موعظة وجيزة حول الصلاة

افتتاحية الموعظة. التوصية بالتقوى. الموعظة الأولى. الموعظة الثانية. الدعاء. المراجع. افتتاحية الموعظة: الحمد لله رب المشارق والمغارب، الذي خلق الإنسان من طين…

تمهيد الموعظة

الحمد لله خالق الكون، وباسط الأرض ورافع السماء، الذي صور الإنسان من تراب، ثم أنشأه خلقاً آخر. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

الحث على تقوى الله

أيها الإخوة والأخوات، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، فهي وصية الله للأولين والآخرين. تقوى الله هي سبيل الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وهي الزاد الذي لا ينفد، والكنز الذي لا يفنى.

اتقوا الله عباد الله، فإنها النجاة والفوز بالجنة والرضوان. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

الجزء الأول من الموعظة

أيها المسلمون، إننا اليوم نتحدث عن ركن عظيم من أركان الإسلام، وعمود الدين، وأساس من أسس الشريعة، ألا وهي الصلاة. إنها الفريضة التي فرضها الله تعالى على كل مسلم ومسلمة، في كل زمان ومكان، وفي كل حال.

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. وقد فرضها الله تعالى مباشرة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، وهذا يدل على عظم شأنها وأهميتها.

الصلاة هي آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته قبل وفاته، وهذا يدل على حرصه الشديد على بقاء المسلمين محافظين عليها ومقيمين لها. ولم يرخص الشارع الحكيم بتركها في أي حال من الأحوال، حتى في أوقات الخوف والحرب والمرض.

فالمريض يصلي على قدر استطاعته، قائماً أو قاعداً أو على جنبه، ولا تسقط عنه الصلاة ما دام عقله حاضراً. وهذا يدل على أن الصلاة هي صلة العبد بربه، ولا يجوز قطع هذه الصلة بأي حال من الأحوال.

الصلاة هي مفتاح الخير، وهي من صفات المؤمنين المفلحين. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).

الصلاة طهارة للقلب، ونور للوجه، ومكفرة للذنوب والخطايا. وقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري الذي يغتسل فيه الإنسان خمس مرات في اليوم، فلا يبقى عليه من الدرن شيء.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا).

في الصلاة يجتمع للمسلم شرف العبادة والمناجاة والوقوف بين يدي الله تعالى، سواء كانت في المسجد أو في أي مكان طاهر.

الجزء الثاني من الموعظة

عباد الله، إن صلاتكم هي مفتاح دخولكم الجنة، وهي سبب البعد عن المنكرات والمحرمات. قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).

فحافظوا على صلاتكم، وأقيموها في أوقاتها، وأحسنوا وضوءها وركوعها وسجودها، واخشعوا فيها لله تعالى، فإنها نور لكم في الدنيا والآخرة.

إن المحافظة على الصلاة تكون بالإتيان بأركانها وشروطها وواجباتها، وبالطمأنينة فيها، وبالبعد عن كل ما يلهي عنها ويشغل القلب عن ذكر الله تعالى. كما أن من المحافظة عليها الأمر بها الأهل والأقارب، وتعليمهم فضلها وأهميتها.

قال تعالى: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى).

فأقيموا الصلاة عباد الله، تفلحوا في الدنيا والآخرة، وتسعدوا في الدارين.

الدعاء

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من عبادك الصالحين.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونعوذ بك من الكفر والفقر، ومن غلبة الدين وقهر الرجال.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

المصادر

  • القرآن الكريم
  • صحيح البخاري
  • صحيح مسلم
Total
0
Shares
المقال السابق

بيان في عظمة القرآن الكريم

المقال التالي

أهمية رعاية الجار في الإسلام

مقالات مشابهة

تحليل وتدبر آية (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)

استكشاف معاني الآية الكريمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا). تحليل وتفسير وشرح للآية الكريمة وأثرها في بناء الأسرة والمجتمع.
إقرأ المزيد