فهرس المحتويات:
موجز لأحداث قصة المسافر والصائغ
تعتبر قصة المسافر والصائغ من القصص البارزة والمؤثرة التي يحتضنها كتاب كليلة ودمنة. تدور أحداثها حول مسافر كان يجوب الأرجاء في إحدى البلدان. أثناء تجواله، عثر على حفرة سقط فيها رجل يعمل صائغًا، وكان برفقته قرد، وأفعى، ونمر. عرض المسافر مساعدته على إخراجهم من الحفرة، معتبرًا ذلك عملاً صالحًا ينفعه في آخرته.
قام المسافر بإنزال حبله، فخرج القرد أولًا، ثم الأفعى، ثم النمر. بعد خروجهم، أعربوا عن امتنانهم وشكرهم له، وحذروه من إخراج الصائغ، مشيرين إلى أنه شخص جاحد للجميل. وأخبروه أنهم يعيشون بالقرب من مدينة تدعى نوادرخت. وأكدوا له أنهم لن يترددوا في تقديم المساعدة له إذا احتاج إليها. إلا أن المسافر لم يستطع ترك الصائغ في الحفرة، فأخرجه.
شكر الصائغ المسافر، وأخبره أنه يعيش في نفس المدينة، وأنه سيكون في خدمته إذا احتاج إلى أي شيء. ثم انطلق كل منهم في طريقه. بعد فترة، قرر المسافر الذهاب إلى تلك المدينة.
عند وصوله إلى مشارف المدينة، التقى بالقرد الذي قدم له بعض الفاكهة وأحسن إليه. بعد ذلك، التقى بالنمر الذي أراد أن يكافئه بطريقة ما. فذهب إلى قصر الملك وقتل ابنته وسرق حليها الذهبية، وقدمها للمسافر دون أن يخبره بمصدرها. فرح المسافر بالهدية وقرر زيارة الصائغ ليكرمه كما أكرمته الحيوانات. عندما وصل إلى بيت الصائغ، تعرف الصائغ على الحلي لأنّه هو من صنعها لابنة الملك.
طلب الصائغ من المسافر أن ينتظره في البيت بينما يذهب ليجلب له طعامًا من السوق. ولكنه ذهب إلى الجنود وأخبرهم أنه قبض على قاتل الأميرة. ألقى الجنود القبض على المسافر وصلبوه وطافوا به في الشوارع، بينما تقرب الصائغ من الملك.
الخلاصة والنتائج
شاهدت الأفعى ما حل بالمسافر فذهبت لدغت ابن الملك، ثم عادت إلى المسافر ولامته على إخراج الصائغ من الحفرة، وأعطته أوراقًا أخبرته أنها ستشفي ابن الملك إذا سُقي بها. وكانت قبل ذلك قد ذهبت إلى ابن الملك وأخبرته أن الذي سيشفيه هو المسافر الذي سجنتموه ظلمًا، فروى ابن الملك لوالده ما رآه.
ثم استدعى الملك المسافر وأعطاه الأوراق فسقَوها لابن الملك فشُفي، وروى المسافر الحقيقة للملك فأمر بأن يُصلب الصائغ ويُطاف به في شوارع المدينة جزاء كذبه ونكرانه للجميل.
الدروس والعبر المستفادة من قصة المسافر والصائغ
لقد ساق الفيلسوف الحكيم بيدبا هذه القصة للملك دبشليم ليعطيه عبرة بأنّ الإنسان العاقل لا ينبغي له أن ينظر بعين الاحتقار أوالازدراءأوالتصغير لأيّ كائن كان من بني الإنسان أو من البهائم، ولكن ينبغي له أن يختبرهم ويرى قدر ما يصدر عنهم ممّا يصنع إليهم من المعروف، وفيه كذلك عبرة للإنسان بأن يعلم أنّه لا ينبغي له صنع المعروفوالإحسانإلّا لأهلالوفاءوالكرم لما في ذلك من جلبٍ للخير ودفع للشر.[1]
أقوال مأثورة من قصة المسافر والصائغ
من العبارات البارزة التي وردت في قصة المسافر والصائغ:
- “شكرن له صنيعه وقلن له: لا تخرج هذا الرجل من الركية: فإنه ليس شيء أقلَّ شكرًا من الناس ثم هذا الرجل خاصةً”.[2]
- “قيل: لا ينبغي لذي العقل أن يحتقر صغيرًا ولا كبيرًا من الناس ولا من البهائم، ولكنه جدير بأن يبلوهم، ويكون ما يصنع إليهم على قدر ما يرى منهم”.[2]
- “قال في نفسه: هذه البهائم قد أولتني هذا الجزاء، فكيف لو قد أتيت إلى الصائغ فإنّه إن كان معسرًا لا يملك شيئًا فسيبيع هذا الحلي فيستوفي ثمنه فيعطيني بعضه ويأخذ بعضه، وهو أعرف بثمنه”.[3]
- “جعل السائح يبكي ويقول بأعلى صوته: لو أنّي أطعتُ القرد والحية والببر فيما أمرنني به وأخبرنني من قلة شكر الإنسان لم يصِر أمري إلى هذا البلاء، وجعل يكرر هذا القول”.[4]
- “قال الفيلسوف للملك: ففي صنيع الصائغ بالسائح، وكفره له بعد استنقاذه إياه، وشكر البهائم له، وتخليص بعضها إياه، عبرة لمن اعتبر، وفكرة لمن تفكر، وأدب في وضع المعروف والإحسان عند أهل الوفاءوالكرم، قربوا أو بعدوا لما في ذلك من صواب الرأي وجلب الخير وصرف المكروه”.[5]
المراجع
- ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 303-307. بتصرّف.
- ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 303.
- ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 305.
- ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 306.
- ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 307.