مقدمة
تعتبر ليفربول مدينة بارزة في المملكة المتحدة، وتحديداً في إنجلترا. تقع المدينة في الركن الجنوبي الغربي لمقاطعة لانكشاير، وتتميز بموقعها على مصب نهر ميرسي من الجهة الشرقية. تمتد المدينة على مساحة تقارب 111.84 كيلومتر مربع، وتقع على خط عرض 53 درجة شمالاً وخط طول 2 درجة غرباً. يسكنها أكثر من نصف مليون نسمة، وتتميز بمناخها المعتدل.
لمحة تاريخية
تتمتع ليفربول بتاريخ غني ومتنوع، يعكس تطورها من بلدة صغيرة إلى مدينة عالمية مزدهرة. شهدت المدينة تحولات كبيرة على مر العصور، وازدهرت في مجالات التجارة والصناعة والثقافة.
الفترة التأسيسية
في القرن السادس عشر، كانت ليفربول عبارة عن بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها خمسمئة نسمة. خلال هذه الفترة، قام الملك جون بوضع التصميم الأساسي لشوارع المدينة، ومنحها ميثاقاً ملكياً يعترف بها كبلدة. شملت الشوارع الأصلية شوارع مثل البنك (الذي يقع الآن على الواجهة المائية)، والقلعة، ودايل، والمشعوذ (شارع العليا حالياً)، ومور، ووايتسير.
شهدت المدينة نمواً بطيئاً في القرن السابع عشر، وذلك بسبب الحرب الأهلية الإنجليزية. ومع ذلك، في عام 1699، بدأ النمو التجاري في الازدهار تدريجياً بفضل التجار القادمين من جزر الهند الغربية وأيرلندا والقارة الأوروبية. في أوائل القرن التاسع عشر، لعبت ليفربول دوراً محورياً في الصناعة والتجارة، وفي عام 1830، احتضنت المدينة أول خط سكة حديد في العالم يربط بينها وبين مانشستر.
القرن الماضي
أدّى قانون الإسكان لعام 1919 إلى بناء مجمعات سكنية بهدف توفير مساكن لآلاف العائلات في ضواحي سكنية جديدة، مما ساهم في تحسين مستوى معيشتهم. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم بناء مناطق سكنية جديدة في العديد من الضواحي، كما تم تطوير بعض المناطق القديمة. خلال الحرب العالمية الثانية، لقي حوالي 2500 شخص من منطقة ميرسيسايد (التي تتبع لها ليفربول حالياً) مصرعهم نتيجة للغارات الجوية.
القرن الحالي
احتفلت الملكة إليزابيث الثانية باليوبيل الذهبي في ليفربول عام 2002 من خلال إطلاق حملة للحفاظ على الحياة النباتية. وفي عام 2004، شهدت المدينة تطوراً في المشاريع العقارية، مثل مشروع جروسفينور في شارع الفردوس. احتفلت المدينة بالذكرى الـ 800 لتأسيسها عام 2007، وفي عام 2008، أصبحت عاصمة الثقافة الأوروبية.
في عام 2010، تم تقديم مليار جنيه إسترليني من قبل مستثمرين لتطوير ليفربول من خلال مشاريع مختلفة، بما في ذلك المباني في الحي التجاري. في 9 يونيو 2014، أطلق رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المهرجان الدولي للأعمال التجارية في ليفربول، الذي يعتبر أكبر حدث تجاري في ذلك العام.