٌ بيَوْمه وازْدهاءُ

            وَتَوَالَتْ بُشْرَي الهَواتف أَنْ قَدْ
            وُلدَ المُصْطَفَي وَ حَقَّ الهَنَاءُ

            وَتَدَاعَي أيوانُ كسْرَي وَ لَوْلاَ
            أيَةٌ منْكَ مَا تَدَاعَي البناءُ

            وَغَدَا كُلُّ بَيْت نَار وفيه
            كُرْبَةٌ منْ خُمُودهَا وَ بَلاءُ

            وَعُيونٌ للفُرْس غَارَتْ فَهَلْ كانَ
            لنَيْرَانهمْ بهَا إطْفَاءُ

            مَوْلدٌ كانَ منْهُ في طَالع الكُفْر
            وَبَالٌ عَلَيْه وَ وَ وَبَاءُ

            فَهَنيئًا به لآمنَةَ الفَضْلُ الذي
            شُرّفَتْ به حَوّاءُ

            مَنْ لحَوّاءَ أنّها حَمَلَتْ أحْمَدَ
            أَوْ أَنّها به نُفَسَاءُ

            يَوْمَ نَالَتْ بوَضْعه ابْنَةُ وَهْب
            منْ فَخَار مَا لَمْ تَنَلْهُ النّسَاءُ

            وأتَتْ قَوْمَهَا بأفْضَل ممّا
            حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ العَذْراءُ

            شَمَّتتهُ الأمْلاَكُ اذْ وضَعَتْهُ
            وَشَفَتْنا بقوْلهَا الشَّفّاءُ

            رَافعًا رَأْسَهُ وَ في ذَلكَ الرَّفْع
            ألي كُلّ سُؤْدَد إيمَاءُ

            رَامقًا طَرْفُهُ السّمَاءَ و مَرْمَي
            عَيْن منْ شأْنُهُ العُلُوٌّ العَلاءُ

            وَتَدَلَّتْ زُهْرُ النّجوم إليْه
            فَأضَاءَتْ بضَوْئهَا الأرْجَاءُ

            وَتَراءَتْ قُصُورُ قَيْصَرَ بالرّوم
            يرَاهَا مَنْ دَارُهُ البَطْحَاءُ

            وَبَدَتْ في رضاعه مُعْجزَاتٌ
            لَيسَ فيها عَن العُيون خَفَاءُ

            أذْ أبَتْهُ ليُتْمه مُرْضعَاتٌ
            قُلْنَ مَا في اليُتْمَ عَنّاَ غَنَاءُ

            فَأَتَتْهُ منْ آل سَعْد فتَاةُ
            قَدْ أبَتْها لفَقْرهَا الرُّضَعَاءُ

            أرْضَعَتْهُ لبَانَها فَسَقَتْهَاوَبَنيهَا
            ألْبَانَهُنَّ الشَّاءُ

            أصْبَحَتْ شُوّلاً عجَافًا وأَمْسَتْمَا
            بهَا شَائلٌ وَلاَ عَجْفَاءُ

            أخْصَبَ العَيْشُ عنْدَهَا بَعْدَ مَحْلإذْ
            غَدَا للنَّبيُّ منْهَا غذاءُ

            يَا لَهَا منّةٌ لَقَدْ ضُوعفَ الأجْرُ
            عَلَيهَا منْ جنْسهَا وَ الجَزَاءُوإذا

            سَخّرَ الإلهُ أُنَاسًالسَعيد
            فأنّهُمْ سُعَدَاءُ

            حَبَّةٌ أنْبَتَتْ سَنابلَ والعَصْفُ
            لَدَيْه يسْتَشْرفُ الضُّعَفاءُ

            وَأتَتْ جَدَّهُ وَقَدْ فَصَلَتْهُوَبهَا
            منْ فصاله البُرَحَاءُإذْ

            أَحَاطَتْ به مَلائكَةُ اللّهفَظَنَّتْ
            بأنّهُمْ ُ قُرَنَاءُوَرَأي

            وَجْدَهَا به وَمنَ الوَجْد لَهيبٌ
            تَصْلَي به الأَحْشَاءُفَارَقَتْهُ

            كُرْهًا وَكَانَ لَدَيْهاثَاويًا
            لا يُمَلُّ منْهُ الثَوَاءُشُقَّ

            عَنْ قَلْبه وَ أُخْرجَ منْهُمُضْغَةٌ
            عنْدَ غَسْله سَوْدَاءُخَتَمَتْهُ

