مقدمة عامة
يمثل جهاز المرأة التناسلي نظامًا معقدًا من الأعضاء التي تعمل بتناغم لتمكين عملية التكاثر. يتكون من أعضاء داخلية وخارجية، وفي بعض الأحيان، يدرج الثدي ضمن مكوناته. هذا النظام، رغم تعقيده، مصمم بدقة للتعاون مع أجهزة الجسم الأخرى لإنجاز وظيفة التكاثر، وهي عملية حيوية تميز الكائنات الحية، وتضمن استمرار الأنواع ومنع انقراضها. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الجهاز التناسلي ليس ضروريًا لبقاء الفرد على قيد الحياة، على عكس الأجهزة الأخرى.
أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي
ينقسم الجهاز التناسلي للمرأة إلى قسمين رئيسيين: الأعضاء التناسلية الداخلية والأعضاء التناسلية الخارجية.
الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي
تقع الأعضاء التناسلية الداخلية داخل الحوض وتشمل المهبل، والرحم، وقناتي فالوب، والمبايض.
المهبل: التركيب والوظيفة
المهبل هو قناة عضلية مرنة تمتد من عنق الرحم إلى الخارج. يبلغ طوله حوالي 10 سنتيمترات. يعتبر المهبل مدخل الجهاز التناسلي الأنثوي، ويستقبل الحيوانات المنوية أثناء الجماع، كما أنه يمثل قناة الولادة أثناء الولادة الطبيعية، حيث يتمدد ليسمح بخروج الجنين.
الرحم: دوره وأقسامه
الرحم هو عضو عضلي على شكل كمثرى مقلوبة، يتصل بالمهبل من الأسفل وبقناتي فالوب من الجانبين. يتميز الرحم ببطانة سميكة وجدران عضلية قوية، حيث تحتوي عضلاته على أقوى العضلات في جسم الأنثى. تكمن أهمية هذه العضلات في قدرتها على التمدد والتقلص لاستيعاب نمو الجنين خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى المساعدة في دفع الجنين للخارج أثناء الولادة. يبلغ طول الرحم في الوضع الطبيعي 7.5 سنتيمتر، وعرضه 5 سنتيمترات.
ينقسم الرحم إلى ثلاثة أجزاء:
- عنق الرحم: الجزء السفلي الذي يربط الرحم بالمهبل.
- جسم الرحم: المكان الطبيعي لانغراس الكيسة الأرومية التي ستتطور إلى جنين.
- قاع الرحم: الجزء العلوي الذي يعلو نقاط التقاء قناتي فالوب بالرحم.
تُعرف الطبقة الداخلية من جدار الرحم ببطانة الرحم، وهي الطبقة التي يتخلص منها الجسم دوريًا في نهاية كل دورة شهرية إذا لم يتم تخصيب البويضة. أما في حالة تخصيب البويضة، فإنها تنغرس في جزء من هذه البطانة وتبقى هناك حتى نهاية الحمل. أما الطبقة الوسطى الكبيرة من الرحم فتسمى عضل الرحم، وتتكون من مجموعة متشابكة من العضلات التي تساعد على إخراج الطفل عبر قناة الولادة من خلال الانقباض بشكل إيقاعي منتظم.
قنوات فالوب: طريق البويضات
يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على قناتين ضيقتين متصلتين بالجزء العلوي من الرحم، وتسمى قنوات فالوب. يبلغ طول كل قناة حوالي 10-13 سنتيمتر. تمثل قنوات فالوب ممرات لانتقال البويضات من المبيضين إلى الرحم. تحتوي القناة على امتدادات تشبه الأصابع تسمى الخمل أو الهدب، وتظهر على شكل قمع في نهاية كل قناة. تقوم هذه الخمل بتوجيه البويضة المحررة من المبيض نحو الفتحة الكبيرة في قناة فالوب، ثم تساعد الأهداب (بروزات صغيرة تشبه الشعيرات) وعضلات جدار القنوات على دفع البويضة للأسفل تجاه الرحم. عادةً ما تتم عملية إخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي داخل قناة فالوب، ثم تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم لتنغرس في بطانة الرحم.
