نظرة في الشعر الغنائي العاطفي

استكشاف الشعر الغنائي العاطفي: سماته، وأصوله، وعلاقته بالمدرسة الرومانسية.

مقدمة عن الشعر الغنائي العاطفي

يعتبر الشعر الغنائي العاطفي تجسيدًا بليغًا للمشاعر والأحاسيس الإنسانية. يمثل هذا النوع من الشعر نتاجًا مهمًا للمدرسة الرومانسية، ويتميز بأسلوبه المغاير للشعر الكلاسيكي. بزغ نجم هذا اللون الأدبي على يد نخبة من الشعراء الذين أثروا الحياة الأدبية والفكرية حتى القرن العشرين. الشعر الغنائي العاطفي هو تعبير صادق عن الذات، وتجسيد للعواطف التي تختلج في الأعماق.

السمات المميزة للشعر الغنائي العاطفي

يتصف الشعر الغنائي العاطفي بعدة خصائص تميزه عن غيره من الأنماط الشعرية:

  • التحرر من القيود الشكلية: يتميز بالمرونة في الوزن والقافية، مما يتيح للشاعر التعبير بحرية أكبر عن مشاعره.
  • الهروب إلى عالم الخيال: يميل إلى الابتعاد عن الواقع القاسي، والتحليق في فضاءات الخيال الرحبة، من خلال استخدام الصور الشعرية المبتكرة والتخيلات الجامحة.
  • استخدام الرمزية: الاعتماد على الرموز الموحية للتعبير عن المعاني المتعددة، والاكتفاء بالإشارة إلى انطباعات الشاعر دون الخوض في التفاصيل المملة.
  • الصدق في التعبير: نقل المشاعر الفردية والأحاسيس العميقة التي تستقر في أعماق النفس بكل أمانة وصدق.
  • التفاعل مع الطبيعة: الانغماس في أحضان الطبيعة، واستلهام الجمال من مظاهرها المتنوعة، والوصول إلى رؤية فلسفية تجمع بين الإنسان والطبيعة.

المدرسة الرومانسية: منطلق الشعر الغنائي العاطفي

تُعرف المدرسة الرومانسية بأنها مذهب أدبي يركز على الجانب الإنساني، ويعنى بالمشاعر والأحاسيس بغض النظر عن خلفية الشخص أو معتقداته. يفصل هذا المذهب الأدب عن القيود الأخلاقية، ويتميز بالبساطة في الفكر والتعبير، والتحرر من الضوابط العقلية. وقد احتضن هذا المذهب مختلف التيارات الفكرية التي سادت في أوروبا، خاصة خلال أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر.

نشأت المدرسة الرومانسية كرد فعل على المدرسة الكلاسيكية التي سبقتها. وقد اشتق اسم هذا المذهب من كلمة “الرومانسية”، وهي مشتقة بدورها من كلمة “Romanius”، وهو اسم يطلق على اللهجات العامية للغة اللاتينية القديمة (لغة روما). ويرى الدكتور نبيل راغب أن أصل التسمية يعود إلى الكلمة الفرنسية “Romance”، والتي تعني القصة أو الرواية، سواء كانت خيالية أو واقعية. يعتبر جان جاك روسو من أبرز المبشرين بالمذهب الرومانسي، ويعتقد أن الباحث الفرنسي (تيودونير) هو أول من استخدم مصطلح “الرومانسية” في الأدب، بينما يعتبر فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلاسيكية، وتبعه في ذلك مدام دي ستال الفرنسية.

المصادر والمراجع

  1. “الشعر الرومانسي” – شبكة الألوكة
  2. “الرومانســية” – الندوة العالمية للشباب الإسلامي
  3. “المذاهب الأدبية العالمية رؤية نقدية تاريخية” – ديوان العرب
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

التوجهات الدينية في الشعر المملوكي

المقال التالي

القصائد السياسية في الفترتين الأموية والعباسية

مقالات مشابهة