الأسس المنهجية في تأليف الكتاب
يعزى نجاح كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” إلى المنهجية الدقيقة التي اتبعها المؤلف، والتي جعلت منه مرجعاً قيماً للباحثين والمهتمين بالتاريخ العربي القديم. من بين هذه الأسس:
- الاستلهام من الواقع: استمداد التاريخ من الظروف الواقعية التي مرت بها المجتمعات، مع التحليل العميق للروايات والوثائق التاريخية.
- الاجتهاد الشخصي: تدوين التاريخ وفقاً لرؤية المؤرخ الخاصة، معتمداً على اجتهاده وتحليله للأحداث.
- التحرر من المدارس الفكرية: عدم التقيد بمدرسة معينة في تفسير التاريخ، لتجنب التزييف والانحياز.
- الشمولية في التناول: استعراض جميع جوانب التاريخ، دون الاقتصار على الجوانب الإيجابية أو السلبية فقط.
- العدالة والوصف: التحلي بالعدل والموضوعية في وصف الأحداث والشخصيات التاريخية.
- التجنب القصري: الابتعاد عن النظرة القسرية للتاريخ وتجنب التبصر الأحادي الجانب في الكتابة.
- التنوع في الطرح: تناول مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتغطية جميع الطبقات والفئات.
لمحة عن محتوى الكتاب
يعتبر كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” موسوعة شاملة لحياة العرب قبل الإسلام. يتألف الكتاب من عشرة أجزاء، ويتميز بترتيبه المنهجي وجمعه الشامل للأحداث التاريخية. اعتمد المؤلف على النقد العلمي في البناء والتحليل، وتناول مواضيع متنوعة وشاملة.
من بين عناوين الفصول: تحديد مفهوم “العرب”، الجاهلية ومصادر التاريخ الجاهلي، إهمال التاريخ الجاهلي وإعادة تدوينه، تاريخ جزيرة العرب، طبيعة جزيرة العرب وثرواتها وسكانها، صلات العرب بالساميين، طبيعة العقلية العربية، طبقات العرب، العرب العاربة والعرب المستعربة، وأثر التوراة.
نظرة في أصول العرب
تعتبر مسألة أصول العرب من المسائل التاريخية التي أثارت جدلاً واسعاً بين المؤرخين والباحثين. وقد تناول كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” هذه المسألة بتفصيل وعمق، مستنداً إلى مجموعة واسعة من المصادر التاريخية والأثرية. وقد عرض الكتاب مختلف النظريات والآراء المتعلقة بأصول العرب، مع تحليل وتقييم لكل منها.
من بين النظريات التي تناولها الكتاب: نظرية الأصل الواحد، التي ترى أن العرب ينحدرون من أصل واحد، ونظرية الأصول المتعددة، التي ترى أن العرب تكونت من مجموعة من القبائل والشعوب المختلفة التي استوطنت الجزيرة العربية على مر العصور. كما تناول الكتاب العلاقة بين العرب والساميين، وأثر الحضارات القديمة في تكوين الهوية العربية.