نظرة شاملة حول عدوى البرد الشائعة

كل ما تحتاج معرفته عن الزكام: الأعراض، الأسباب، التشخيص، العلاج، والوقاية. بالإضافة إلى تأثير الزكام على حاسة الشم والتذوق.

مقدمة عن نزلة البرد

يُعد الزكام، المعروف أيضًا باسم الرشح أو نزلة البرد، عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتحديدًا الأنف والحنجرة. على الرغم من أن جميع الفئات العمرية قد تصاب بهذه العدوى، إلا أن الأطفال دون سن السادسة هم الأكثر عرضة للإصابة.

هناك عدد كبير من الفيروسات التي يمكن أن تسبب الزكام، مما يجعل من الصعب حصرها. لحسن الحظ، يتعافى معظم المصابين بالزكام وتختفي الأعراض في غضون أسبوع إلى عشرة أيام. قد تستمر الأعراض لفترة أطول لدى المدخنين. يُنصح عمومًا بزيارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترة أطول من ذلك.

تشير الإحصائيات العالمية إلى أن الزكام يشكل عبئًا كبيرًا على الأنظمة الصحية والاقتصاد. فقد ذكرت المجلة الطبية الكندية “طبيب العائلة الكندي” في عام 2011 أن حوالي 500 من كل 1000 مريض يراجعون الأطباء سنويًا بسبب نزلات البرد، وهو ما يمثل نصف الزيارات السنوية للأطباء. كما أن الزكام مسؤول عن حوالي 40٪ من حالات التغيب عن العمل و 30٪ من حالات غياب الطلاب عن مدارسهم. يتراوح معدل إصابة البالغين بنزلات البرد بين 4 و 6 مرات في السنة، بينما يتراوح معدل إصابة الأطفال بين 6 و 8 مرات في السنة.

علامات الإصابة بالزكام

تبدأ أعراض الزكام بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالعدوى، وتستمر عادةً من سبعة إلى عشرة أيام. تتضمن هذه الأعراض عادةً ما يلي:

  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • التهاب الحلق.
  • صداع الرأس.
  • آلام العضلات.
  • سعال.
  • عطاس.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بالضغط في الأذنين والوجه.
  • فقدان أو ضعف حاستي التذوق والشم.

العوامل المسببة للزكام

تتسبب العديد من الفيروسات في الإصابة بالزكام، ولكن الفيروس الأنفي هو الأكثر شيوعًا. تشمل الفيروسات الأخرى التي قد تسبب الزكام الفيروسات المعوية، والفيروس التنفسي المخلوي البشري، والفيروسات الغدانية، وفيروسات كورونا، والفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري، وفيروسات نظير الإنفلونزا البشرية.

بغض النظر عن نوع الفيروس، تنتشر هذه الفيروسات عن طريق الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال أو حتى التحدث. قد تنتقل العدوى أيضًا عن طريق استخدام الأغراض الشخصية الملوثة برذاذ المصاب، أو عن طريق المصافحة. تدخل الفيروسات الجسم عن طريق الأنف أو الفم أو العينين، إما بسبب التعرض المباشر للرذاذ أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه.

كيفية التعرف على الزكام

يعتبر تشخيص الزكام أمرًا سهلاً للغاية، حيث يعتمد على التعرف على الأعراض والعلامات التي يعاني منها المصاب. يمكن إجراء هذا التشخيص في المنزل دون الحاجة إلى زيارة الطبيب. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا كانت الأعراض شديدة.

لا يتم اللجوء إلى الفحوصات المخبرية والصور الطبية، مثل الأشعة السينية، إلا لاستبعاد الحالات الصحية المشابهة أو التي تسبب أعراضًا مشابهة للزكام، مثل الالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا. كما أنها تفيد في تشخيص مضاعفات الزكام في حال ظهورها، مثل عدوى الجيوب الأنفية أو الأذن، أو تفاقم مشكلة الربو.

أساليب معالجة الزكام

عادةً ما يتعافى الأشخاص المصابون بالزكام من تلقاء أنفسهم في غضون فترة زمنية قصيرة دون الحاجة إلى علاج. كل ما يحتاجونه هو الراحة الكافية، وشرب كميات كبيرة من السوائل، وتناول الطعام الصحي. يمكنهم استئناف أنشطتهم اليومية عندما يشعرون بتحسن ملحوظ.

