نبذة عن ذرية النبي محمد من الذكور

نظرة متعمقة في حياة أبناء النبي محمد من الذكور، ووفاتهم، وحكمة الله في ذلك.

فهرس المحتويات

الولد الأول للنبي الكريم
أبناء وبنات النبي محمد
وفاة أبناء النبي من الذكور
حكمة الله في وفاة أبناء النبي
المراجع

الابن الأكبر للنبي محمد من الذكور

يُعتبر القاسم، ابن السيدة خديجة رضي الله عنها، أكبر أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الذكور. وُلد قبل البعثة النبوية وتوفي وهو صغير. من الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن حمل اسمه وكنيته معاً، وهو نهي خاصّ بعهده كما ذهب إليه العديد من العلماء.[1] وقد كان ولادةً ووفاةً أول أبناء النبي صلى الله عليه وسلم.[2,3]

أثار موت القاسم ردود أفعال عدائية من قريش، حيث وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه “أبتر”، وهو وصف يُطلق على من لا ذرية له. ولكن الله سبحانه وتعالى ردّ على هذه الإساءة بقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.[4] وبذلك بيّن الله تعالى أن الأبتر الحقيقي هو من يعادي النبيّ وشريعته.[5]

الذرية المباركة للنبي محمد

أنعم الله سبحانه وتعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأربعة بنات وثلاثة أولاد. بناته هنّ: زينب، ورقية، فاطمة، وأم كلثوم. كانت زينب أكبرهنّ سناً، وفاطمة أصغرهنّ، وقد تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكانت أول آل البيت وفاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.[7] أما رقية وأم كلثوم، فقد تزوجتا من أبناء أبي لهب، ثم طلقا بعد نزول آية: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.[6] وتزوجت رقية بعد ذلك من عثمان بن عفان، وتزوج عثمان أم كلثوم بعد وفاة أختها بثلاث سنوات.[7]

أما أبناؤه الذكور، فهم القاسم وعبد الله وإبراهيم. كان عبد الله يُلقب بالطاهر والطيب، وقد توفي صغيراً.[8] وكان إبراهيم من السيدة مارية القبطية.[8]

رحيل أبناء النبي الكريم

توفي أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته موتاً طبيعياً. توفي القاسم وعبد الله في مكة قبل البعثة النبوية، بينما توفي إبراهيم في المدينة المنورة. وقد تزامنت وفاة إبراهيم مع كسوف الشمس، فظنّ بعض الناس أن الكسوف بسبب وفاته، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: ﴿إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، إِنَّهُمَا لا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا﴾.[9, 10]

حكمة الله في ابتلاء النبي بفقد أبنائه

يُدرك القارئ في السيرة النبوية أن الله سبحانه وتعالى ابتلى نبيه بفقد أولاده في طفولتهم. يُعد فقد الأبناء ابتلاءً شديداً، وقد جمع الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقد والديه في صغره وأولاده في كبره. من حِكم موت أبنائه الذكور في صغرهم، حفظ الأمة من فتنة ادّعاء النبوة من أبنائه، وتسلية قلوب من لم يرزقهم الله بالأبناء أو مات أبناؤهم. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشد الناس بلاءً، فقال: ﴿الأنبياءُ، ثُمَّ الأمثلُ فالأمثلُ، حَتَّى يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبٌ، ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ﴾.[11, 12]

المصادر والمراجع

  1. محمد سليمان المنصورفوري، كتاب رحمة للعالمين، دار السلام للنشر والتوزيع.
  2. ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتب العلمية.
  3. أبو بكر البيهقي، كتاب دلائل النبوة للبيهقي مخرجا.
  4. سورة الكوثر، آية 1-3.
  5. ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح.
  6. سورة المسد، آية 1.
  7. مجد الدين أبو السعادات، كتاب جامع الأصول، دار الفكر.
  8. محمد بن طه، كتاب الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية، دار ابن حزم.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية.
  11. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سعد بن أبي وقاص.
  12. إسلام ويب، “أبناء النبي صلى الله عليه وسلم”.
Total
0
Shares
المقال السابق

أوكتافيا سبنسر: رحلة نجمة هوليوود

المقال التالي

أولى أسماء الله الحسنى: بحث في أصل الكلمة ومعانيها

مقالات مشابهة