الاعتداء الجسدي على المرأة
يعتبر الاعتداء الجسدي فعلاً يتكون من طرفين أساسيين: المعتدي والمعتدى عليه. يمارس المعتدي أفعالاً قسرية تمثل خطراً على المعتدى عليه، وتنتقص من كرامته، وتقيد حريته. لقد وضع الإسلام حدودًا وعقوبات لحماية المرأة والمجتمع من هذه الممارسات. يقع على عاتق المؤسسات الدينية والقانونية مسؤولية تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالعنف الموجه ضد المرأة، حيث شرع الإسلام قوانين تحمي المرأة من الإيذاء. فقد أعطاها الحق في طلب الطلاق،[1] وحتى إن كان الضرب جائزًا في حالة نشوز المرأة، وهو ضرب غير مبرح ويأتي كحل أخير، فالأفضل للمسلم أن يتجنبه. ولا يجوز للمسلم أن يضرب أمه أو خادمته، فالضرب شرع لغايات التأديب، وليس للانتقام أو التشفي.[2]
الإيذاء النفسي للمرأة
دعا الإسلام إلى تجنب إلحاق الأذى بالمرأة، وتحملها، والتسامح عند غضبها، وحسن معاملتها، والتعامل معها بلطف. هذا كله يمثل اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم. لم تقتصر حقوق المرأة في الإسلام على الحقوق المادية فقط، بل شملت الحقوق النفسية التي ذكرناها سابقًا.[3]
المرأة في الشريعة الإسلامية
لقد كرم الله المرأة ورفع من شأنها ومكانتها، وأعطاها حقوقها على أكمل وجه وأحكمه. لم يعنِ جعل القوامة بيد الرجل أن له الحق في إهانتها أو ظلمها،[4] وإنما جعلت له ليحميها ويحيطها بقوته وينفق عليها، وليس له أن يتجاوز ذلك إلى القهر والجحود. لقد احترم الإسلام شخصية المرأة، فهي مساوية للرجل في الأهلية. ومما حمى به الإسلام المرأة من الاعتداء الجسدي هو تحريم قتلها في الحروب، وقد غضب النبي عليه الصلاة والسلام عندما ضربت امرأة في عهده. أما حمايتها من الإيذاء النفسي فتتجلى في مظاهر تكريمها، وعدم جرح مشاعرها وأحاسيسها، وحفظ كرامتها، وعدم رميها بالعيوب أو الاشمئزاز منها.[5]
قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 228]. وهذا تأكيد على المساواة في الحقوق والواجبات مع مراعاة الاختلافات الطبيعية بين الجنسين.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيراً”. وهذا يدل على أهمية معاملة المرأة بإحسان ورحمة.
المصادر
- د.نهى قاطرجي،” ” كيف تحمي المرأة نفسها من العنف الجسدي “”،صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2018. بتصرّف.
- د. إبراهيم بن محمد الحقيل (16-6-2013)،”ضرب النساء”،شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2018. بتصرّف.
- “الحقوق النفسية للمرأة في الإسلام”،صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2018. بتصرّف.
- “حقوق المرأة كاملة ومصونة”،إسلام ويب، 26-12-2005، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2018. بتصرّف.
- ” تبوأت المرأة في الإسلام المكانة السامية”،إسلام ويب، 9-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2018. بتصرّف.