المبيضان: مصدر الهرمونات والبويضات
يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على مبيضين، وهما غدتان تناسليتان صغيرتا الحجم بيضاوية الشكل. يقع المبيضان على جانبي الرحم ويتصلان به عن طريق رباط المبيض. تبرز أهمية المبيضين في إنتاج الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجسترون) وتخزين البويضات حتى تنضج وتتحرر خلال عملية الإباضة.
الأعضاء الخارجية للجهاز التناسلي
تشمل الأعضاء التناسلية الخارجية منطقة العانة، والشفران الكبيران، والشفران الصغيران، والبظر.
الفرج: المكونات والوظيفة
تُعرف الأعضاء التناسلية الخارجية مجتمعة بالفرج، وتقع في منطقة العانة. تكمن أهمية الأعضاء التناسلية الخارجية في حماية الأعضاء التناسلية الداخلية من الإصابة بالكائنات الدقيقة المسببة للعدوى، وتمكين الحيوانات المنوية من دخول الجسم.
منطقة العانة: الخصائص والأهمية
تقع منطقة العانة أو النتوء العاني اللحمي فوق الجزء العلوي من فتحة المهبل. تغطي الأنسجة الدهنية السمينة المتشكلة على هيئة هضبة مستديرة عظم العانة. تتميز هذه المنطقة باحتوائها على غدد دهنية مسؤولة عن إفراز مواد كيميائية تعرف بالفيرمونات، ترتبط بالانجذاب الجنسي. يبدأ الشعر في تغطية هذه المنطقة خلال مرحلة البلوغ.
الشفران الكبيران: الحماية والتركيب
يحيط الشفران الكبيران بالأعضاء التناسلية الخارجية الأخرى بهدف حمايتها والحفاظ عليها. يحتوي الشفران الكبيران على غدد عرقية وغدد دهنية. يبدأ الشعر بالظهور على جلد الشفران الكبيران خلال مرحلة البلوغ كما هو الحال في منطقة العانة.
الشفران الصغيران: الحساسية والوظيفة
يقع الشفران الصغيران داخل الشفران الكبيران، ويحيط الشفران الصغيران بالفتحات الجسمية المؤدية إلى المهبل والإحليل. الإحليل هو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم. جلد الشفرين الصغيرين حساس للغاية ويمكن أن يصاب بالانتفاخ والتهيج بسهولة.
غدة بارتولين: الترطيب والإفراز
تقع غدة بارتولين أو الغدد الدهليزية الكبيرة إلى جانب فتحة المهبل، وهي المسؤولة عن إنتاج الإفرازات السائلة المخاطية.
البظر: مركز الإحساس
البظر هو نتوء صغير وحساس للغاية يقع في منطقة التقاء الشفرين الصغيرين.
غشاء البكارة: الحقائق والخرافات
يُعرف الغشاء المخاطي الذي يقع في بداية الجهاز التناسلي وتحديدًا داخل فتحة المهبل مباشرةً بغشاء البكارة. وعلى الرغم من أنه يساهم في حماية الجهاز التناسلي إلا أن وجوده ليس ضروريًا للصحة. عادةً ما يحيط غشاء البكارة لدى الإناث العذارى فتحة المهبل مثل حلقة ضيقة ومشدودة، كما قد يغطي الفتحة بالكامل في بعض الأحيان. قد يتمزق الغشاء خلال أول محاولة للجماع، بينما قد لا يحدث التمزق في أول جماع في حال كان الغشاء رخواً وليناً. غياب غشاء البكارة لا يعني بالضرورة فقدان العذرية، حيث إنه قابل للتمزق عند التعرض لإصابة في منطقة الحوض أو الأنشطة الرياضية أو فحص الحوض، وقد يتمزق الغشاء نتيجة الولادة أحيانًا.
الثدي والغدد اللبنية: التكوين والوظيفة
يعتبر الثدي من الأعضاء التابعة للجهاز التناسلي الأنثوي في كثير من الأحيان، وذلك لدوره المهم في تزويد الطفل الرضيع بالحليب بعد الولادة.