            يُمْنَي الأَمين وَقَدْ أودعَ مَا لَمْ
            تُذَعْ لَهُ أنْباءُصانَ

            أسْرَارَهُ الختَامُ فَلا الفَضْضُ مُلمُّ
            به ولا الافضَاءُاألفَ

            النُّسْكَ والعبَادَةَ والخُلْوَةَ طفْلًا
            وَهَكَذَا النُّجَباءُوإذا

            حلّت الهدايةُ قَلْبًانَشطَتْ في
            العبَادَة الأَعْضَاءُبَعَثَ اللّهُ

            عنْدَ مَبْعَثه الشُهْبَ حرَاسًا
            وَذاقَ عَنْهَا الفَضَاءُتَطْرُدُ

            الجنَّ عَنْ مَقَاعدَ للسَّمْع كَمَا
            تَطْرُدُ الذّئابَ الرعَاءُفَمَحَتْ

            أياتُ الكَهَانَة أياتٌ منَ الوَحْي
            مَا لَهُنَّ انْمحَاءُوَرأَتْهُ

            خَديجَةُ وَ التُّقَي وَالزَّهْدُ فيه
            سَجيَّةٌ وَالحَيَاءُوَأتَاهَا

            أنَّ الغَمَامةَ وَالسَّرْحَ أَظَلَّتْهُ
            منْهُمَا أَفْياءُوَأَحَاديثُ

            أنَّ وَعْدَ رَسُول اللهبالبَعْث
            حَانَ منْهُ الوفَاءُفَدَعَتْهُ إلي

            الزَّواج وَ مَا أَحْسَنَ مَا يَبْلُغُ المُنَي
            الأذْكياءُوَأَتاهُ في بَيْتها

            جبْرئيلُوَلذي اللّبّ في الأُمُور
            ارْتياءُفَأمَاطتْ عَنْهَا الخمَارَ

            لتَدْريأَهُوَ الوَحْيُ أمْ هُوَ الإغْمَاءُفاخْتَفَي
            عنْدَ كَشْفهَا الرّأسَ جبريلُ فَمَا

            عَادَ أوْ أُعيدَ الغطاءُفاسْتَبَانَتْ
            خَدجَةٌ أنّهُ الكَنْزُ الذي حَاوَلَتْهُ

            وَ الكيمْياءُثُمَّ قَامَ النَّبيُّ يَدْعُو
            الي اللهوَفي الكُفْر نَجْدةٌ و

            إبَاءُأُمَمًا أُشْربَتْ قُلُوبُهُمُ
            الكُفْرَ فَدَاءُ الضَّلال فيهمْ

            عيَاءُوَرَأَيْنَا أياته فَاهْتَدَيْنَاوَإذا
            الحَقُّ جَاءَ زَالَ المرَاءُرَبّ

            أنَّ الهُدَي هُدَاكَ وَأياتكَ نُورٌ
            تَهْدي بها مَنْ تَشَاء
        

المراجع

  • ابن حجر، كتاب المنح المكية فى شرح همزية البوصيري، صفحة 1.
  • “سنا”، المعاني.
  • “سناء”، المعاني.
  • “العلياء”، المعاني.
  • “الجوزاء”، المعاني.
  • “سؤدد”، المعاني.
  • “عصماء”، المعاني.
  • “محيا”، المعاني.
  • “غرّاء”، المعاني.
  • “ازدهاء”، المعاني.
  • “الهواتف”، المعاني.
  • “إيوان”، المعاني.
  • “تراءت”، المعاني.
  • “بطحاء”، المعاني.
  • “البرحاء”، المعاني.
  • “فضض”، المعاني.
  • “الإفضاء”، المعاني.
  • “غمامة”، المعاني.
  • “ارتياء”، المعاني.
  • “قيوح”، المعاني.
  • “الصّلي”، المعاني.
  • الديوان، “كيف ترقى رقيك الأنبياء”.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

جمعية الهلال الأحمر الإماراتي: تاريخ وإنجازات

المقال التالي

التأثيرات الاجتماعية السياسية والتلاعب بالرأي العام

مقالات مشابهة

قصائد الحب عند الحلاج

نظرة على أروع قصائد الحلاج التي تعبر عن تجربته الصوفية العميقة في الحب الإلهي، مع تحليل لقصائد: عجبت منك ومني، وأي أرض تخلو منك، وطلعت شمس من أحب ليل، وما لي بعد بعد بعدك، وجبلت روحك في روحي، وألا أبلغ أحبابي.
إقرأ المزيد