نص المنظومة الجزرية
يقول ابن الجزري في منظومة المقدمة الجزرية:[١]
يقولُ الراجي عفو ربًّ سامعِ
محمد ابن الجزري الشافعي
الحمد لله وصلى الله
على نبيه ومصطفاهُ
محمدٍ وآله وصحبه
ومقرىء القرآن على محبهِ
وبعد: إن هذه مقدمة
فيما على قارئه أن يعلمه
إذ واجبٌ عليهم مُحتم
قبل الشروع أولًا أن يعلموا
مخارج الحروف والصفات
ليلفظوا بأفصح اللغات
محرري التجويد والمواقفو
ما الذي رُسم في المصاحف
من كل مقطوعٍ وموصول بها
وتاء أنثى لم تكن تكتب بها
ويقول في باب مخارج الحروف:[١]
مخارج الحروف سبعة عشر
على الذي يختارهُ من اختبر
للجوف: ألفٌ وأختها، وهي
حروف مًّد للهواء تنتهي
ثم لأقصى الحلق: همزٌ هاء
ومن وسطه: فعينٌ حاء
أدناهُ: غينٌ خاؤها، والقاف:
أقصى اللسان فوقُ، ثم الكاف
أسفل، والوسطُ: فجيم الشين يا
والضادُ: من حافته إذا وليا
الأضراس من أيسر أو يمناها
واللام: أدناها لمنتهاها
والنون: من طرفه تحت اجعلوا
والرَّا: يدانيه لظهر أدخلوا
والطاء والدال وتا: منه ومن
عليا الثنايا، والصفير مستكن
منه ومن فوق الثنايا السفلى
والظاء والذال وثا: للعليا
من طرفيهما، ومن بطن الشفه:
فالفا من أطراف الثنايا المشرفه
للشفتين: الواو باءٌ وميمُ
وغنةٌ: مخرجها الخيشومي
يقول ابن الجزري في باب صفات الحروف:[١]
صفاتها: جهر ورخو مستفل
منفتح مصمتة، والضدَّ قل
مهموسها: فحثه شخص سكت
شديدها لفظ: أجد قط بكت
وبين رخوٍ والشديد: لن عمر
سبع علوٍ: خص ضغطٍ قظ حصر
وصادُ ضادٌ طاءُ ظاءٌ: مطبقه
وفر من لب: الحروف المذلقه
صفيرها: صاد وزاي وسين
قلقلة: قطب جد، واللين
واو وياء سكنا، وانفتحا
قبلهما، والانحراف: صححا
في اللام والرَّا، وبتكرير جعلا
للتفشي: الشين، ضادًا: استطل
يقول في بابالتجويد:[1]
والأخذُ بالتجويد حتمٌ لازم
من لم يصحح القران آثمُ
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصل
وهو أيضًا حليةُ التلاوة
وزينة الأداء والقراءة
وهو: إعطاء الحرف حقه
من كل صفةٍ مستحقها
وردُّ كل واحدٍ لأصله
واللفظ في نظيره كمثله
مكملًا من غير تكلُّف
باللطف في النطق بلا تعسف
وليس بينه وبين تركه
إلا رياضة امرىءٍ بفكه
يقول في باب ذكر بعض التنبيهات:[1]
فرققن مستفلًا من أحرف
وحاذرن تفخيم لفظ الألف
وهمز: الحمد لله أعوذ اهدنا
الله، ثم لام: لله لنا
وليتلطف وعلى الله ولا الضو
الميم من: مخمصة ومن مرض
وباء: برق، بطل، بهم، بذي
واحرص على الشدة والجهر الذي
فيها وفي الجيم ك: حُبِّ، الصبر
ربوةٍ، واجتثت، وحج، الفجر
وبينن مقلقلا إن سكنا
وإن يكن في الوقف كان أبينا
وحاء: حصحص، أحطت، الحق
وسين: مستقيم، يسطو، يسقو
الأهداف الأساسية للمنظومة الجزرية
تتضمن هذه القصيدة المباركة عدة محاور رئيسية، تهدف إلى إعطاء القارئ أساسًا متينًا في علم التجويد وأحكام التلاوة. يمكن تلخيص هذه المحاور في النقاط التالية:
- مقدمة في علم التجويد: تبدأ المنظومة بتوضيح أهمية علم التجويد وضرورته لكل من يقرأ القرآن الكريم.
- مخارج الحروف: بيان تفصيلي لمخارج الحروف العربية، وكيفية النطق بها بشكل صحيح.
- صفات الحروف: شرح واف لصفات الحروف، من حيث الجهر والهمس، والشدة والرخاوة، وغيرها من الصفات التي تميز كل حرف عن غيره.
- أحكام التجويد: تتناول المنظومة العديد من أحكام التجويد، مثل أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، وأحكام المدود، وغيرها.
- الوقف والابتداء: توجيهات حول كيفية الوقف على الكلمات القرآنية، والابتداء بها، بما يتناسب مع المعنى والسياق.
- المقطوع والموصول: بيان الكلمات التي يجوز قطعها أو وصلها في القرآن الكريم.
- التاءات: أحكام التاءات في الرسم القرآني.
- همزة الوصل: توضيح كيفية النطق بهمزة الوصل في الكلمات القرآنية.
لمحة عن حياة مؤلف المنظومة الجزرية
هو الإمام العلامة أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الدمشقي، المعروف بابن الجزري. ولد في دمشق سنة 751 هـ. نشأ في بيئة علمية ودينية، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتحديدًا وهو في الثالثة عشرة من عمره، وذلك بتشجيع من والده. كما أنه تلقى الحديث الشريف عن كبار العلماء والمشايخ في عصره.
ترك الإمام الجزري رحمه الله، إرثًا علميًا ضخمًا، يشمل العديد من المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية، ومن أبرزها:
- الإبانة في العمرة الجعرانة.
- الإجلال والتعظيم في مقام إبراهيم.
- الأربعين في الحديث.
- أصول القراءات.
- إتحاف المهرة في تتمة العشرة.
المصادر والمراجع
- ابن الجزري ،المقدمة الجزرية، صفحة 1-12. بتصرّف.
- ابن الجزري
- “ابن الجزري”،الديوان
- ابن الجزري،منجد المقرئين ومرشد الطالبين، صفحة 10. بتصرّف.