فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
جيل الصحابة الكرام | الفقرة الأولى |
سيرة خالد بن الوليد | الفقرة الثانية |
مكان دفن خالد بن الوليد | الفقرة الثالثة |
مناقب خالد بن الوليد | الفقرة الرابعة |
المصادر | الفقرة الخامسة |
الصحابة الكرام: أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
تميّز جيل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- بخصائصٍ عظيمةٍ، وصفاتٍ نبيلةٍ، جعلتهم خير القرون كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثمَّ الذِينَ يَلُونَهم، ثمّ الذِينَ يَلُونَهم، ثُمَّ يَجِيءُ قومٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمينَهُ، ويَمينَهُ شَهَادَتَهُ).[١]
وقد أثنى الله -تعالى- عليهم في كتابه العزيز بقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[٢]
وبفضل تضحياتهم ودفاعهم عن الإسلام، حظي هؤلاء الصحابة بمكانةٍ رفيعةٍ في التاريخ الإسلامي، ومن أبرزهم وأعظمهم خالد بن الوليد.
بطل الإسلام: نبذة عن حياة خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن كعب، أبو سليمان القرشي المخزومي، وأمه أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها. لم يُسلم خالد مبكراً، بل أسلم في السنة الثامنة للهجرة، قبل فتح مكة المكرمة. شارك في العديد من الغزوات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها غزوة مؤتة حيث تولى الراية بعد استشهاد القادة الثلاثة الذين عيّنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٣]
في عهد الخلفاء الراشدين، قاد خالد معارك وفتوحاتٍ عديدةً، منها قتال المرتدين في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بالإضافة إلى مشاركته في فتوحات العراق والشام. مع شهرته العسكرية الكبيرة، لم يكن خالد كثير الرواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه اشتهر بشجاعته وبأسه في القتال، وحنكته في الخطط العسكرية.[٣]
مكان مثواه الأخير: أين يقع قبر خالد بن الوليد؟
تشير الروايات التاريخية إلى وفاة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في السنة الحادية والعشرين للهجرة، في إحدى القرى القريبة من حمص، ودُفن هناك. وهذه الرواية هي الأرجح بحسب العديد من المؤرخين والعلماء، منهم الواقدي ومحمد بن سعد وغيرهما.[٤][٣]
على الرغم من شجاعته وإقدامه، لم يمت خالد شهيداً في المعارك كما تمنى. بل توفي على فراشه. يروي التاريخ عن كلامه قبل وفاته: (ها أنا ذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيدُ شبرٍ إلّا وفيه ضربةُ سيفٍ، أو طعنةُ رمحٍ، أو رميةُ سهمٍ في سبيل الله، أموت كالبعير، وكنتُ أتمنّى أن أموت شهيداً في سبيل الله، فلا نامَتْ أعيُنُ الجُبَناء).[٥]
وربما يُثيب الله -تعالى- عباده الصالحين بنياتهم الحسنة، فيكون خالد بن الوليد في منزلة الشهداء، كما يقول تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا*لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).[٦]
فضائل خالد بن الوليد: سيف الله المسلول
تميّز خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بفضائل كثيرةٍ، أبرزتها الروايات والأحاديث. فقد لقّبه النبي صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول لشجاعته وإقدامه، كما في الحديث الشريف الذي يرويه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ عبدُ اللهِ وأخو العَشيرةِ خالدُ بنُ الوليدٍ سيفٌ مِن سيوفِ اللهِ، سلَّه اللهُ على الكفَّارِ والمنافقين).[٧]
أبلى خالد بلاءً حسناً في غزوة مؤتة، كما جاء في صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم، قال:(سَمِعْتُ خالدَ بنَ الوليدِ يقولُ: لقد دُقَّ في يدِي يومَ مُؤتَةَ تسعةُ أسيافٍ، وصبَرَتْ في يدِي صفيحةٌ لي يَمانِيَّةٌ).[٨]
كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم صنم العزى.[٩] ووقف خالد كل ما يملك من دروع وعتاد في سبيل الله، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عمر بن الخطاب لجمع الزكاة، فعاد ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمن امتنع عن أدائها، فذكر من بينهم خالد بن الوليد، فتعذّر له النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً:(فإنّكم تظلِمون خالداً، فقد احتبسَ أدْراعَهُ وأعْتُدَهُ في سبيلِ اللهِ).[١٠][٩] وأوصى خالد قبل موته بأن يُجعل فرسه وسلاحه عُدةً في سبيل الله تعالى.[٩]