فهرس المحتويات
مقدمة حول اليمن
شهدت أرض اليمن قيام حضارات عريقة عبر العصور المختلفة وحتى إعلان الجمهورية اليمنية في عام 1990. من بين هذه الحضارات البارزة، تبرز حضارات سبأ وحِمْيَر وحضرموت كأمثلة على التقدم والازدهار الذي عرفته المنطقة. في تلك الحقبة، تمتعت اليمن بمكانة مرموقة واشتهرت في المصادر التاريخية بلقب “اليمن السعيد”. مرت اليمن بتنوع ديني كبير، بدءًا من عبادة الأصنام، ثم التوحيد الوثني، وصولًا إلى اعتناق اليهودية والمسيحية بتأثير من بعض الملوك، وذلك قبل ظهور الإسلام.
أهم التحولات التاريخية في اليمن
تعتبر الحقبة التي شهدت دخول العثمانيين إلى اليمن والوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي من أهم المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد. وسنستعرض هذه المراحل بشيء من التفصيل.
اليمن تحت الحكم العثماني
يمكن اعتبار بداية التاريخ اليمني الحديث مرتبطة بمحاولات العثمانيين للسيطرة على المنطقة، والتي بدأت في القرن السادس عشر الميلادي. تزامن ذلك مع فترة ضعف الدولة الطاهرية، حيث لم يتبق تحت سيطرتها سوى عدن تحت حكم الملك عامر بن داوود. استغل العثمانيون هذا الضعف وتمكنوا من دخول اليمن عبر عدن وتهامة، واتخذوا من زبيد مقرًا إداريًا لهم. في المقابل، ظلت المرتفعات الشمالية لليمن مستقلة تحت حكم الإمام يحيى شرف الدين، أحد أئمة الزيدية.
نجح العثمانيون بقيادة أويس باشا، وبمساعدة المطهر وأنصاره، في السيطرة على المرتفعات الشمالية، ومنحوا المطهر لقب “بك” وعينوه إمامًا على مناطق عَمْران وثُلاء. إلا أن المطهر سرعان ما قاد تمردًا ضد السلطة العثمانية، لكن العثمانيين تمكنوا من إخماد التمرد وإعادة السيطرة على كامل أراضي اليمن.
استمرت مقاومة اليمنيين بقيادة الأئمة ضد العثمانيين حتى القرن الثامن عشر، حيث تمكن عدد من الأئمة من الاستقلال بأجزاء من اليمن وإقامة ممالك مستقلة، مما أدى إلى غياب النفوذ العثماني في اليمن. لكن في القرن التاسع عشر، ومع سقوط الدولة القاسمية، تمكن العثمانيون من تأسيس ولاية لهم في اليمن بعد ضم صنعاء. ومع ذلك، لم يتمكنوا من السيطرة الكاملة على المناطق الريفية التي كانت خاضعة لسيطرة القبائل.
توحيد شطري اليمن
بعد قيام دولتي اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، بدأت الجهود الرامية إلى تحقيق الوحدة بينهما. تم توقيع اتفاقية في القاهرة عام 1972، تضمنت بعض الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق الوحدة، ولكن تم إلغاء هذه الاتفاقية لاحقًا. ثم تم عقد اتفاقية أخرى في الكويت نصت على الوحدة الفيدرالية بين البلدين، مع إنشاء حكومة في صنعاء وأخرى في عدن، وذلك في عام 1979. بعد عشر سنوات، تم نزع السلاح في المناطق الحدودية بين البلدين والسماح بالتنقل الحر بين مواطني شمال وجنوب اليمن باستخدام بطاقة الهوية فقط. وأخيرًا، تم إعلان الوحدة رسميًا في 22 مايو 1990.