تتضمن المكونات الخارجية الأساسية للثدي:
- حلمة الثدي: المنطقة المستديرة التي تشكل الجزء الخاص بخروج الحليب من الثدي لتغذية الرضيع.
- هالة حلمة الثدي: المنطقة الدائرية المحيطة بالحلمة والتي تظهر كأنها مصبوغة بلون مميز عن الجلد.
- أنسجة الثدي: المساحة الموجودة في منطقة الصدر والتي تتكون من أنسجة دهنية، وأنسجة عضلية، وأربطة، وشبكة معقدة من الأوعية الدموية والغدد.
تُعد الدهون المكون الأساسي للثدي من الداخل، حيث إن حجم الثدي يعتمد على كمية الدهون الموجودة فيه، ولكن تجدر الإشارة إلى أن كمية الحليب التي يستطيع الثدي إنتاجها لا تعتمد ولا تتناسب مع حجم الثدي.
تتضمن المكونات الداخلية الأساسية للثدي:
- الأسناخ: خلايا إفراز الحليب، والتي تتجمع معًا على شكل عناقيد داخل الثدي.
- القنوات الناقلة للبن: قنوات خاصة تنقل حليب الثدي من خلالها إلى سطح الحلمة وتفتح هناك لتغذية الطفل الرضيع.
- فصيصات الثدي: مجموعة الحويصلات أو الأسناخ التي تفرز الحليب بالثدي.
- غدد الثدي: الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب داخل الثدي.
تنظيم الجهاز التناسلي: الآلية الهرمونية
تتحكم أجزاء مختلفة من الجسم بوظائف الجهاز التناسلي الأنثوي وعمليات النمو والتطور المرتبطة به. تتواصل هذه الأجزاء وتتفاعل مع بعضها البعض من خلال إفراز الهرمونات، وهي مواد كيميائية تعمل كرسائل متنقلة في الجسم.
أهم الأجزاء التي تتحكم بالجهاز التناسلي الأنثوي:
- منطقة تحت المهاد: تلعب دورًا مهمًا في تنسيق عمليات التواصل بين الأعضاء التناسلية، والغدة النخامية، والغدة الكظرية لتنظيم عمل الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تنتج الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية.
- الغدة النخامية: يقع في قاعدة الدماغ تحديدًا أسفل منطقة الوطاء مباشرةً. يعمل الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية الذي تم إفرازه من منطقة تحت المهاد على تحفيز الغدة النخامية لإنتاج الهرمونات الخاصة بها، وهي؛ الهرمون المُلوتن أو الهرمون المنشط للجسم الأصفر، والهرمون المنبه للجريب.
- المبيضين: يحفز الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب (المفرزان من قبل الغدة النخامية تحت تأثير منطقة تحت المهاد) المبيضين لإنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية وبعض الهرمونات الجنسية الذكرية.
- الغدة الكظرية: تقع أعلى الكليتين، وتنتج كميات قليلة من الهرمونات الجنسية الأنثوية والذكرية.
وظائف النظام التناسلي للمرأة
تتمثل أهمية الجهاز التناسلي الأنثوي في القيام بالعديد من الوظائف المهمة لجسم المرأة وحياتها، وأبرزها؛ إنتاج الأمشاج الأنثوية أو البويضات، وإفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، وممارسة الجماع، وتوفير موقع لإخصاب البويضة، وتأمين بيئة مناسبة لحمل الجنين إن حدث الإخصاب، بالإضافة إلى ولادة الطفل، وإرضاعه من حليب الثدي بعد الولادة.
معظم النساء يمكن لهن الحمل ابتداءً من سن البلوغ، وهو السن الذي تبدأ فيه دورة الحيض الشهرية لدى الإناث، وتبقى النساء قادرات على الحمل والولادة طوال سنوات الإنجاب التي تمتد من سن البلوغ وحتى الوصول إلى سن اليأس، وهو السن الذي تتوقف فيه دورة الحيض لدى الإناث.
