نظرة على يوم العلم في الإمارات

استكشاف شامل ليوم العلم في دولة الإمارات العربية المتحدة: تاريخه، أهميته، فعالياته، ودلالات ألوان العلم الوطني.

الجذور التاريخية للأعلام

تعود نشأة فكرة الأعلام إلى عصور قديمة، حيث كانت تستخدم في البداية كعلامات بسيطة، مثل الأعمدة الخشبية أو المعدنية، لتمييز أماكن التجمع. مع مرور الوقت، تطورت هذه العلامات لتصبح أكثر تعقيدًا، حيث أضيفت إليها قطع ملونة مصنوعة من المعدن أو القماش. كما عرف المسلمون الأعلام واستخدموا ألوانًا متنوعة كالأبيض، والأسود، والأخضر، ولكل لون دلالة تاريخية. غالبًا ما كانت أعلام الدول العربية والإسلامية تتألف من هذه الألوان مع اختلاف الترتيب والتصميم. أُضيف اللون الأحمر لاحقًا كرمز لدماء الشهداء. تجدر الإشارة إلى أن لكل علم معاني ورموزًا وطنية فريدة تعكس هوية البلد.

اليوم الوطني للعلم في الإمارات

يوم العلم هو احتفال وطني أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2013. يُحتفل به في الثالث من نوفمبر كل عام. في هذا اليوم، تتزين الإمارات بألوان العلم، حيث يُرفع في جميع أنحاء الدولة، على المباني الحكومية والخاصة، تكريمًا لماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها، وتعزيزًا للروح الوطنية. يتحد مواطنو دولة الإمارات في هذا اليوم تحت راية العلم الإماراتي.

الأهمية الجوهرية ليوم العلم

يمثل يوم العلم مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن والحكومة. يتزامن هذا اليوم مع ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم. في هذا اليوم، يعتز الشعب الإماراتي بمسيرة التمكين الشاملة التي جعلت دولة الإمارات في طليعة الدول التي تقدم نموذجًا للرقي والتقدم الحضاري والإنساني في مجالات متعددة مثل العدالة، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة بين المواطنين والمقيمين بغض النظر عن لغاتهم وجنسياتهم وجنسهم.

وتأتي أهمية يوم العلم أيضاً من خلال تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن علم الإمارات سيبقى الرمز الذي يوحد الدولة، ومبعث فخر لمواطنيها، وحافزاً لهم لمواصلة مسيرة التقدم والتطور على نهج الآباء المؤسسين بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فقيمة عَلَم الإمارات تعتبر من الأصول الوطنية ذات القيمة العالية ورمز الاتحاد والقوة، ودليلاً على كرامة الشعوب التي من واجبها إبقاؤه عالياً شامخاً بالاجتهاد الدائم والإتقان في العمل.

احتفالات و أنشطة يوم العلم

تُقام في هذا اليوم فعاليات متنوعة يكون العلم محورها الرئيسي. يحرص الإماراتيون من مختلف الأعمار على شراء الأعلام ورفعها في كل مكان في نفس التوقيت، تأكيدًا على انتمائهم لوطن واحد وهدف واحد هو رفعة الوطن ونمائه، ولتجديد التزامهم تجاه بلدهم، وبذل قصارى جهدهم لاستمرار تطوره ورفعة شأنه. في هذا اليوم، اعتمد الشيخ محمد بن راشد النشيد الوطني الإماراتي ونشره في جميع الهيئات لاستخدامه رسميًا، معتبرًا إياه رمزًا للهوية الوطنية، ودعا جميع المواطنين إلى الحفاظ على القيم التي يدعو لها النشيد.

كما يتم التركيز في هذا اليوم على مشاركة الأطفال في رفع الأعلام؛ وذلك لأنهم قادة المستقبل وبناة الغد. يهدف يوم العلم إلى ترسيخ أهمية العلم والتعلم، لأنه قبل أن يكون راية هو رمز لقيم سامية لا تتحقق إلا بالعلم والإبداع والتفوق والنجاح.

تطور تصميم العلم الإماراتي

تم اختيار تصميم العلم الإماراتي الحالي من خلال مسابقة أعلنت عنها صحيفة الاتحاد عام 1971 بتكليف من الديوان الأميري في أبوظبي. شارك في المسابقة أكثر من 1030 مصممًا، وفاز بها عبدالله محمد المعينة. استلهم المعينة ألوان العلم من الأبيات الشعرية:

“بيض صنائعنا خضر مرابعنا….سود وقائعنا حمر مواضينا”

تسعى الإمارات حكومة وشعباً لتحقيق معاني ألوان العلم، بأن يشهد وطنهم تطوراً اقتصادياً ونقلة نوعية من صيد اللؤلؤ والإنتاج الزراعي المحدود إلى الاعتماد على النفط.

رموز و معاني ألوان العلم

يتكون العلم الإماراتي من أربعة ألوان، ولكل لون دلالته الخاصة:

  • الأحمر: يرمز إلى الشجاعة والقوة، ويأتي على جانب العلم ليربط جميع الألوان ببعضها البعض، مجسدًا الوحدة، كما أنه رمز للتضحيات التي قُدّمت لحماية الأمة.
  • الأخضر: يمثل البهجة والسرور والتفاؤل، ويرمز إلى تقدم البلاد.
  • الأبيض: هو أنقى الألوان، ويرمز إلى السلام والصدق والكرم.
  • الأسود: يرمز إلى هزيمة الأعداء وقوة العقل وشجاعة الأمة.
Total
0
Shares
المقال السابق

يوغرطة: نظرة على حياة ملك نوميديا ونهايته

المقال التالي

دراسة رياضية حول المثلثات

مقالات مشابهة