تقديم عام لسورة البقرة
تعتبر سورة البقرة هي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف، تأتي بعد سورة الفاتحة المباركة. وهي من السور المدنية الطويلة، بل تُعد أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق. تتميز هذه السورة بذكرها العديد من الأحكام والتشريعات الإسلامية، وتعالج طائفة واسعة من القواعد والأنظمة التي تُحكم المجتمع الإسلامي.
تتكون سورة البقرة من مئتين وست وثمانين آية. وهي أول سورة نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد الهجرة، واستمر نزولها لمدة عشر سنوات.
تبدأ سورة البقرة بالحروف المقطعة “ألم”، وقد تكرر فيها اسم الله الأعظم أكثر من مئة مرة. كما تضم أطول آية في القرآن، وهي آية الدين، ورقمها مئتان واثنان وثمانون.
المنطق وراء تسمية السورة بالبقرة
أُطلق على هذه السورة اسم “البقرة” تخليداً لقصة معجزة البقرة التي حدثت في زمن النبي موسى -عليه السلام-. حيث قُتل شخص من بني إسرائيل ولم يُعرف قاتله. فطلبوا من موسى -عليه السلام- أن يدعو الله ليكشف لهم عن القاتل.
فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها، فيعود للحياة بإذن الله، ويخبرهم عن قاتله، لتكون آية دالة على قدرة الله في إحياء الموتى.
تعرف سورة البقرة أيضاً بـ “فسطاط القرآن”، وقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي وسورة آل عمران بـ “الزهراوين”.
أهمية تلاوة سورة البقرة
لسورة البقرة فضائل عظيمة، منها:
روى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه.
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
تضم آية الكرسي، وهي أعظم آية في القرآن الكريم، ومن قرأها قبل النوم لم يقربه شيطان حتى يصبح، وقراءتها دبر كل صلاة مكتوبة سبب لدخول الجنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة” (رواه مسلم).
كما أن قراءتها بركة وتركها حسرة.
لمحات وفوائد قيمة في سورة البقرة
تحتوي سورة البقرة على الكثير من الفوائد التي تعزز إيمان المسلم وتجعله أكثر تمسكاً بتعاليم الإسلام، ومن هذه الفوائد:
- تقوية إيمان المؤمنين بالله عز وجل.
- الإسلام لا يحرم شيئاً إلا ويأتي ببديل خير منه.
- سورة البقرة هي السورة الوحيدة التي ذكرت فيها أركان الإسلام كاملة.
أول صفة وصف الله بها القرآن في قوله:(لا رَيْبَ فِيهِ)،
أي: كله يقين ولا شك فيه.
- تفضيل الله -تعالى- الإنسان بالعلم.
قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
