نافذة على المعرفة: استكشاف آفاق العلم

استكشف مفهوم العلم وأهميته المتعددة. تعرف على فروع العلم المختلفة، وتأثير الاستخدام الخاطئ للمنجزات العلمية، والتمييز بين العلم النافع وغير النافع.

جوهر العلم: تعريف وأساسيات

في اللغة العربية، يشير مصطلح العلم إلى الإحاطة بالشيء ومعرفته على حقيقته. إنه المعرفة الراسخة في العقل، وأصل الفعل “علم”. فمثلاً، نقول: علم الشيء يعلمه علمًا. العلم كلمة مفردة وجمعها علوم. تشتق الكلمات المرتبطة بالعلم من وظائف العقل، مثل المعلومة وجمعها معلومات، والعالم وجمعها العلماء.

أما التعريف الاصطلاحي للعلم، فهو مجموعة الحقائق والمعلومات والنظريات الموجودة في الكتب العلمية. يمكن وصف العلم بأنه مجموعة من القواعد والمبادئ التي تفسر الظواهر المختلفة والعلاقات بينها، أو بأنه بناء متراكم من المعارف العلمية. كما يعتبر العلم مصدراً للمعرفة والتطبيقات المختلفة، ومجموع المسائل والأصول المتعلقة بظاهرة أو بموضوع معين، والتي يتم التعامل معها بمنهج محدد للوصول إلى قوانين ونظريات دقيقة. و يعرفه البعض بأنه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وحصول صورة الشيء في الذهن.

باختصار، العلم هو سعي الإنسان الدائم لفهم العالم من حوله، واكتشاف قوانينه، وتسخيرها لخدمة البشرية.

أهمية العلم في حياتنا

لا يمكن إنكار أهمية العلم في تقدم المجتمعات وتطورها، فهو يلعب دوراً محورياً في مختلف جوانب الحياة. إليكم بعض فوائد العلم للبشرية:

  • توفير أساس للتكنولوجيا الحديثة من مواد ومعدات ومصادر للطاقة.
  • تحقيق الاختراعات العلمية والتقنية التي غيرت حياة الإنسان، مثل السيارات والطائرات والحواسيب والأقمار الصناعية والتلفاز.
  • تطوير الطاقة النووية من خلال الأبحاث الفيزيائية على الذرة، مما جعلها مصدراً مهماً للطاقة.
  • تنمية الإنتاج الزراعي وحل مشاكله من خلال اختراع أسمدة فعالة وسلالات جديدة من النباتات والأشجار.
  • السيطرة على الأمراض المعدية بفضل ابتكار العقاقير والمضادات الحيوية.
  • اختراع تقنيات جراحية جديدة يمكن أن تحل محل أعضاء بشرية، مثل القلب والرئة والكلى، من خلال دراسة علم وظائف الأعضاء وعلم التشريح.
  • تغيير نظرة الإنسان لنفسه وللعالم من حوله، ومحو المعتقدات الخاطئة التي كانت سائدة في الماضي.
  • التأثير في الفكر الفلسفي حول طبيعة الإنسان وموقعه في الكون.
  • تعديل النظريات العلمية لوجهات النظر الفلسفية حول الواقع وطبيعته وقدرتنا على ملاحظته بدقة.

مجالات العلم المتنوعة

ينقسم العلم إلى عدة فروع رئيسية، تتناول جوانب مختلفة من المعرفة. تشمل هذه الفروع:

  • الرياضيات والمنطق: هما أداتان أساسيتان للدراسات العلمية، حيث ساهمت الرياضيات في صياغة قوانين دقيقة للنتائج النظرية والتنبؤ بالمستقبل. ويعتبر المنطق وسيلة للتفسير العلمي. تشمل فروع الرياضيات: علم الجبر، علم الحساب، علم الهندسة، علم الاحتمالات، وعلم الإحصاء.
  • العلوم الطبيعية: تهتم بدراسة الكون وبنية المادة الجامدة. تشمل: علم الفلك، علم الكيمياء، علم الأرض، علم الأرصاد الجوية، وعلم الفيزياء.
  • علوم الحياة: تهتم بدراسة الكائنات الحية، وتنقسم إلى: علم النبات وعلم الحيوان، بالإضافة إلى فروع أخرى مثل علم التشريح وعلم الخلايا.
  • العلوم الاجتماعية: تهتم بدراسة المجتمع الإنساني والعلاقات بين أفراده ومؤسساته. تشمل: علم الإنسان، علم الاقتصاد، علم السياسة، علم النفس، وعلم الاجتماع.

مخاطر الاستخدام السيئ للاكتشافات العلمية

على الرغم من فوائد العلم الجمة، إلا أنه قد يؤدي إلى أضرار ومشاكل إذا أسيء استخدامه. من هذه الأضرار:

  • التلوث البيئي ونقص مصادر الطاقة غير المتجددة بسبب النمو السريع في التقنية الصناعية.
  • تزايد الحروب والنزاعات بسبب تطوير أسلحة الدمار الشامل والطاقة النووية.
  • ظهور المزيد من الفيروسات والجراثيم المقاومة للأدوية نتيجة للأبحاث الأحيائية.
  • التشكيك في قيمة البحث العلمي بسبب بعض التطبيقات التقنية الضارة.

الفرق بين العلم النافع والضار

يمكن تقسيم العلم إلى نافع وغير نافع، بناءً على تأثيره على الإنسان والمجتمع.

العلم النافع

هو العلم الذي يعود بالنفع على البشر، وينقسم إلى قسمين:

  • علم ديني شرعي: وهو العلم الذي يمكن الإنسان من فهم دين الله وشرعه، والاهتداء به في جميع شؤونه.
  • علم دنيوي: وهو العلم الذي يفيد الإنسان في حياته الدنيا، مثل الهندسة والطب والتجارة والزراعة والصناعة.

ومن طلب علماً دُنيوياً نافعاً بنِيّة حَسَنة، فله أجر طلبه للعلم، وتعليمه للآخرين.

العلم غير النافع

كما جاء في الحديث النبوي الشريف: (اللهمَّ إني أعوذُ بك من علمٍ لا ينفع)

يمكن فهم العلم غير النافع على وجهين:

  • العلوم التي تضر من يتعلمها، والتي تخالف شرع الله، مثل السحر والكهانة والتنجيم.
  • عدم الانتفاع من العلوم النافعة بسبب الحرمان من بركة العلم.

فكل علم يصد عن عبادة الله، أو يزين معصيته، أو يشكك في ما جاءت به النصوص الشرعية، أو يخالف سبيل المؤمنين، هو علم غير نافع يجب الابتعاد عنه.

يجب على طلاب العلم أن يتعلموا ما يفيدهم من العلوم الصحيحة التي تقودهم إلى الطريق القويم.

مراجع:

  • محمد الباقر حاج يعقوب،التصور الإسلامي للعلم وأثره في إدارة المعرفة، صفحة 3،4. بتصرّف.
  • دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب،الموسوعة العربية العالمية(الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 368-371، جزء السادس عشر. بتصرّف.
  • عبدالعزيز بن داخل المطيري (1437)،بيان فضل طلب العلم(الطبعة الأولى)، : معهد آفاق التيسير الإلكتروني ، صفحة 25،26،27 . بتصرّف.
  • رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
Total
0
Shares
المقال السابق

نظرة في حياة العربي بن مهيدي: رمز الثورة الجزائرية

المقال التالي

العلم الأردني: رمزية ودلالات

مقالات مشابهة