نصائح قيمة حول الإحسان إلى الوالدين

أهمية منزلة الوالدين

إنّ الوالدين هما أساس وجودنا في هذه الحياة، وهما سرّ سعادتنا ورضانا. لقد جعلهما الله سبحانه وتعالى بابًا من أبواب الجنة، وفرصة عظيمة لنيل رضاه ورحمته. فما أعظم أن يغتنم الإنسان هذه الفرصة الثمينة قبل فوات الأوان!

يجب أن يعلم الابن أنّ مهما بذل من جهد وعطاء لوالديه، فلن يستطيع أن يرد ولو جزءًا يسيرًا من فضلهما عليه. فالأم حملت وولدت وأرضعت وسهرت الليالي، والأب تعب وكدّ وسعى لتوفير سبل العيش الكريم لأبنائه.

إنّ إرضاء الوالدين هو أسهل طريق لإرضاء الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى قرن حقه بحقهما، وجعل برهما من أعظم القربات إليه.

قال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ (الإسراء: 23).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “والله لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر.”

ويجب على الابن أن يظهر التودد لوالديه، وأن يسعى لإدخال السرور إلى قلبيهما بكل ما يحبانه منه، وأن يتجنب كل ما يغضبهما أو يحزنهما.

لا ينبغي للابن أن يتضجر منهما ولو بكلمة “أف”، بل يجب عليه الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتهما باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: احذروا دعاء الوالدين، فإنّ في دعائهما النماء، والانجبار، والاستئصال، والبوار.

وذكر أنّ رجلاً من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوّف بها حول البيت، وهو يقول: إنّي لها بعيرها المدلل، إذا ذعرت ركابها، لم أذعر، وما حملتني أكثر، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة.

كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة، إلا العقوق، فإنّه يعجّل له في الدنيا، وكما تدين تدان.

برّ الوالدين طريق لدخول الجنة، وإذا تريد أن يبرك أبناؤك فبرّ والديك.

أدعية للوالدين

الدعاء للوالدين من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقدمها الابن لهما، سواء كانا على قيد الحياة أو بعد وفاتهما. فالدعاء يرفع درجتهما في الجنة، ويغفر لهما ذنوبهما، ويجعل قبرهما روضة من رياض الجنة.

اللهم وما تلونا من تلاوةٍ فزكّيتها، وما صلينا من صلاة فتقّبلتها، وما تصدقنا من صدقةٍ فنميتّها، وما عملنا من أعمالٍ صالحةٍ فرضيتّها، فنسألك اللهم أن تجعل حظهم منها أكبر من حظوظنا، وقسمهم منها أجزل من أقسامنا، وسهمهم من ثوابها أوفر من سهامنا، فإنّك وصيتنا ببرهم، وندبتنا إلى شكرهم، وأنت أولى بالبر من البارّين، وأحق بالوصل من المأمورين.

اللهم اغفر لوالداي، وارحمهما، وعافهما، واعف عنهما، وأكرم نزلهما، ووسع مدخلهما، وأغسلهما بالماء والثلج والبرد، ونقهما من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلهما داراً خيراً من دارهما، وأهلاً خيراً من أهلهما، وأدخلهما الجنّة بغير حساب، وأعذهما من عذاب القبر، اللهم واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم مد لهما في قبرهما مد بصرهما، اللهم أنزل على قبرهما الضياء، والنور، والفسحة، والسرور، اللهم أفسح لهما في قبرهما ونوّر لهما فيهما برحمتك يا أرحم الرحمين.

اللهم وفقنا، ووفق أزواجنا، وأولادنا لبرّ والدينا، وارزق والدينا حب أزواجنا وأولادنا، اللهم ردنا إلى والدينا رداً جميلاً، اللهم لا تجعلنا ممن يرفع عليهم يداه أو يرفع عليهما صوته، اللهم من كان بين والدينا مهموماً ففرج همه، ومن كان منه مديوناً ففك دينه، ومن كان منهم مريضاً فرد له عافيته، اللهم اجعل والدينا من أسعد السعداء، اللهم لا تجمع لهم بين حزن الدنيا وشقاء الآخرة، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم رحماك رحماك يا الله، وارزقنا وإياهم حسن الخاتمة، اللهم لا تحزنا بوالدينا، اللهم اجعلنا ذخراً لوالدينا، يا رب العالمين بعد وفاتهم بصلاحنا وصلاتنا وصدقاتنا، اللهم وأقرّ أعينهما بما يتمنياه لنا في الدنيا.‎

اللهم أرضِّ والديّنا علينّا، اللهم ولا تتوافّاهما إلّا وهما راضيان عنّا تمام الرضى، اللهم وأعنّا على خدمتهما كما يبغي لهما علينّا، اللهم اجعلنا بارّين طائعين لهما، اللهم ارزقنا رضاهما، ونعوذ بك من عقوقهما، اللهم ارزقنا رضاهما، ونعوذ بك من عقوقهما، اللهم ارزقنا رضاهما، ونعوذ بك من عقوقهما، الّلهم آمين.

اللهم اجعل أمي ممن تقول لها النار: أعبري فإنّ نورك أطفأ ناري، وتقول لها الجنّة: أقبلي فقد اشتقت إليك قبل أن أراك.

أقوال مأثورة عن بر الوالدين

هناك العديد من الأقوال والحكم التي تحث على بر الوالدين وتبيّن فضله وأهميته في الحياة.

• قلب الأم هوَّة عميقة ستجد المغفرة دائماً في قاعها.
• الأم تحب من كل قلبها، والأب يحب بكل قوّته.
• الأب كنز، والأخ سلوى، والصديق كلا الإثنين.
• من قال أفٍ فقد عقَّ والديه، فكيف بمن قال أعظم من ذلك، وكيف بمن قاطعهما أو أساء إليهما.
• إذا جَعلك والديك أميراً مُدللاً في صِغرك، فَاجْعلْهُم مُلوكاً في كِبرك.
• طيبة الأب أعلى من القمم، وطيبة الأم أعمق من المحيطات.
• أب واحد خير من عشرة مربّين.