تشمل الخيارات الدوائية التي قد يتم اللجوء إليها بحسب حالة المصاب ما يلي:

  • الباراسيتامول: يساعد على تخفيف الآلام، مثل آلام العضلات والصداع، ويخفض الحرارة. يتميز بأنه لا يسبب الغثيان أو مشاكل المعدة.
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: تساعد على تخفيف الصداع وخفض الحرارة، مثل الإيبوبروفين.
  • مضادات الاحتقان: تساعد على تخفيف الاحتقان.
  • مضادات الهيستامين: تساعد على تخفيف سيلان الأنف والعطاس.
  • المقشعات: تساعد على تليين المخاط وتسهيل التخلص منه.

طرق الحماية من الزكام

لا يوجد لقاح أو مطعوم يقي من الإصابة بالزكام بسبب كثرة الفيروسات المسببة للزكام وتغيرها المستمر. أفضل طريقة للوقاية من نزلات البرد هي الحرص على نظافة اليدين، لأن معظم حالات الإصابة تحدث بسبب ملامسة الأجسام والأسطح الملوثة برذاذ المصاب.

تشمل النصائح الأخرى للوقاية من الزكام ما يلي:

  • غسل اليدين بشكل متكرر.
  • استخدام المناديل عند السعال أو العطاس والتخلص منها في أقرب وقت ممكن.
  • النوم في غرفة منفصلة إذا كنت مصابًا بالزكام.
  • عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة إذا كنت تعاني من السعال أو العطاس.
  • استخدام المطهرات لتعقيم الأسطح والأشياء.

تأثير الزكام على الحواس

تؤدي الإصابة بالزكام الشديد إلى انسداد الأنف، مما يسبب فقدان حاسة الشم. نظرًا لأن معظم ما نعتبره طعمًا هو في الواقع نكهة تنشأ عندما ترتفع رائحة الطعام إلى مؤخرة الأنف أثناء المضغ، فإن فقدان حاسة الشم يؤدي أيضًا إلى فقدان حاسة التذوق.

يستعيد معظم الأشخاص حاسة الشم والتذوق بمجرد انتهاء فترة الزكام. يُعتقد أن الفيروسات المسببة للزكام تهاجم الأعصاب الدماغية أو النسيج المخاطي المحيط بها، مما يسبب التهابًا يؤثر في قدرتها على العمل بشكل صحيح. هذا قد يؤدي إلى فقدان حاسة الشم أو ضعفها، وبالتالي يؤثر على حاسة التذوق.

إيجابيات الإصابة بالزكام

بالرغم من أن الأدوية المستخدمة في علاج الزكام تساعد على تخفيف الأعراض، إلا أن هذه الأعراض هي آلية شفاء طبيعية كرد فعل من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى الفيروسية وتسريع الشفاء.

تشمل هذه الآليات الدفاعية ما يلي:

  • يساعد المخاط المفرز على التخلص من الفيروسات الميتة.
  • يساعد السعال على إخراج العدوى الفيروسية من الرئتين.
  • تساعد الحمى على قتل العدوى الفيروسية في الجسم.
  • يساعد العطاس على إزالة المواد المسببة للحساسية والمهيجة من المسالك التنفسية.

المراجع

  1. “Common cold”, www.mayoclinic.org
  2. “Common cold”, www.ncbi.nlm.nih.gov
  3. “Common Cold”, my.clevelandclinic.org
  4. “Common cold”, www.nhs.uk
  5. “Common cold”, www.nchmd.org
  6. “All about the common cold”, www.medicalnewstoday.com
  7. “Common Cold”, www.hopkinsmedicine.org
  8. “An Overview of the Common Cold”, www.verywellhealth.com
  9. “Common cold”, www2.hse.ie
  10. “Common Cold: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org
  11. “Common Cold”, www.merckmanuals.com
  12. “How viruses like the coronavirus can steal our sense of smell”, scopeblog.stanford.edu
  13. “Viral Anosmia”, core.ecu.edu
  14. “Why Cold Symptoms are Good and How to Support the Immune System Naturally”, maxliving.com
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة شاملة حول التهاب الملتحمة

المقال التالي

معلومات شاملة حول مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)

مقالات مشابهة