نظرة في سمات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخلاقه الحميدة

استعراض لأهم المحطات في حياة الملك عبدالله الثاني، وتسليط الضوء على أبرز الصفات والأخلاق التي يتحلى بها، ودوره في قيادة المملكة الأردنية الهاشمية.

مقدمة

يمثل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رمزاً للقيادة الحكيمة في المملكة الأردنية الهاشمية. منذ توليه الحكم، أظهر تفانياً في خدمة وطنه وشعبه، وحرصاً على تعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية. تبرز شخصيته مزيجاً من الحكمة، والتواضع، والرؤية المستقبلية، مما جعله قائداً محبوباً ومحترماً.

لمحة عن حياة الملك عبدالله الثاني

ولد جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان، عاصمة الأردن، في 30 يناير 1962. هو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال رحمه الله. تلقى تعليمه الأولي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم واصل دراسته في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحق بمدارس مرموقة مثل مدرسة (أس تي أدموندز) وأكاديمية (ديرفيلد).

في عام 1980، التحق بأكاديمية (ساندهيرست) العسكرية الملكية في بريطانيا، مما أسهم في تكوينه العسكري والقيادي. تولى ولاية العهد على فترتين، الأولى منذ ولادته حتى عام 1965، والثانية في عام 1999، قبل أن يتولى الحكم بعد وفاة الملك الحسين في 7 فبراير 1999، واعتلى العرش في 9 يونيو 1999.

خصال جلالة الملك عبدالله الثاني وأخلاقه

يتميز جلالة الملك عبدالله الثاني بالعديد من الصفات الحميدة التي جعلته قريباً من قلوب شعبه. وتشمل هذه الصفات الحكمة، والاعتدال، والتسامح، والتواضع، بالإضافة إلى القدرة على استشراف المستقبل والاهتمام المستمر برفعة الأردن.

الأخلاق السامية لجلالة الملك

إن الصفات النبيلة التي يتحلى بها جلالة الملك عبدالله الثاني ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لإرث عريق من القيم والمبادئ التي تجسدها الأسرة الهاشمية. لقد ورث جلالته عن والده، الملك الحسين طيب الله ثراه، حب الشعب والتفاني في خدمته. هذه الأخلاق السامية هي التي جعلت جلالته يحظى بمحبة واحترام الجميع، داخل الأردن وخارجه.

التواضع الجم للملك عبدالله

إن التواضع هو إحدى أبرز السمات التي تميز شخصية الملك عبدالله الثاني. كل من تعامل مع جلالته عن قرب يدرك مدى تواضعه وحسن استماعه للآخرين، وسهولة التواصل معه. هذه الصفات تظهر جلية في تواصل جلالته المستمر مع المواطنين، ومتابعته لقضاياهم واحتياجاتهم عن كثب.

الرؤية السياسية للملك عبدالله الثاني

عند الحديث عن الفكر السياسي لجلالة الملك عبدالله الثاني، لا بد من الإشارة إلى أنه سليل الدوحة الهاشمية، وحامل رسالة نهضوية عربية إسلامية إنسانية. جلالته قائد متفائل، قادر على مواجهة التحديات والصعاب. يؤمن بالمفهوم الأسري للحكم، والنظرة الأبوية الحانية للمواطن، وبخاصة الفقير والمريض.

إن فكر جلالته مستمد من مدرسة الملك الحسين، الذي وضع الأردن على خارطة العالم، وخبرته التي اكتسبها من الواقع نتيجة الأحداث المتلاحقة. يتمتع جلالة الملك بعقلية ديناميكية لا تقبل السكون، ويدعو كل مواطن للمساهمة في العمل والمشاركة في القرار والتنفيذ والبناء. يعتبر جلالته أكبر داعية للإصلاح الشامل، وإجراء التحديث في التشريع والسياسات والمناهج، وتعميق المفهوم الديمقراطي.

يؤمن جلالة الملك بضرورة استشراف المستقبل، وقد حشد العديد من الأطياف لوضع الأجندة الوطنية، وتوصياته تتلخص في (كلنا الأردن)، معتبراً أن كافة القطاعات العامة والخاصة هي (أهل العزم).

اهتمامات الملك عبدالله الثاني

يشغل جلالة الملك عبدالله الثاني العديد من القضايا الهامة، وعلى رأسها أمن الأردن الداخلي والخارجي، والمواطن الأردني الذي يعتبر الأولوية القصوى. يعتبر جلالته أن هذه الأمور هي الركيزة الأساسية لأي عمل أو منهج. الوحدة الوطنية هي خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، وهي القاعدة التي بني عليها الوطن.

جلالة القائد الأعلى على دراية كاملة بالتحديات التي تواجه الأردن، ويعمل على تحريك الآليات المختلفة للتصدي لها. أما بالنسبة للشأن الخارجي، فإن القضية الفلسطينية تعتبر القضية المركزية التي تؤرق الأردن، نظراً لتأثيراتها المباشرة على الوطن والمواطنين والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.

جلالة الملك عبدالله الثاني من دعاة السلام القائم على العدل والمساواة، وتحركاته العربية والدولية لا تهدأ لقناعته السياسية بأن الوفاق العربي، وتحديداً الفلسطيني، هو الركيزة الأولى لمواجهة المماطلات الإسرائيلية وحل القضية الفلسطينية على أسس الشرعية الدولية. كما أن المحنة العراقية وتداعيات الاحتلال الأميركي للعراق وسائر هموم الوطن العربي لم تغب يوماً عن فكر جلالته، فهو حامل رسالة الثورة العربية الكبرى التي تتحلى بالبعد القومي العربي كقاعدة أساسية من قواعد النهضة والاستقلال.

إن الحفاظ على الوجه العربي والإسلامي المشرق هو من أولويات جلالته، وتتجلى هذه القناعة في الحراك السياسي الدولي الذي يقوم به دون كلل أو ملل، إيماناً برسالته التي تحثه على التوضيح للعالم حقيقة الموقف على الأرض.

Total
0
Shares
المقال السابق

فهم الذات: استكشاف أبعاد الشخصية وتكوينها

المقال التالي

نظرة عامة حول انتشار التجمعات السكانية

مقالات مشابهة