المحتويات
تعريف موجز بالكوارث الطبيعية
الكوارث الطبيعية، والتي يُشار إليها باللغة الإنجليزية بـ “Natural Disaster”، تمثل أحداثًا قاهرة تنشأ من قوى الطبيعة، وتتسبب في أضرار جسيمة ومآسٍ إنسانية. تشمل هذه الأحداث طيفًا واسعًا من الظواهر، مثل الزلازل المدمرة التي تهز الأرض بعنف، والبراكين الثائرة التي تقذف بالرماد والحمم، والانهيارات الأرضية المفاجئة التي تجرف كل شيء في طريقها، والأعاصير العاتية التي تقتلع الأشجار وتهدم المنازل، والفيضانات الغامرة التي تغرق المدن والقرى، وحرائق الغابات المستعرة التي تلتهم الأخضر واليابس، وموجات التسونامي العملاقة التي تجتاح السواحل، والجفاف القاتل الذي يحيل الأراضي الخصبة إلى صحاري قاحلة. هذه الكوارث لا تؤثر فقط على البيئة المادية، بل تمتد آثارها لتشمل البيئة البيولوجية والاجتماعية للإنسان، مما يترك بصمات عميقة على حياة المجتمعات المتضررة.
أقسام الكوارث الطبيعية
يمكن تصنيف الكوارث الطبيعية التي تتسبب في خسائر بشرية واقتصادية فادحة إلى الفئات التالية:
الظواهر الجيولوجية
تنشأ هذه الكوارث في أعماق الأرض، ثم تظهر فجأة على السطح. من بينها الزلازل، التي قد تستغرق بضع ثوانٍ فقط، ولكنها كافية لإحداث دمار شامل. البراكين، التي قد تستمر في الثوران لأيام أو أسابيع، وتقذف بالرماد والحمم، مما يتسبب في تلوث الهواء وتدمير الأراضي الزراعية. الهزات الأرضية والتسونامي، التي قد تستغرق بضع دقائق أو ساعات، ولكنها قادرة على تدمير مدن ساحلية بأكملها.
الظواهر الهيدرولوجية والمناخية
تحدث هذه الكوارث بفعل عوامل خارجية، وقد يظهر بعضها بشكل مفاجئ، مثل السيول الجارفة والفيضانات المدمرة، والرياح الموسمية القوية والعواصف الرملية العاتية. بعضها الآخر قد يتطور على مدى سنوات أو عقود، مثل الجفاف الشديد والتصحر المتزايد، مما يؤدي إلى نقص المياه والغذاء وتدهور الأراضي الزراعية.
قال تعالى في سورة الروم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41] .
الآثار المترتبة على الكوارث الطبيعية
يمكن أن تؤثر الكوارث الطبيعية على حياة عشرات الآلاف من الأشخاص خلال فترة قصيرة، مما يتسبب في تدمير المنازل والبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية. قد يجد الناس أنفسهم غير قادرين على الوصول إلى المياه النظيفة، والرعاية الصحية اللازمة، ووسائل النقل الضرورية. يختلف التأثير من كارثة إلى أخرى، ولكن بشكل عام، تتسبب الكوارث الطبيعية سنويًا في مقتل حوالي 90,000 شخص، وتؤثر سلبًا على ما يقرب من 160 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
تُعدّ العواصف والفيضانات من بين أكثر أنواع الكوارث الطبيعية شيوعًا في الولايات المتحدة، وعادةً ما يتمّ التحذير منها مسبقاً قبل حدوثها، وإجراء عمليات الإخلاء والحماية. فالأعاصير هي أحد الكوارث الطبيعية التي يُمكن التنبؤ بها مسبقاً، ممّا يُتيح للأشخاص الاستعداد لهذه الحالات. لكن الزلازل من الكوارث التي لا تُحدث أيّ تحذير مسبق لها فهي تحدث فجأة، وكذلك الأمر في الفيضانات فهي أيضاً تحدث بشكل مفاجئ كما أنّها تتحرك بسرعة كبيرة.
وروى الترمذي في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمُ الْفُرْسُ وَالرُّومُ كَيْفَ أَنْتُمْ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَرْغَبُونَ، تَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَدَابَرُونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ».