نظرة في إحاطة الإسلام: سمات التنوع والتكامل

استكشاف مفهوم الإحاطة في الإسلام، وتوضيح مظاهرها المتعددة في مختلف جوانب الحياة، مع التركيز على شمولية الشريعة وأثرها في تنظيم حياة الفرد والمجتمع.

مقدمة

الإسلام دين شامل ومتكامل، يهدف إلى تنظيم حياة الفرد والمجتمع في جميع جوانبها. هذه الشمولية هي إحدى أهم ميزات هذا الدين الحنيف، وتتجلى في مختلف التشريعات والأحكام التي جاء بها. فما هي هذه الشمولية، وكيف تتجلى في الدين الإسلامي؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

ملامح الإحاطة في الدين الإسلامي

تتجلى إحاطة الدين الإسلامي في عدة مظاهر، منها:

  • عمومية الرسالة لجميع البشر

    إن الرسالة الإسلامية موجهة إلى الناس كافة، في كل زمان ومكان، وليست مقتصرة على فئة معينة أو عرق محدد. فالدين الإسلامي هو الرسالة الخاتمة التي أرسل بها الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى العالمين بشيراً ونذيراً. مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾.

  • تغطية الشريعة الإسلامية لجوانب الحياة المختلفة

    تشمل الشريعة الإسلامية جميع جوانب حياة الإنسان، منذ ولادته وحتى وفاته. فهي تنظم علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبأسرته، وبمجتمعه، وبالبيئة من حوله. فالإسلام يضع القواعد والأحكام التي تنظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويوفر للإنسان إطاراً شاملاً لحياته.

  • تنظيم الأحكام الإسلامية لنواحي الحياة المتعددة

    يحرص الإسلام على تنظيم جميع جوانب حياة الإنسان، سواء في بيته، أو في عمله، أو في علاقته بالآخرين. وقد وضع الإسلام قوانين متكاملة تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة والرخاء في المجتمع. والتزام الإنسان بهذه القوانين هو عبادة يثاب عليها، ويؤدي إلى سعادته في الدنيا والآخرة.
    قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾. وهذه الآية تبين أن الإيمان يجب أن يكون شاملاً بجميع أركان الدين، لا أن يؤخذ جزء ويترك جزء.

دلالة الإحاطة في الفكر الإسلامي

الإحاطة تعني الاكتمال والتكامل، وهي صفة أساسية في الدين الإسلامي. فالإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، ولا يحتاج إلى أي إضافة أو تعديل، لأنه كامل بذاته. فهو يوفر للإنسان كل ما يحتاجه لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة. والإسلام يعتني بالإنسان بجوانبه الروحية والمادية على حد سواء، ولا يهمل أي جانب من جوانب حياته.
قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾.

أوجه الإحاطة في الشرع الإسلامي

تتجلى الإحاطة في الإسلام في عدة أوجه، منها:

  • الشمولية في النظرة إلى الكون

    يهتم الإسلام بالنظر إلى الكون بكل تفاصيله، منذ نشأته وحتى تطوره، ويربط بين كل هذه التفاصيل بقدرة الخالق -عز وجل-. فالإسلام يدعو إلى التفكر في الكون والتأمل في بديع صنع الله، وهذا التفكر يقود الإنسان إلى الإيمان بالله وتعظيمه.

  • الشمولية في مفهوم العبودية

    يقدم الإسلام مفهوماً شاملاً للعبودية، يشمل عبودية الكون والإنسان والحياة. ويبين الإسلام أن كل شيء في هذا الكون هو عبد لله، وأن الإنسان يجب أن يكون عبداً لله في كل لحظة من حياته. ويربط الإسلام بين العبودية والحقيقة الإلهية، ويجعل العبودية هي الطريق إلى السعادة والرضا.

  • الشمولية في الخطاب القرآني

    يخاطب القرآن الكريم الإنسان بكل جوانبه واحتياجاته وتوجهاته، ويوجهه إلى الطريق الصحيح. وعندما يستجيب الإنسان لتوجيهات القرآن، فإنه يتوجه بكل كيانه إلى الله، ويستسلم لأوامره ونواهيه. وهذا الاستسلام هو قمة السعادة والرضا.

المصادر

  • محمد كامل السيد رباح (11/4/2014)،”الشمولية في الإسلام”،ألوكة
  • أبعمر الأشقر،دروس الشيخ عمر الأشقر
  • عثمان جمعه ضميريه ،مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
Total
0
Shares
المقال السابق

مميزات الشمس والقمر: نظرة شاملة

المقال التالي

سمات الصحافة المطبوعة

مقالات مشابهة