مقدمة حول أهمية الجودة في التدريس
عند التأمل في مفهوم التدريس وأهمية الجودة فيه، ندرك البُعد الاستراتيجي الذي يحمله. لا جدال في أن العملية التعليمية يجب أن تتسم بمستويات عالية من الجودة، وذلك لتنشئة جيل واعٍ ومُدرك، يمتلك المهارات اللازمة لمواكبة تحديات الحياة المختلفة. إن الجودة في التدريس تعتبر ركيزة أساسية للارتقاء بالمجتمعات وتحقيق التطور، فهي الأداة المثلى لبناء مجتمع يتحمل مسؤولياته ويدرك تبعات أفعاله.
إن التوجه نحو الجودة في التعليم يفوق التعليم التقليدي، لأنه يستثمر الطاقات الكامنة التي وهبها الله للإنسان، ويسهم في تحفيز العقل وتنشيطه. فالشخص الذي يحصل على تعليم عالي الجودة يكون أكثر كفاءة وتميزًا من غيره ممن يتلقون تعليمًا يفتقر إلى هذه الجودة.
التعليم الذي يتسم بالجودة يعكس كفاءة المدرس، وتقواه وحرصه على مستقبل الأمة، وحبه لوطنه. فالمدرس هو المحور الأساسي لتحقيق الجودة في التدريس. ومن المعلوم أن المجتمعات التي تولي اهتمامًا خاصًا بتقديم تعليم ذي جودة عالية، وتعتمد على الكفاءات المؤهلة في العملية التعليمية، تحقق نتائج أفضل من غيرها.
ما هو المقصود بالتعليم؟
يمكن تعريف التعليم بأنه عملية منظمة تهدف إلى تمكين المتعلم من اكتساب مهارات أو معارف جديدة، أو تعزيز وتطوير معلومات سابقة، وذلك من خلال التفاعل مع شخص آخر. وبشكل أكثر اختصارًا، يُمكن اعتباره عملية تبادل المعلومات والخبرات والمهارات بين طرفين هما المدرس والمتعلم، وذلك ضمن إطار منظم ومُنسق.
تتكون العملية التعليمية من عدة عناصر أساسية:
- العنصر الأول: المدرس: وهو الشخص الذي يقدم المعلومة للطلاب، وعادةً ما يكون لديه خبرة أوسع من الطالب في مجال التدريس.
- العنصر الثاني: الطالب: وتعتمد العملية التعليمية على ما يمتلكه الطالب من ميول ودوافع للتعلم.
- البيئة التعليمية: تُعد البيئة التي يجري فيها التعلم من العناصر الهامة والمؤثرة.
- المادة التعليمية: تعتبر المادة الدراسية جوهر العملية التعليمية.
مفهوم الجودة في العملية التعليمية
تُعرف الجودة في التعليم بأنها عملية تعليمية متميزة، تتفوق على العملية التعليمية العادية بتقديمها المعلومة للمتعلم بشكل أفضل وأكثر شمولية، مما يجعله أكثر كفاءة في مجال تخصصه مقارنة بالتعليم التقليدي. وقد أظهرت الدراسات أن التعليم عالي الجودة يُنتج أفرادًا ذوي معرفة أعمق وأكثر تخصصًا من أولئك الذين يتلقون تعليمًا عاديًا يفتقر إلى الجودة.
عادةً ما يتحقق التعليم ذو الجودة عندما يكون المعلم ذكيًا ومدركًا لأساليب التدريس المتميزة، ويمتلك رصيدًا وافرًا من المعلومات والمهارات التي تفوق ما يمتلكه المتعلم. كما أن أسلوب المعلم يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الجودة.
تتحقق الجودة العالية في العملية التعليمية أيضًا من خلال قدرة المعلم على الإجابة على جميع تساؤلات المتعلم، مما يساعده على فهم المعلومة بشكل أعمق وإتقان المهارة بشكل أفضل، وبالتالي يصبح متميزًا عن غيره من المتعلمين.
المصادر والمراجع
- “Quality of Education”,ourworldindata
- “Concept of Education”,sciencedirect
- أسماء شاكر (12/10/2020)،”ما هي معايير جودة التعليم؟“،إي عربي