جدول المحتويات
فهم أسماء الله وصفاته
يشكل فهم أسماء الله الحسنى وصفاته العلا جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية. إنه يعمق إيماننا بالله ويزيد من خشيتنا له ومحبتنا إياه. هذا الفهم يساعدنا على تقدير عظمة الخالق وقدرته المطلقة.
معنى أسماء الله
في اللغة، الاسم هو كل ما يُعرف به الشيء ويُستدل عليه. عند علماء اللغة، الاسم هو ما دل على معنى في نفسه غير مرتبط بزمن محدد. اسم الله الأعظم هو الاسم الجامع لكل معاني صفاته. اسم الجلالة “الله” هو أصل الأسماء الحسنى، وهي الأسماء التي اختص بها الله نفسه. سُميت بالحسنى لجمالها في الأسماع والقلوب، ودلالتها على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإحسانه، بالإضافة إلى دلالتها على أسمى المعاني وأشرفها. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ).[١][٢] أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويؤمن بها جميع المسلمين.
شرح صفات الله
لله -تعالى- نوعان من الصفات. النوع الأول هو الصفات الذاتية، وهي التي لا تنفك عنه -سبحانه-، مثل النفس والعلم والقدرة. هذه الصفات ملازمة لذات الله وقائمة بها ولا تنفصل عنها -سبحانه-. أما النوع الثاني فهو الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته -سبحانه-، مثل الاستواء والضحك والغضب والسخط وغيرها. هذه الصفات يفعلها الله -تعالى- متى شاء، مثل نزوله إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وبالهيئة اللائقة به.[٣]
ويرى بعض العلماء تقسيم الصفات إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: باعتبار الدليل: وهي الصفات الشرعية والعقلية، بحسب نوع الدليل الذي يدل عليها. فصفة الحياة، مثلاً، يُستدل عليها عن طريق العقل، بينما صفة النزول هي من الصفات الشرعية.
- القسم الثاني: الصفات المتعلقة بالمشيئة: وهي الصفات الذاتية والفعلية.
- القسم الثالث: الصفات باعتبار النفي والإثبات: وهي الصفات الثبوتية والمنفية. فالثبوتية هي ما أثبته الله لنفسه، كالعلم، والمنفية هي ما نفاه الله عن نفسه، كالنوم.[٤]
وضابط الصفات الإلهية هو ما قام بالذات الإلهية مما يميزها عن غيرها، وجاءت بها الأدلة من الكتاب والسنة.[٥]
التمييز بين الأسماء والصفات
يتم التمييز بين أسماء الله -سبحانه- وصفاته من خلال النقاط التالية:[٦]
- الأسماء كلها تدل على ذات الله.[٧] بينما الصفات بعضها ذاتي وأخرى فعلي.
- يجوز إضافة الأسماء إلى التعبيد في أسماء المخلوقات، مثل عبد الله، ولكن لا يجوز ذلك في الصفات، فلا نقول: عبد العلم.
- الصفات تُشتق من الأسماء، فيُشتق من اسم الرحيم صفة الرحمة. فكل أسماء الله مشتملة على صفات تليق به وبكماله.[٨] فالاسم يدل على شيئين: الذات والصفة، بينما الصفة لا تدل إلا على أمر واحد، وهو الصفة.[٩]
من أين نستمد معرفة الأسماء والصفات؟
الله -تعالى- ميز الإنسان بالعقل، ولكن العقل البشري لا يمكن أن يكون الحكم في كل شيء. الإيمان بالأسماء والصفات يكون بإثبات ما أثبته الله ورسوله، ونفي ما نفاه عنه الله ورسوله، ويكون ذلك عن طريق الوحي.[١٠] يجب على المسلم الالتزام بالقرآن والسنة كمصدر للأسماء والصفات. العقل يدرك بعض البديهيات في الأسماء والصفات، مثل صفة الحياة.[11]
قيمة فهم أسماء الله وصفاته
لمعرفة أسماء الله وصفاته أهمية كبيرة، منها:[١٢]
- الإيمان بها جزء من الإيمان بالله، وسبب في استقامة المسلم. وهي جزء من العبادات التي أمرنا الله بها، وسبب يقي من الانحراف والضلال والابتعاد عن العذاب. كما أن معرفتها من أشرف العلوم وأجلها، وأعظم الآيات جاءت بذكرها.[13]
- الإيمان بها سبب للابتعاد عن الشرك، والقرب من الهداية، ومعرفة الله -جلّ جلاله-.[14]
عدد الأسماء والصفات
تعددت أقوال العلماء في عدد أسماء الله الحسنى، وجاءت أقوالهم كما يلي:[15]
- القول الأول: أنه لا حصر لها ولا يحصيها إلا الله، لأن بعضها استأثر الله بها، فلا يعلمها نبي أو ملك. وقد جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا أُحصي ثناءً علَيكَ).[16] فأخبر أنه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه.[17]
- القول الثاني: أنها محصورة بعدد معين، ولكن تعددت الآراء في عددها، فمنهم من قال إنها ثلاثمئة، وقيل ألف، وقيل ألف وواحد، وقيل أربعة آلاف، وقيل مئة وأربعة وعشرون ألفاً، وقيل تسعة وتسعون.
أما صفات الله فمصدرها القرآن، وهي كثيرة جداً.[18]