مقدمة
يعرف علماء النفس الانجذاب الفوري بأنه الإحساس المفاجئ والقوي الذي يشبه الشرارة الكهربائية التي تنطلق داخل الإنسان بمجرد أن تلتقي عيناه بعيني شخص آخر. في تلك اللحظة، يتبادل الطرفان النظرات ويتجاهلان كل ما يحيط بهما، ويتمنى كل منهما لو أن هذه اللحظة تستمر إلى الأبد. يفسر العلماء هذا الشعور بأنه تفاعل كيميائي يحدث بين الشخصين، حيث يسيطر إحساس قوي على الإنسان يجعله يشعر وكأنه في حالة سكر. يصفه البعض الآخر بأنه رد فعل سريع تجاه شخص معين وكل ما يتعلق به من مظهره الخارجي، وحركاته، وطريقة كلامه، وأسلوب ملابسه، حيث يشعر الإنسان بأن هذا الشخص مميز جدًا وكأنه قد خلق ليكون له.
دلالات الانجذاب الفوري في علم النفس
هناك عدة علامات تصاحب هذا الشعور وتؤكد على تجربة الانجذاب الفوري. فيما يلي أهم هذه العلامات:
- اضطرابات المعدة: يحدث تهيج في المعدة بسبب التوتر والقلق الناتج عن إفراز هرمون الأدرينالين.
- الشعور بالألفة المسبقة: قد يشير هذا الشعور إلى الانجذاب الفوري إذا صاحبه بعض العلامات الأخرى.
- فقدان السيطرة على الأعصاب: عند مقابلة الشخص الآخر، يشعر الإنسان بالتوتر ويتلعثم عند الحديث معه.
- الارتباك: تكون ردود الأفعال غريبة ومخالفة للطبيعة، حيث يشعر الإنسان بحاجة ملحة للتحدث مع الطرف الآخر.
- التفكير المستمر: يسيطر ذلك الشخص على أفكار الإنسان وعقله الباطن، وقد تكون هذه بداية لعلاقة حقيقية.
- الاهتمام المتبادل: يقوم الطرف الآخر بلفت الانتباه من خلال النظرات أو الابتسامات، مما يعني أن هذا الشعور حقيقي ومتبادل.
- الابتسامة عند التفكير: الحب هو الإحساس بالسعادة والاكتفاء بالشخص الآخر إذا كان قادراً على إضفاء السعادة ورسم الابتسامة على الوجه.
- تسارع ضربات القلب: يخفق القلب وتزداد سرعة دقاته عند مقابلة هذا الشخص، ويعد هذا أحد أهم الأعراض الجسدية المصاحبة للانجذاب الفوري.
- الاستمتاع بالوقت: الشعور بالجاذبية تجاه الشخص الآخر يجعل الإنسان يشعر بالسعادة بوجوده بجانبه ويدفعه لقضاء المزيد من الوقت معه.
دوافع الانجذاب الفوري من الناحية النفسية
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الانجذاب الفوري من وجهة نظر علماء النفس. فيما يلي بعض هذه الأسباب:
- التفاعلات الكيميائية في الدماغ: عند الشعور بالحب من أول نظرة، يحدث تفاعل كيميائي في الدماغ ينتج عنه مادة الدوبامين والتي تعطي إحساسًا بالسعادة والنشوة. وعندها ينجذب الإنسان إلى شخص آخر، ويعمل ارتفاع هذه المادة في الجسم على فقدان الشهية وقلة النوم. إلى جانب ذلك، يتم إفراز مادة السيروتونين والتي تعمل على تشتيت العقل، حيث يمكن أن يسيطر التفكير في ذلك الشخص على العقل لدرجة تصل إلى 65% خلال اليوم.
- الانطباع الأولي: عندما يحدث الانجذاب، يتمكن الشخص من تكوين انطباع أولي في غضون ثوانٍ قليلة. وهنا يقوم الدماغ بإفراز هرمون الأوكسيتوسين والذي يُعرف بهرمون الحب.
- الوهم الإيجابي: يدعم بعض العلماء ظاهرة الوهم الإيجابي. فقد يقابل الشخص شخصًا يعرفه من قبل ويسترجع ذكريات معه، مما يجعله يعتقد بأنه وقع في حبه منذ اللحظة الأولى بسبب الطريقة التي كان يشعر بها تجاهه.
تحليل حقيقة الانجذاب الفوري في علم النفس
أجرت مجموعة من الباحثين في هولندا دراسة عام 2017، استطلعت آراء أكثر من 400 رجل وامرأة حول تجربة الانجذاب الفوري لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أم لا. وكانت نتائج هذه الدراسة كما يلي:
- الانجذاب القوي وليس مجرد ذاكرة متحيزة: الانجذاب الفوري هو الانجذاب القوي نحو شخص آخر والذي قد يتطور إلى علاقة حقيقية بين الطرفين. ولكن لا ينطبق ذلك على جميع الحالات، حيث أن بعض الأشخاص تدفعهم الذاكرة المتحيزة إلى التوهم بالوقوع في الانجذاب الفوري.
- الجمال يلعب دورا: لقد وجد الباحثون خلال هذه الدراسة بأن الانجذاب الجسدي يلعب دورًا كبيرًا وراء هذا الشعور، حيث يلتفت الشخص في الدرجة الأولى إلى الجسم والشكل الخارجي أكثر من أي شيء آخر.
- الرجال أكثر عرضة للانجذاب الفوري: أرجع الباحثون أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن النساء أكثر انتقائية من الرجال، حيث أن المرأة تحرص على انتقاء الرجل الذي سوف تواعده على عكس الرجل الذي قد يخوض هذه التجربة مع العديد من النساء.
- ظاهرة من جانب واحد: أظهرت الدراسات أن هذا الشعور نادرًا ما يكون شعورًا مشتركًا ومتبادلاً بين الطرفين. ولكن قد يؤدي الانجذاب من طرف واحد أحيانًا إلى توجيه ذاكرة الطرف الآخر وكل مشاعره تجاهه.
- ليس دائما حقيقي: يقوم الحب على الالتزام والمودة والعاطفة، ومن الصعب اختبار هذه المشاعر من النظرة الأولى. فلا يمكن مقارنة العلاقات الحقيقية الراسخة بين طرفين بشعور قد يكون وهميًا ومؤقتًا حيث ينتهي بعد فترة. وقد لخص الباحثون نتائج هذه الدراسة بأن الانجذاب الفوري ما هو إلا شعور بالانجذاب الشديد نحو شخص آخر وقد يتم التعرض له أكثر من مرة، لذا لا يمكن وصفه بأنه حب حقيقي إلا إذا استمرت هذه المشاعر وقادت صاحبها لاتخاذ الخطوة الأولى في تكوين علاقة حقيقية مع الطرف الآخر.
المراجع
- Lauren Levy (2/3/2021),”Can Love at First Sight Actually Lead to a Lasting Marriage?”,brides, Retrieved 5/1/2022. Edited.
- Rachael Pace (13/4/2021),”15 Signs of Love at First Sight: Is It Love or Attraction?”,marriage, Retrieved 5/1/2022. Edited.
- ANYA MEYEROWITZ (12/2/2019),”5 reasons people fall in love at first sight”,redonline, Retrieved 5/1/2022. Edited.
- Theresa E. DiDonato Ph.D. (27/1/2018),”Is Love at First Sight Real?”,psychologytoday, Retrieved 5/1/2022. Edited.