نشأة وتكوين الصخور النارية

شرح لعملية نشأة الصخور النارية، وأنواعها المختلفة، والعوامل المؤثرة في تكوينها. نظرة على صخور البلوتونيك والبركانية وشبه البركانية.

مقدمة

تعتبر الصخور النارية من المكونات الأساسية للقشرة الأرضية، حيث تشكل جزءاً كبيراً من تركيبها. وتتميز هذه الصخور بخصائص فريدة تميزها عن الأنواع الأخرى من الصخور، مثل الصخور الرسوبية والمتحولة. فهم كيفية تشكل هذه الصخور وأنواعها المختلفة يساعدنا على فهم العمليات الجيولوجية التي شكلت كوكبنا.

كيف تنشأ الصخور النارية؟

تنشأ الصخور النارية نتيجة لتصلب وتبريد الصهارة (الماغما). الصهارة عبارة عن مادة صخرية منصهرة كلياً أو جزئياً، توجد في طبقة الضعف (Asthenosphere) تحت القشرة الأرضية على عمق يقدر بحوالي 60 كيلومتراً. نظراً لأن كثافة الصهارة أقل من كثافة الصخور الصلبة المحيطة بها، فإنها تميل إلى الارتفاع. قد تستقر الصهارة داخل القشرة الأرضية، أو قد تصل إلى سطح الأرض على شكل حمم بركانية. وعندما تبرد الصهارة أو الحمم البركانية، فإنها تتصلب وتتحول إلى صخور نارية. وتختلف خصائص الصخور النارية المتكونة باختلاف الظروف الفيزيائية والكيميائية المحيطة بعملية التبريد والتصلب.

ويمكن تشبيه هذه العملية بما ورد في القرآن الكريم، في قوله تعالى: “فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ” (الرحمن: 37)، حيث يصف القرآن الكريم حالة تشبه تدفق الصهارة وتغيرها.

تركيبة الصخور النارية

تتكون الصخور النارية من معادن متبلورة، وتشكلت من سوائل لزجة تتكون من عناصر ومركبات ذات درجة حرارة عالية للغاية. تتأثر عملية تشكيل الصخور النارية بعدة عوامل رئيسية، بما في ذلك التركيب الأصلي للصخور المنصهرة، وعملية التبريد. يتم تصنيف الصخور النارية بناءً على مظهرها الخارجي وتركيبها المعدني. يلعب المظهر الخارجي دوراً هاماً في تحديد ووصف العينات، وتقديم أدلة حول مكان تشكلها.

وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على أهمية دراسة الأرض وتكويناتها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”. (صحيح البخاري). وفهمنا لتكوين الصخور هو جزء من فهمنا لقدرة الله في خلقه.

أصناف الصخور النارية

تتعدد أنواع الصخور النارية، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف رئيسية:

  • صخور البلوتونيك (Plutonic Rocks)

    تتشكل هذه الصخور عندما تبرد المواد المنصهرة وتتصلب في جيوب داخل القشرة الأرضية. تتميز صخور البلوتونيك بحبيبات معدنية كبيرة وواضحة للعين المجردة، وذلك بسبب عملية التبريد البطيئة التي تحدث نتيجة لإحاطة المواد المنصهرة بصخور أخرى موجودة بالفعل.

  • الصخور البركانية (Volcanic Rocks)

    تتكون هذه الصخور نتيجة لتبريد المواد المنصهرة على سطح الأرض، سواء على شكل تدفقات بركانية أو في قاع المحيط. تتعرض الصخور البركانية لعملية تبريد أسرع من صخور البلوتونيك بسبب تعرضها للهواء أو الماء، مما يعيق تشكل البلورات الكبيرة، ويجعل فحصها بالعين المجردة صعباً، ويتطلب استخدام المجهر.

  • صخور ساب فولكانيك (Subvolcanic Rocks)

    تتشكل هذه الصخور نتيجة لتصلب المواد المنصهرة داخل القشرة الأرضية تحت ظروف متوسطة. تتميز صخور ساب فولكانيك بحجم حبيبات متوسط، وتمتلك ملمساً يجمع بين خصائص الصخور البلوتونية والبركانية.

المصادر

  1. Richard H. Jahns, Albert M. Kudo, “Igneous rock”, www.britannica.com
  2. “IGNEOUS ROCKS”, www.msnucleus.org
  3. Matt Williams (16-12-2015), “IGNEOUS ROCKS: HOW ARE THEY FORMED?”, www.universetoday.com
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كيفية نشأة وتكوين السلاسل الجبلية

المقال التالي

إبداع من الطين: دليل شامل لتشكيل الصلصال

مقالات مشابهة