جدول المحتويات
لمحة تعريفية عن المقامات العراقية
تعتبر المقامات العراقية إرثًا فنيًا عريقًا، وهي عبارة عن مؤلفات موسيقية وغنائية فريدة من نوعها. تتضمن هذه المقامات تداخلًا بديعًا بين مجموعة من الأنغام المتناغمة والمتناسقة، مما يخلق بناءً نغميًا متكاملًا يعكس جمال الصياغة وحسن الانتقال بين أجزاء المقام المختلفة. يتميز قارئ المقام، وهو المغني، بقدرته على الارتجال أثناء الأداء، مستخدمًا خبرته الصوتية ومعرفته العميقة بعلم المقامات. هذا الارتجال ليس عشوائيًا، بل يخضع لقواعد وأصول متوارثة عبر الأجيال، وتختلف هذه القواعد بين مقام وآخر.
الخصائص الفريدة للمقامات العراقية
من الخصائص الجوهرية للمقامة العراقية أنها تعكس الهوية البغدادية الأصيلة. كان سكان بغداد يستمدون المتعة والبهجة من هذا الإبداع النغمي الذي يجسد مشاعرهم وأحاسيسهم بصدق، مما يجعلها ظاهرة ثقافية مميزة تعبر عن أصالة المجتمع البغدادي وعراقته.[1]
تتميز كل مقامة بقواعد وأصول خاصة تميزها عن غيرها، وتضفي عليها جاذبية فريدة. لا تزال هذه المقامات حاضرة في المشهد الفني حتى يومنا هذا، ويحرص مؤدوها على الحفاظ على جوهر المقام ومضمونه وشكله الفني، ملتزمين بالأسس الفنية التي تميزه، بغض النظر عن اختلاف المؤدين.[1]
دور المرأة في أداء المقامات
ذكر طه غريب بخصوص مشاركة المرأة في فن المقام العراقي، الذي لطالما اعتبر فنًا رجاليًا بامتياز على مر العصور، ما يلي: “لقد عرف المجتمع العراقي أصواتًا نسائية متميزة استطاعت أن تقدم أداءً لبعض المقامات بما يتناسب مع طبيعة أصواتهن. ففي عام 1925م، قامت المطربة صديقة الملاية بتسجيل عدد من الأسطوانات التي تضمنت مقامات مختلفة، وبذلك فتحت الباب أمام ظهور أصوات نسائية أخرى لأداء بعض المقامات الفرعية والبسيطة، مثل جليلة العراقية، وبدرية أنور، وزهور حسين، ولميعة توفيق، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي”.[2]
الأركان الفنية التي تقوم عليها المقامات العراقية
تتألف المقامات العراقية من عدة أركان فنية أساسية، وهي:[1]
- التحرير: وهو البدء بالغناء وفق أصول محددة، حيث يبدأ المغني بكلمات مميزة وخاصة بكل مقام. هذه الكلمات والألفاظ تميز المقام إلى جانب نغمته، وهذا ما يميز الأداء في المقامات العراقية عن بقية الألوان الغنائية العربية الأخرى.
- الأوصال: تلعب الأوصال دورًا هامًا في إضفاء التنوع والجمالية على المقامات العراقية، وهي عبارة عن مجموعة من الألحان المتنوعة التي تتخلل المقام.
- القرار: يشير إلى الطبقات الصوتية المنخفضة التي يستقر عليها المغني أثناء أداء المقام. بعد الوصول إلى طبقات صوتية عالية، يعود المغني إلى هذه الطبقات المنخفضة، والتي تسمى “القرار”، للاستقرار عليها.
- الميانة: تعتبر من الأسس الفنية الهامة في غناء المقامات العراقية. بعد الانتهاء من التحرير والأوصال، ينتقل المغني إلى أداء الطبقات المرتفعة، والتي تسمى “الميانة”.
- التسليم: هو الجزء الذي يختتم به المغني أداء المقام. لا يتبع التسليم في المقامات العراقية نمطًا واحدًا، بل يختلف من مقام إلى آخر، حيث يكون لكل مقام تسليمه الخاص.
المصادر والمراجع
- عبدالوهاب بلال (2009)، “المقامات العراقية”، المقام العراقي.
- عبدالرحمن الهلوش (2021)، “فن أصيل يعود إلى الزمن العباسي”، الجزيرة نت.