- جدول المحتويات
- مقدمة
- توضيح مفهوم الإيمان بالرسل
- الأهداف السامية من إرسال الرسل
- المسؤوليات الموكلة للرسل
- المصادر والمراجع
مقدمة
إن أركان الإيمان هي الأسس التي لا يصح إيمان المرء إلا بها، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. كما قال الله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ). وسنتناول في هذا المقال تفصيلاً للإيمان بالرسل وأهميته في الدين الإسلامي.
توضيح مفهوم الإيمان بالرسل
يُعد الإيمان بالرسل ركناً أساسياً من أركان الإيمان، وهو يعني التصديق المطلق والجازم بنبوة ورسالة الأنبياء والمرسلين، والإقرار بأنهم مبعوثون من الله -عز وجل-، وتصديقهم في كل ما أخبروا به عن الله، وأنهم قاموا بتبليغ رسالاته كاملة غير منقوصة للناس أجمعين. وتوجد الكثير من الأدلة في القرآن الكريم التي تؤكد على ضرورة الإيمان بالرسل والإقرار بنبوتهم، ومنها:
قال الله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).
كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً). هذه الآية الكريمة تبرز أهمية الإيمان بالرسل، وتجعله في مرتبة الإيمان بالله -تعالى-، وتشدد على ضرورة الإيمان بجميع رسل الله دون تفريق أو تمييز بينهم، أو الإيمان ببعضهم وإنكار الآخرين.
الأهداف السامية من إرسال الرسل
لقد أرسل الله -تعالى- الأنبياء والمرسلين للأمم والشعوب لأهداف وحكم عظيمة، تتجلى في:
- تعريف الناس بخالقهم وبيان أسمائه وصفاته العلى، وتأكيد حجتهم في وجوب الإيمان به بعد معرفته.
- تنظيم حياة الناس وتسيير أمورهم المختلفة، وذلك بتوضيح الحلال والحرام لهم.
- تعليم الناس كيفية عبادة الله والتقرب إليه، فبدون الرسل، كان كل إنسان سيخترع طريقة خاصة به للعبادة، مما يؤدي إلى الضلال والتخبط.
- إقامة العدل بين الناس؛ إذ أن البشرية منذ القدم عرفت الظلم والعدل، الحاكم والمحكوم، فجاء الرسل لتوحيد الناس تحت راية الإيمان بالله.
- تخليص المجتمعات من المعتقدات والموروثات الباطلة التي كانوا يعتقدونها، وتصحيح مسار تفكيرهم.
المسؤوليات الموكلة للرسل
عندما كلف الله -تعالى- الرسل بالنبوة، أوكل إليهم مهام ومسؤوليات عديدة، منها:
- تبليغ رسالة الله -تعالى- للناس كافة: كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). وتبليغ الرسالة يتطلب شجاعة وإخلاصاً؛ لأن الرسول يعلم أنه سيواجه معارضة وتكذيب من قومه.
- الدعوة إلى الله -تعالى-، وتوجيه الناس إلى كل ما فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.
- تبشير الناس وإنذارهم: فمن وظائف الرسل أن يبشروا المؤمنين بالجنة والمغفرة، وينذروا الكافرين والمعاندين بعذاب الله ونار جهنم.
- تزكية نفوس المؤمنين وتطهيرها: الرسل يبلغون أتباعهم بكل ما يزكي نفوسهم ويقربهم إلى الله، ويرشدونهم إلى الأعمال الصالحة التي ترفع درجاتهم عنده.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، آية: 177
- ابن باز، الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 7. بتصرّف.
- صالح الفوزان، الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، صفحة 177. بتصرّف.
- سورة النساء ، آية: 150
- أحمد الزاملي، الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة، صفحة 431. بتصرّف.
- سليمان العودة، شعاع من المحراب، صفحة 77-80. بتصرّف.
- سورة المائدة، آية: 67