المحتويات:
مقدمة عن الشيخ ابن عثيمين
هو الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي، رحمه الله. وُلد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347 هـ الموافق 1929م في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية. يُعد الشيخ ابن عثيمين من أبرز علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، وقد ترك إرثًا علميًا غزيرًا، وأسهم في معالجة العديد من القضايا والمستجدات الفقهية.
مراحل التكوين والنشأة
ترعرع الشيخ في كنف أسرة ذات وضع مادي معتدل. كان والده يعمل في مجال التجارة بين الرياض وعنيزة قبل أن يستقر في الأخيرة. لاحقًا، عمل الوالد في دار الأيتام حتى وفاته. وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين ذات مرة عما إذا كان قد مارس التجارة جنبًا إلى جنب مع طلبه للعلم، فأجاب بالنفي، موضحًا أن والده كان ميسور الحال في الرياض، مما لم يفسح له المجال للانشغال بأمور أخرى غير الدراسة. وصف الشيخ المكان الذي كان يدرس فيه بأنه “غرفة من طين، تطل على زريبة بقر”، مما يعكس بساطة الظروف التي نشأ فيها.
المسيرة العلمية للشيخ
بدأ الشيخ رحلته العلمية بتلقي العلم على يد جده لأمه، الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الدامغ. ثم تعلم الكتابة وبعض الأدب والحساب، والتحق بإحدى المدارس. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، بالإضافة إلى حفظ بعض المتون المختصرة في الحديث والفقه. بعد دراسة النحو والفقه، انضم إلى حلقة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، حيث درس عليه التفسير والحديث وأصول الفقه. كان الشيخ السعدي مرجعه الأول، وتأثر بمنهجه وأصوله، والتزامه بالدليل.
التحق الشيخ ابن عثيمين بالمعهد العلمي في الرياض عام 1372 هـ، حيث درس لمدة سنتين، واستفاد خلالهما من العديد من العلماء، من بينهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرحمن الإفريقي، والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد. بعد تخرجه من المعهد العلمي، واصل الشيخ دراسته الجامعية عن طريق الانتساب، حتى حصل على الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. كما كان للشيخ دور بارز في إذاعة القرآن الكريم السعودية، خاصة من خلال برنامج “نور على الدرب”.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ”.
وقال تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
أهم المؤلفات والإسهامات
ترك الشيخ ابن عثيمين رصيدًا ضخمًا من المؤلفات والكتب القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية، ومن أبرزها:
- أحكام الصلاة.
- الشرح الممتع على زاد المستقنع.
- شرح العقيدة الواسطية.
- شرح مقدمة التفسير.
- مختصر لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد.
- شرح الأربعين النووية.
- فتح رب البرية بتلخيص الحموية.
- مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب.
- شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين.
- شرح كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- صفة الحج والعمرة.
- الرسائل والمتون العلمية.
- شرح مقدمة التفسير لابن تيمية.
- فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام.
- شرح العقيدة السفارينية.
- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
- القول المفيد على كتاب التوحيد.
- أصول في التفسير.
رحم الله الشيخ ابن عثيمين، وجعل علمه في ميزان حسناته، ونفع به الأمة الإسلامية.