نظرة في العلاقة بين الديمقراطية والإسلام

تحليل وجهات النظر المؤيدة للديمقراطية، والآراء الإسلامية المعارضة لها. استعراض لأهم أسس الديمقراطية ومناقشة الشورى كبديل محتمل. مراجع ومصادر.

وجهات نظر مؤيدة للديمقراطية

يرى بعض المفكرين أن الإسلام سبق الأنظمة الأخرى في إرساء أسس يمكن اعتبارها لبنة أساسية لما يعرف اليوم بالديمقراطية. هذه الأسس تقوم على قواعد محددة تضمن حقوق الإنسان وتساهم في تحقيق العدالة.

يعتبر عباس محمود العقاد أن الشريعة الإسلامية سبقت غيرها في إقرار الحقوق الإنسانية التي تقوم عليها الديمقراطية. ويذكر العقاد أن هذه الحقوق ترتكز على أربعة أسس:

  • المسؤولية الفردية: حيث يتحمل كل فرد مسؤولية أفعاله، ولا يجوز محاسبة شخص بجريرة غيره. وقد أكد القرآن الكريم على هذا المبدأ في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾.
  • المساواة في الحقوق: يجب أن يتمتع جميع الأفراد بحقوق متساوية بغض النظر عن أصلهم أو مكانتهم الاجتماعية أو ثرواتهم.
  • تطبيق الشورى في الحكم: يجب على الحاكم أن يستشير أهل الخبرة قبل اتخاذ القرارات.
  • التكافل الاجتماعي: يجب أن يسود التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع لتحقيق المصلحة العامة.

آراء إسلامية معارضة للديمقراطية

يستند معارضو الديمقراطية إلى كونها نظامًا غربيًا يضع الشعب مصدرًا للسلطة، وهو ما يرونه يتعارض مع مبدأ سيادة الله في الحكم. ويؤكدون أن الحكم لله وحده، وأن الشريعة الإسلامية هي النظام الأمثل الذي يحقق العدل والمساواة.

يستدل المعارضون على ذلك بآيات قرآنية مثل قوله تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾. ويرون أن الله أعلم بمصالح عباده، وأن الدين الإسلامي كفيل بتربية النفوس على التقوى والعدل.

من زاوية أخرى، ينتقد المعارضون فكرة الحرية المطلقة التي تنادي بها الديمقراطية، ويعتبرونها بابًا للفساد والانحلال الأخلاقي. ويرون أن بعض مظاهر الحرية، مثل نشر المواد الإباحية أو التطاول على الدين، تتعارض مع قيم وأخلاق المجتمع الإسلامي.

أسس الديمقراطية

لفهم الديمقراطية بشكل صحيح، يجب التعرف على مبادئها الأساسية، والتي تشمل الجوانب الفكرية والعملية.

  • المبادئ الفكرية:
    • الحرية الشخصية.
    • الحرية الاقتصادية.
    • تحقيق المصالح والفوائد.
  • المبادئ العملية:
    • انتخاب الحاكم من قبل الشعب ومحاسبته.
    • حرية التعبير عن الرأي.
    • التداول السلمي للسلطة.
    • حرية تأسيس الأحزاب السياسية.
    • وجود برلمان منتخب.

من الضروري دراسة هذه المبادئ وتقييم مدى توافقها مع تعاليم الإسلام. ويمكن تطبيق المبادئ التي تتفق مع الشريعة والقيم الإسلامية، مع تجنب ما يتعارض معها.

الشورى كبديل للديمقراطية

يعتبر نظام الشورى من أهم الآليات التي يعتمد عليها المسلمون في اتخاذ القرارات. يقوم هذا النظام على استشارة أهل العلم والخبرة للوصول إلى الحق والصواب.

تعتبر الشورى مبدأً أساسيًا في الإسلام، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾.

المراجع

  1. عباس محمود العقاد (2005)،الديمقراطية في الإسلام، مصر: شركة نهضة مصر ، صفحة 29-33. بتصرّف.
  2. سورة الأنعام، آية: 164.
  3. “بين الديموقراطية والإسلام”، www.fatwa.islamweb.net، 5-7-2005، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
  4. سورة الكهف ، آية: 26.
  5. سورة يوسف ، آية: 40.
  6. د. عبدالجبار فتحي زيدان (15-6-2014)،”الديمقراطية والإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
  7. ” مفهوم الديمقراطية في الإسلام”، www.islamqa.info، 1-2-2008، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
  8. د: غازي التوبة (11-3-2013)،”كيف نتعامل مع الديمقراطية ؟”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
  9. سورة الشورى ، آية: 38.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الديمقراطية الاجتماعية

المقال التالي

الذئب القاتم: نظرة شاملة

مقالات مشابهة