إنتاج البويضات: آلية الإباضة
تولد الأنثى وفي مبيضيها ما يقارب مليون أو أكثر من البويضات غير الناضجة، ويمثل هذا العدد كامل البويضات التي يمكن للأنثى أن تُنضِجها وتُخرِجها من المبيض خلال فترة حياتها. عادةً ما تبدأ بويضة واحدة شهريًا بالنضوج والخروج من المبيض بعد وصول الأنثى سن البلوغ، وهو السن الذي تبدأ فيه دورة الحيض الشهرية لدى الأنثى.
تُعرف العملية الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة وتتضمن إطلاق وتحرير بويضة واحدة من أحد المبيضين شهريًا بالإباضة. هذه البويضة يمكنها أن تعيش لمدة 24 ساعة فقط، بينما يمكن للحيوانات المنوية الذكرية بعد الجماع أن تعيش في قناة فالوب لمدة تصل إلى 7 أيام.
في حال التقت الحيوانات المنوية الذكرية بالبويضة وقامت بتخصيبها يحدث الحمل، وفي حال لم تحدث الإباضة لدى الأنثى فحينها لن تتمكن من الحمل. يتم أحيانًا إطلاق أكثر من بويضة واحدة خلال فترة الإباضة، وهذا ما يزيد من احتمالية حدوث الحمل المتعدد مثل التوائم في حال تم تخصيب أكثر من بويضة معًا.
تستمر عملية الإباضة لدى الأنثى حتى تصل إلى سن اليأس أو سن انقطاع الطمث، والذي يكون في الغالب على عمر اثنين وخمسين عامًا، وفي هذه المرحلة تكون الهرمونات في مستويات منخفضة غير قادرة على دعم الدورة الشهرية، وتكون المرأة قد استنفدت جميع البويضات القابلة للنمو تقريبًا.
الدورة الشهرية: التغيرات والتنظيم
تمثل الدورة الشهرية سلسلة من التغيرات الطبيعية التي يمر بها جسم المرأة بشكل دوري استعدادًا لاحتمالية حدوث حمل. يتم احتساب الدورة الشهرية من اليوم الأول في فترة الحيض الواحدة (وقت نزول الدم كل شهر) وحتى اليوم الأول في فترة الحيض التي تليها.
تختلف مدة الدورة الشهرية بين النساء، حيث يمكن أن يبدأ تدفق الحيض كل 21-35 يومًا، ويمكن أن تستمر فترة الحيض (نزول الدم) من يومين وحتى سبعة أيام. هناك اختلافات أخرى تعتبر طبيعية يمكن أن ترتبط بالدورة الشهرية؛ فقد تكون الدورة منتظمة وتبدأ بنفس الوقت تقريبًا من كل شهر وقد تكون غير منتظمة قليلًا، وقد تكون فترة الحيض خفيفة أو غزيرة، وقد تكون مؤلمة أو غير مصحوبة بألم.
يُصاحب عملية الإباضة الشهرية حدوث مجموعة من التغييرات الهرمونية اللازمة لتحضير رحم الأنثى لاستقبال الحمل المحتمل. في حال لم يتم تخصيب البويضة يتخلص الجسم من بطانة الرحم عبر المهبل بطريقة طبيعية، وهو ما يشكل نزول دم الدورة أو فترة الحيض.
قد تلاحظ الأنثى خلال السنوات القليلة الأولى من بدء الحيض أن تكون مدة الدورة الشهرية طويلة، وهذا شائع للغاية، ولكن مع التقدم في العمر تصبح الدورة الشهرية أقصر بعض الشيء وأكثر انتظامًا. تعود مشكلة عدم انتظام الدورة بشكل واضح عند الاقتراب من سن اليأس.
تمثل الدورة الشهرية الأخيرة للمرأة فترة انقطاع الطمث، والتي تحدث عادةً بين سن 45 و55 عامًا، بحيث يكون متوسط سن اليأس 51-52 عامًا.
