جدول المحتويات
المنظور الإسلامي للخوف من الآتي
إنّ الشعور بالخوف من المستقبل هو مظهر طبيعي من مظاهر القلق الإنساني. لقد أقرّ الدين الإسلامي بأن الإنسان بطبعه يميل إلى الخوف. يشير القرآن الكريم إلى هذه الطبيعة البشرية في قوله تعالى:
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا
[المعارج: 19-21].
ومع ذلك، لم يترك الإسلام الإنسان فريسة لهذه المخاوف، بل وضع له أسساً ووسائل للتغلب عليها وتحقيق الطمأنينة.
سبل إدارة المخاوف في الإسلام
لتحقيق السكينة والراحة القلبية، وتجنب الخوف والقلق بشأن المستقبل، يجب على المسلم أن يحرص على الأمور التالية:
- حسن الظن بالله: يجب على المسلم أن يعلم أن المستقيم على طريق الله لا ينبغي له أن يحزن أو ييأس أو يخاف من شيء لم يأت بعد. طالما أنه متمسك بتعاليم الإسلام ويتبع أوامر الله، فإن كل ما يأتيه سيكون خيرًا بإذن الله.
-
تجنب اليأس والقنوط: يجب على المسلم أن يتجنب اليأس والقنوط من رحمة الله، فهما صفتان تقترنان بالكفر والضلال. وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في قوله:
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
[يوسف: 87]. - ذكر الله: إنّ ذكر الله تعالى والأنس به يجلب الطمأنينة والراحة للقلوب، ويملأ النفس بالسعادة والرضا.
- المحافظة على الفرائض والنوافل: يجب على المسلم أن يحافظ على أداء الفرائض والسنن، وأن يكثر من أعمال الخير، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله.
- الإيمان بالله: الإيمان نعمة عظيمة تسكن قلوب الخائفين وتملأها بالأمل والطمأنينة. اللجوء إلى الله هو الحل الأمثل للتخلص من الخوف من المستقبل.
- الرضا بقضاء الله: يجب على المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يؤمن بأن الله هو الأعلم بمصلحة عباده.
- الشكر على النعم: يجب على المسلم أن يشكر الله على كل ما أنعم به عليه، سواء في السراء أو الضراء.
- الثقة بحكمة الله: يجب على المسلم أن يثق بحكمة الله ورحمته، وأن يعلم أنه لا يختار لعباده إلا الخير.
إرشادات نبوية للتغلب على الخوف
تتضمن السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تساعد المسلم على التغلب على خوفه من المستقبل، ومنها:
-
عن صهيب بن سنان الرومي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه السلام-:
عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له
[رواه مسلم]. -
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال -عليه السلام-:
يا فُلانُ إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنَّكَ إنْ مُتَّ في لَيْلَتِكَ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ أجْرًا
[رواه البخاري].
المراجع
- القرآن الكريم، سورة المعارج، الآيات 19-21.
- صحيح مسلم.
- صحيح البخاري.