مدخل إلى رواية الشيخ والبحر
تُعد رواية الشيخ والبحر، من الروائع الأدبية التي خطها قلم الكاتب القدير إرنست همنغواي، ونُشرت في عام 1952. حازت هذه الرواية على جائزة بوليتزر في العام 1953 تقديرًا لقيمتها الأدبية العالية. تتألف الرواية من عدة فصول، وكل فصل يمثل مرحلة هامة في سياق الأحداث. يعتبر هذا العمل من آخر ما قدمه الكاتب إرنست همنغواي لعالم الأدب.
علاقة سانتياغو بفتى يدعى مانولين
كان سانتياغو رجلاً طاعنًا في السن، تضاءلت قواه بعد حياة قضاها في مهنة الصيد. أما مانولين، فكان شابًا يافعًا، رأى في سانتياغو رمزًا للحكمة والمعرفة والخبرة، فقرر ملازمته والتعلّم منه. كان سانتياغو يسعى جاهدًا لنقل خبراته وتجاربه إلى مانولين، وتقديم النصح والإرشاد له.
ومما قاله سانتياغو لمانولين ذات مرة: “أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الثقة بشخص ما هي أن تثق به”.
انطلاق سانتياغو في رحلة صيد مفعمة بالأمل
لم يستطع سانتياغو الاستمرار في الجلوس دون عمل، فهو الذي اعتاد على مواجهة البحر والتحديات. لذلك، قرر الذهاب في رحلة صيد بمفرده. امتطى قاربه الصغير وانطلق في عرض البحر دون خوف، فالبحر كان صديقه ورفيقه الذي لا يخونه.
كانت الطيور البحرية تساعده في العثور على الأسماك. وبعد وقت، ألقى سانتياغو صنارته في البحر، متمنيًا ألا يخيب البحر أمله، فهو يكنّ له وللأسماك محبة عميقة. “كان مغرمًا بالأسماك الطائرة فهنّ صديقاته الأثيرات من زمن طويل”.[٢]
لحظة الإمساك بسمكة المرلين الضخمة
في لحظة ما، ابتلعت سمكة ضخمة صنارة العجوز. حاول سانتياغو جاهدًا السيطرة عليها، ولكن ارتعاش يديه لم يساعده. بعد محاولات مضنية، أمسك بالصنارة بكل قوته، وترك قاربه ينجرّ خلف السمكة التي كانت تغوص في أعماق البحر.
بعد ثلاثة أيام من الصراع الشاق، تمكن سانتياغو من اصطياد سمكة المرلين. كانت السمكة أكبر من القارب، فقام بربطها إلى جانبه. بدأت الطيور تحوم حوله وكأنها تحتفل بانتصاره.
قال:”إنّ المحيطَ رقيق ورائع، ولكنّه يستطيع أن يكون قاسيًا ويتغيّر على هذا النّحو فجأة ومثل تلك الطيور المحلقة تغوص وتتصيد، إنها بأصواتها الرقيقة الحزينة أرقّ من أن تواجه البحر”.[٣]
عودة سانتياغو إلى منزله
بعد أن ربط سانتياغو السمكة بقاربه، بدأت أسماك القرش بالتجمع حوله، محاولةً التهام السمكة. قاتل سانتياغو بشراسة وتمكن من قتل سبعة من أسماك القرش، ولكن مع حلول الليل، قضت بقية الأسماك على سمكة المرلين، ولم تترك منها سوى الهيكل العظمي.
أبحر سانتياغو عائدًا إلى منزله، وبدأ يرى أضواء المنازل البعيدة تلوح في الأفق كالنجوم. ترك قاربه وتوجه إلى فراشه. في الصباح، رأى الصيادون هيكل السمكة الضخم، فدهشوا من حجمها وأعجبوا بصمود العجوز.
وفي النهاية:”قد يتحطّم الإنسان لكنه لن يُهزم”
خلاصة القول
تعتبر قصة الشيخ والبحر رمزًا للصراع الدائم للإنسان مع الطبيعة، وقدرته على الصمود في وجه التحديات. قصة ملهمة عن العزيمة والإصرار وعدم الاستسلام، حتى في أصعب الظروف.