الإخصاب والحمل: المراحل والعمليات
تحتاج البويضة إلى حيوان منوي واحد حتى تتم عملية الإخصاب. تحتوي كمية قليلة من السائل المنوي الذي يقذفه الرجل على عدد كبير من الحيوانات المنوية، حيث تستقر كمية تقدر بحوالي 1.5 إلى 6 ملليلترات فقط من السائل المنوي في المهبل، بينما يكون عدد الحيوانات المنوية في هذا السائل تتراوح ما بين 75-900 مليون حيوان منوي.
تسبح هذه الحيوانات المنوية من المهبل تجاه قناة فالوب، وبالتالي في حال تم الجماع خلال أيام الإباضة الخاصة بالمرأة قد يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة ويتم التخصيب. بعد حوالي أسبوع من الإخصاب تصبح البويضة المخصبة أو الملقحة كيسة أرومية متعددة الخلايا، وهي عبارة عن كرة مجوفة من الخلايا ممتلئة بالسائل من الداخل وبحجم رأس الدبوس تقريبًا.
يزيد هرمون الإستروجين سمك بطانة الرحم ويضمن امتلاءها بالدم، كما يحافظ هرمون البروجسترون على سمك بطانة الرحم الممتلئة بالدم، وذلك بهدف السماح للكيسة الأرومية بالالتصاق بالرحم وامتصاص العناصر الغذائية منه. تُعرف العملية سابقة الذكر بالانغراس.
الإرضاع: إنتاج وإفراز الحليب
يُقصد بالإرضاع عملية إنتاج وإفراز الحليب لتغذية الطفل الرضيع. تتحكم الهرمونات في جسم الأم بعملية إنتاج حليب الثدي وإفرازه.
- هرمون البرولاكتين: يبدأ إنتاج الحليب في جسم المرأة قبل الولادة بتحفيز من هرمون البرولاكتين، وتستمر عملية إنتاج الحليب بعد ولادة الطفل مع استمرار الرضاعة الطبيعية للطفل؛ حيث ينتج جسم المرأة المزيد من هرمون البرولاكتين استجابة لعملية رضاعة الطفل من حلمة الثدي. يتوقف إنتاج البرولاكتين والحليب بعد فترة قصيرة من فطام الرضيع.
- هرمون الأوكسيتوسين: يتحكم هرمون الأوكسيتوسين في إفراز حليب الثدي الذي تم إنتاجه، وبنفس الآلية ينتج جسم المرأة المزيد من هرمون الأوكسيتوسين استجابة لعملية رضاعة الطفل من حلمة الثدي، وبذلك يستمر إفراز الحليب في حال كان الطفل يرضع من ثدي والدته بشكل فعال.
الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة
يمكن أن تتعرض المرأة لمجموعة متنوعة من الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي، مما يؤثر على الصحة الإنجابية والعامة. هذه الأمراض تتراوح بين المشاكل البسيطة التي يمكن علاجها بسهولة، إلى الحالات الأكثر خطورة التي تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا.
مشاكل الفرج والمهبل: أنواع وأسباب
فيما يأتي أبرز المشاكل المتعلقة بالفرج والمهبل:
- التهاب الفرج والمهبل: يمكن أن تتضمن أعراض التهاب الفرج والمهبل الاحمرار والحكة في منطقة المهبل والفرج، والإفرازات المهبلية أحيانًا. قد تنتج مشكلة التهاب الفرج والمهبل عن المواد المسببة للتهيج مثل صابون غسيل الملابس أو استخدام أحواض الاستحمام المليئة بالصابون وفقاعاته، وقد تنتج عن سوء النظافة الشخصية مثل استخدام أسلوب التنظيف الخاطئ بعد إخراج البراز من خلال مسح المنطقة من الخلف للأمام، وقد تنتج عن فرط نمو الفطر الموجود بشكل طبيعي في منطقة المهبل والمعروف بالمبيضة.
