نزول آية (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم): سياقات تاريخية وتفاسير

الظروف التاريخية لنزول الآية

تتناول هذه الآية الكريمة (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) [١] مسألة مهمة تتعلق بالصيام في الإسلام. وقد نزلت هذه الآية لتوضيح حكم الجماع مع الزوجات خلال ليالي شهر رمضان المبارك، بعدما واجه بعض الصحابة صعوبات في تطبيق أحكام الصيام.

قصة قيس بن صرمة الأنصاري ورحلة صيامه

يروى أن قيس بن صرمة، أحد الصحابة الكرام، كان شديد الحرص على الصيام، إلى درجة أنه كان يصوم نهاراً كاملاً دون طعام أو شراب، ثم ينام ليلاً دون إفطار. وفي يوم من أيام رمضان، أصابه إرهاق شديد نتيجة عمله طوال النهار، فنام قبل أن يفطر، ثم استيقظ مُنهكاً جداً. أخبرت زوجته النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، فنزلت الآية الكريمة.

حكاية عمر بن الخطاب والآية الكريمة

يُذكر أيضاً أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قد جامع زوجته في إحدى ليالي رمضان بعد غروب الشمس، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل، مستغفراً وتائباً إلى الله عز وجل. وقد ساهمت هذه الحادثة، إلى جانب قصة قيس بن صرمة، في نزول الآية لتبيان حكم الجماع في ليالي رمضان.

بيان معاني الآية الشريفة

تُفسر كلمة “الرفث” في الآية الكريمة بمعنى الجماع ومقدماته. [٥] وقد أُحلّ الجماع ليلاً للتخفيف على المسلمين، بعدما كان يُحرم في الليل كما يُحرم في النهار. [٧] وتؤكد الآية على الحاجة الطبيعية للزوجين لبعضهما، مُشبّهة الزوجين بـ”لباس” لكل منهما، أي ستر وحماية. [٨] كما تُبين الآية رحمة الله وعفوه عن عباده بإباحة ما كان محرماً سابقاً، وذلك لتخفيف المشقة عنهم.

كذلك، تذكر الآية أمر الله بإتمام الصيام حتى طلوع الفجر، وذلك بالتعبير البليغ عن الفرق بين الخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر. [٨] وتُحرم المباشرة خلال الاعتكاف في المساجد. [٥] وختاماً، تُشدّد الآية على ضرورة اتباع حدود الله وتقواه. [٨]

المصادر والمراجع

سيتم إضافة المراجع لاحقاً.