مقدمة عن السلاجقة
يعود نسب السلاجقة إلى قبائل تركية رحالة، كانت تستوطن المساحات الشاسعة الممتدة من حدود الصين وصولًا إلى شواطئ بحر قزوين. عُرفوا باسم “الغُزّ”، وكانت حياتهم تدور حول الترحال في الخيام. نظرًا لطبيعة معيشتهم في الصحراء، فقد تمرسوا في الغزو، الصيد، ركوب الخيل، والمبارزات، مما شكل جزءًا أساسيًا من ثقافتهم وهويتهم. لقد كان هذا النمط من الحياة، بما فيه من مغامرة وجمع للغنائم، محور اهتمامهم ومصدر فخرهم، تمامًا كما اشتهر اليونانيون بالحكمة والصينيون بالصناعة.
أهم سلاطين السلاجقة
بعد وفاة سلجوق بن دقاق، واصل أبناؤه مسيرته في الدفاع عن المسلمين ومحاربة أعدائهم من الأتراك غير المسلمين. وقد أدت قوتهم وقدرتهم على الحماية إلى توسيع نفوذهم وكسب احترام الحكام المسلمين المجاورين. بعد استشهاد ميكائيل بن سلجوق، اتفقت القبائل السلجوقية على تولي أرطغرل قيادتهم.
أحد أبرز السلاطين السلاجقة هو أرطغرل، الذي حظي بمكانة مرموقة لدى الخليفة العباسي القائم بأمر الله، لدرجة منح الخليفة له لقب “السلطان” وأمر بنقش اسمه على العملات وذكره في خطبة الجمعة. لعب السلاجقة الروم دورًا حيويًا في نشر الإسلام في آسيا الصغرى (الأناضول)، وبالتحديد نشر المذهب السني، بالإضافة إلى نقل الحضارة الإسلامية إلى تلك المناطق.
أرطغرل في سطور
تتفق المصادر التاريخية على ذكر قصة لقاء أرطغرل ورجاله بجيشين يتقاتلان في منطقة جبلية. أحد الجيشين كان تابعًا للسلطان علاء الدين، بينما كان الآخر من المغول أو الصليبيين. قرر أرطغرل التدخل لدعم المسلمين ضد أعدائهم، بعد أن كان النصر في صالح الأعداء. يذكر البعض أن علاء الدين نفسه كان على رأس الجيش الذي أنقذه أرطغرل.
يقول محمد فريد بك: “وبعد تمام النصر علِمَ أرطغرل بأن الله قد قيضه لنجدة الأمير علاء الدّين سلطان قونية فكافأه علاء الدين على مساعدته له بإقطاعه عدَّة أقاليم ومدن، وصار لا يعتمد في حروبه مع مجاوريه إلا عليه وعلى رِجاله، وكان عقب كل انتصار يُقطعهُ أراضٍ جديدة ويمنحه أموالًا جزيلة، ثم لقب قبيلته بمقدمة السلطان لوجودها دائمًا في مقَدمة الجيوش وتمام النصر على يديه”.
عاصمة الدولة السلجوقية
أُطلق اسم أصفهان على المدينة من قبل قبيلة تركمانية تُعرف بالسلاجقة. خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أصبحت قونية مركزًا وعاصمة للدولة السلجوقية، تنافس العواصم الإسلامية الأخرى، وكانت مهدًا للحضارة الإسلامية.
أبرز ملامح العاصمة السلجوقية
يمكن تلخيص أهم سمات عاصمة الدولة السلجوقية فيما يلي:
- شهدت قونية نموًا اقتصاديًا ملحوظًا، واشتهرت بالذهب، والديباج، والحرير، بالإضافة إلى تنوع المحاصيل الزراعية.
- غلبت عليها الطابع الإسلامي منذ عام 650 م، واشتهرت بوفرة المياه والأسواق العامرة.
- اهتم السلاجقة بترك بصمة فنية مميزة، من خلال نحت تماثيل حجرية تمتد من قلب الأناضول إلى آسيا الوسطى.
- كانت قونية نموذجًا يحتذى به، وسعى السلاجقة للحفاظ على تراثهم وعناصرهم المعمارية السلجوقية، وهو ما تجسد في مسجد علاء الدين، والقلعة الخارجية لقونية، والعديد من المساجد والمقابر.
المصادر والمراجع
- مصطفى البدري (2017)،”الغازي أرطغرل والد السلطان عثمان”،الجزيرة نت، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
- علي الطلابي (2018)،”السلاجقة أصولهم وبداية اتصالهم بالعالم العربي والاسلامي”،ترك برس، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
- أسيل بركات (2021)،”ما هي عاصمة الدولة السلجوقية”،الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.