- نزف الدم المهبلي غير الطبيعي: أو نزف الدم المهبلي غير المرتبط بالحيض الاعتيادي. تتنوع أسباب هذه المشكلة ولكن يعد وجود جسم غريب داخل المهبل هو السبب الأكثر شيوعًا لها، وذلك مثل وجود ورق الحمام داخل المهبل، وقد تحدث هذه المشكلة نتيجة وجود قيلة إحليلية أو تدلي إحليل الأنثى؛ حيث تظهر كتلة صغيرة من الأنسجة حلقية الشكل وسريعة النزف بسبب بروز أغشية الإحليل المخاطية تجاه المهبل، كما قد تنتج المشكلة عن التعرض لإصابة مثل السقوط على عارضة الجمباز أو هيكل الدراجة، وقد تحدث نتيجة التعرض لرضح المهبل أثناء الاعتداء الجنسي.
- الالتصاقات الشفوية: تحدث هذه الحالة عادةً عند الرضيعات والفتيات الصغيرات دون ظهور أعراض غالبًا؛ حيث يلتصق الشفران معًا من الخط المتوسط بينهما. قد تؤدي هذه الحالة إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية، وفي بعض الأحيان يتم استخدام كريم الإستروجين الموضعي للمساهمة في فصل الشفرين عن بعضهما.
مشاكل المبيضين وقنوات فالوب: التشخيص والعلاج
فيما يأتي بيان لأهم المشاكل المتعلقة بالمبيضين وقناتي فالوب:
- الحمل المنتبذ: أو الحمل خارج الرحم، ويحدث عندما تنمو البويضة المخصبة بشكل سريع داخل قناة فالوب، بدلاً من الانتقال إلى الموقع الطبيعي للنمو وهو الرحم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابة المرأة بألم شديد في منطقة البطن. تستدعي هذه الحالة مراجعة الطبيب على الفور لا سيما أن إجراء عملية جراحية قد يكون أمرًا ضروريًا.
- الانتباذ البطاني الرحمي: تنتج هذه الحالة عن نمو الأنسجة الخاصة بالرحم في مناطق أخرى مثل المبيضين، أو قناتي فالوب، أو أجزاء أخرى من تجويف الحوض، ويمكن أن تسبب هذه المشكلة نزيفًا دمويًا غير طبيعي، بالإضافة إلى المعاناة من دورات حيض مؤلمة، والشعور بآلام عامة في منطقة الحوض.
- أكياس المبيض: وهي أكياس أو حويصلات ممتلئة بالمواد السائلة أو شبه الصلبة، وتعد هذه الحالة شائعة وغير مؤذية بشكل عام، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، ولكنها تصبح مشكلة طبية تحتاج إلى علاج في حال نمت وكبر حجمها وبدأت تضغط على الأعضاء المحيطة بالمبيض مسببة ألمًا في منطقة البطن، وحينها قد يصف الطبيب حبوب منع الحمل لتغيير طبيعة نموها، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالتها في بعض الحالات.
- متلازمة تكيس المبايض: أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وتمثل هذه الحالة اضطرابًا هرمونيًا ناتجًا عن زيادة كمية الهرمونات الذكرية التي ينتجها المبيض، الأمر الذي يؤدي إلى تضخم المبيضين وتكون العديد من الكيسات أو الأكياس المملوءة بالسوائل، وعادةً ما تبدأ هذه الكيسات بالظهور خلال مرحلة المراهقة. قد تحتاج هذه المشكلة إلى العلاج باستخدام أدوية تعيد توازن الهرمونات وتنظم دورة الحيض الشهرية، وذلك بناءً على طبيعة الحالة وشدتها.
- التواء المبيض: قد يحدث التواء في المبيض نتيجة وجود مرض معين أو خلل في نمو وتطور المبيض، ويؤدي هذا الالتواء إلى منع تدفق الدم بشكل طبيعي في الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية المبيض. يعد ألم أسفل البطن من أكثر الأعراض الشائعة لهذه المشكلة، وفي الغالب يتم علاجها جراحيًا.
