نظرة على الزراعة في الإمارات العربية المتحدة

نظرة شاملة على الزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة: تاريخها، تطورها، وواقعها الحالي. من الزراعة التقليدية إلى التقنيات الحديثة والمساهمة في الأمن الغذائي.

مقدمة عن الزراعة

قبل أن يكتشف الإنسان الزراعة، كانت حياته تعتمد بشكل كامل على الطبيعة المحيطة به. كان يعيش حياة بدائية، يعتمد على ما تجود به الطبيعة من طعام وشراب. كان يتنقل باستمرار من مكان إلى آخر بحثًا عن الثمار والنباتات البرية، ويستخدم الكهوف كمأوى له. لم تكن هناك قرى أو مدن مستقرة.

تغير هذا النمط بشكل جذري مع اكتشاف الزراعة، والذي حدث بالصدفة. بدأت أولى مراحل الاستقرار بزراعة كميات صغيرة من الحبوب. ومن خلال التجربة والممارسة، تعلم الإنسان كيفية تربية بعض الحيوانات التي توفر له الغذاء. هذه الخطوات أدت إلى بناء الحضارة الإنسانية وتوسع المجتمعات الزراعية، مما أدى إلى ظهور الأنظمة والقوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

الزراعة في الإمارات في الماضي

تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بمناخ صحراوي في معظم أراضيها، مما يجعلها تفتقر إلى المقومات الأساسية للزراعة مثل المياه و التربة الخصبة. بسبب هذه الظروف المناخية الصعبة، اعتمد سكان الإمارات في الماضي على حرفة الرعي والتنقل المستمر بحثًا عن المراعي لمواشيهم.

وعلى الرغم من هذه التحديات، مارست الزراعة في بعض المناطق مثل رأس الخيمة والفجيرة والعين وبعض الواحات. كانت تُزرع بعض المحاصيل الزراعية وتُربى بعض الأغنام بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلات.

بفضل العزيمة والإصرار، خاصة بعد اكتشاف النفط وتوفر الموارد المالية، تمكن أهل الإمارات من التغلب على الصعاب وبناء قاعدة زراعية متينة. تحقق هذا الإنجاز من خلال زراعة ملايين أشجار النخيل التي غطت مساحات واسعة من أراضي الدولة، وذلك برعاية مباشرة من الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله. عمل الشيخ زايد على تطوير نظام الري في البلاد، وصيانة الآبار القديمة، وتشجيع حفر الآبار والبرك الجديدة لتجميع مياه الأمطار والسيول واستخدامها في ري الأشجار.

أدركت القيادة الإماراتية أهمية نشر الوعي بين الناس حول أهمية الزراعة ودورها في بناء الحضارة. فتحقق الحلم وتحولت الواحات إلى بساتين خضراء. تم أيضًا فرش طبقات من الطين فوق الرمال وتقسيمها على المواطنين لزراعتها، بعد حمايتها من الرياح وتوفير مصادر الري اللازمة.

كما وضعت حكومة الإمارات الخطط اللازمة لتحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار، فقامت ببناء السدود وحفر البرك الكبيرة، وقدمت كل الدعم الممكن للمواطنين الراغبين في زراعة الأراضي.

قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبًّا حَصِيدًا﴾ [ق: 9].

الزراعة والوضع الحالي

أصبحت الزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة واقعًا ملموسًا، وأحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، وذلك بهدف الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي. يتكون القطاع الزراعي حاليًا من أكثر من 53 ألف مزرعة تم توزيعها على المواطنين. تضاعفت المساحات المزروعة وتنوعت المحاصيل والفواكه المزروعة، مع الاعتماد على أنظمة الري الحديثة.

إلى جانب الزراعة، يتم تربية أنواع مختلفة من الحيوانات لتلبية الحاجة المحلية من المنتجات الحيوانية. تساهم هذه الجهود في تعزيز الأمن الغذائي للدولة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” [البخاري].

Total
0
Shares
المقال السابق

نظرة شاملة على الزراعة

المقال التالي

نظرة شاملة حول جريمة الزنا

مقالات مشابهة

الطاقة المتجددة في مصر: نظرة شاملة على المصادر والمشاريع

استعراض شامل لأهم مصادر الطاقة النظيفة في مصر، بما في ذلك مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والغاز الحيوي والطاقة الحرارية الأرضية، بالإضافة إلى جهود تطوير وقود الطائرات الحيوي.
إقرأ المزيد