- أورام المبيض: تعاني الإناث المصابات بأورام المبيض من آلام البطن، بالإضافة إلى الإحساس بكتل في منطقة البطن يمكن لمسها باليد. تعتبر هذه المشكلة نادرة الحدوث، وقد تحتاج إلى عملية جراحية لإزالة الورم.
اضطرابات الدورة الشهرية: الأعراض والأسباب
تتنوع المشاكل المرتبطة بالدورة الشهرية لدى الإناث، وتتضمن ما يأتي:
- عسر الطمث: ويُقصد به معاناة المرأة من الألم خلال فترات الحيض الشهرية.
- غزارة الطمث: ويتمثل بمعاناة المرأة من غزارة النزيف الدموي خلال فترة الحيض الشهرية على غير العادة.
- قلة الطمث: ويشمل غياب فترات الحيض الشهرية أو قلة عدد الدورات لدى المرأة، وذلك بالرغم أنها كانت تشهد فترات حيض طبيعية سابقًا، وذلك بعد استبعاد وجود حمل حاليًا.
- احتباس الطمث: أو انقطاع الطمث الأولي، ويشمل توقف فترات الحيض الشهرية لأسباب غير الحمل علمًا بأنها كانت طبيعية قبل ذلك، أو عدم بدء نزول دم الحيض الشهري للفتاة حتى بلوغها سن 16 عامًا أو بعد ثلاث سنوات من وصولها سن البلوغ، أو عدم ظهور أي علامات للبلوغ عند وصولها لسن 14 عامًا.
التهابات الجهاز التناسلي الأنثوي: الوقاية والعلاج
تتمثل أهم أنواع عدوى الجهاز التناسلي الأنثوي بالأمراض المنقولة جنسيًا أو كما تسمى أحيانًا العدوى المنقولة جنسيًا. تنتقل هذه الأمراض من فرد إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي في أغلب الحالات، وتتضمن مرض التهاب الحوض، وفيروس عوز المناعة البشرية المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة المعروفة بالإيدز، وفيروس الورم الحليمي البشري، والزهري، والمتدثرة، والسيلان، والهربس التناسلي.
إرشادات للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي
توجد العديد من الإجراءات الصحية التي تساهم في الوقاية من الإصابة ببعض أمراض الجهاز التناسلي للمرأة، ومن أهمها ما يأتي:
- إجراء بعض الفحوصات الطبية من حين إلى آخر بحسب توجيهات الطبيب المختص، وذلك مثل اختبار مسح عنق الرحم أو لطاخة عنق الرحم.
- الحفاظ على نظافة منطقة المهبل، وذلك باستخدام أنواع الصابون اللطيف على البشرة وغير المعطر، مع ضرورة الانتباه إلى غسل المنطقة جيدًا بالماء بعدها.
- مسح المنطقة من الأمام إلى الخلف بعد استخدام دورة المياه، وذلك لتجنب نقل العدوى البكتيرية أو عدوى الخمائر الفطرية من فتحة الشرج إلى المهبل أو المسالك البولية.
- اختيار الملابس الداخلية القطنية، والتي تساعد على بقاء المنطقة التناسلية جافة ولا تحتفظ بالدفء والرطوبة.
- الحرص على تبديل الفوط الصحية والسدادات القطنية عدة مرات خلال اليوم.
- تجنب استخدام المواد التي قد تؤثر بشكل سلبي في التوازن الطبيعي للكائنات الحية الموجودة في المهبل، وذلك مثل الدش المهبلي، أو السدادات القطنية المزيلة للعرق، أو البخاخات النسائية، أو المساحيق، أو العطور.
المراجع
- Jennifer Knudtson and Jessica E. McLaughlin (1-4-2019),”Overview of the Female Reproductive System”،www.msdmanuals.com, Retrieved 9-9-2020. Edited.
- Aurora M Miranda (24-9-2018),”Female Reproductive Organ Anatomy”،www.emedicine.medscape.com, Retrieved 9-9-2020. Edited.
- “reproduction”,www.britannica.com, Retrieved 11-8-2022. Edited.
- “The Reproductive System”,www.encyclopedia.com