انتشار طيور البطريق عبر الكرة الأرضية
تُعرف طيور البطريق بموائلها الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، إلا أن الواقع يختلف. فمن بين الثمانية عشر نوعاً من طيور البطريق، يعيش نوعان فقط بشكل دائم في القارة المتجمدة الجنوبية. تنتشر هذه الطيور الرائعة في جميع أنحاء نصف الكرة الجنوبي، من سواحل أستراليا إلى جنوب أفريقيا، وحتى بعض الجزر الاستوائية.
عالم البطاريق في القارة القطبية الجنوبية
القارة القطبية الجنوبية، تلك الأرض المتجمدة الشاسعة، تعتبر موطناً لأكثر من خمسة ملايين زوج من طيور البطريق. على الرغم من قسوة المناخ، إلا أن نوعي الإمبراطور و Adélie يقضيان حياتهما كاملةً هناك. أنواع أخرى، مثل Chinstrap، والماكروني، والجنتو، تزور شبه جزيرة أنتاركتيكا لكنه تتكاثر في المناطق الشمالية من القارة وجزرها.
وتجدر الإشارة إلى قدرة طيور البطريق الإمبراطور على التكاثر ووضع البيض على الجليد البحري خلال فصل الشتاء القارس، حيث يتولى الذكور مهمة حضانة البيض لعدة أشهر دون طعام.
أستراليا: موطن أصغر أنواع البطاريق
تُشير الدراسات إلى أن أستراليا ونيوزيلندا هما مهد أقدم أنواع البطاريق. اليوم، لا يزال أصغر أنواع البطاريق يقطن السواحل الأسترالية، على الرغم من مناخها الحار بشكل عام. تتميز السواحل الجنوبية بمناخ معتدل ومياه باردة تُناسب هذه الطيور، وتتركز أكبر مستعمراتها في الجزر النائية مثل جزيرة فيليب، التي تضم مستعمرة تضم نحو 32000 طائر.
الأرجنتين: ملاذ لطيور ماجلان
تُعدّ السواحل الأرجنتينية موطناً لأعداد كبيرة من طيور البطريق ماجلان، وذلك بفضل امتدادها الساحلي الطويل ومياه المحيط الهادي الباردة. وتضمّ محمية بونتا تومبو على ساحل المحيط الأطلسي أكثر من 200000 زوج متكاثر من هذا النوع.
جزر فوكلاند: مملكة البطاريق
تُعتبر جزر فوكلاند من أهمّ مواقع تكاثر البطاريق، حيث تُعشّش فيها خمسة أنواع مختلفة، بما في ذلك الجنتو، وهي الأكثر عدداً في العالم. على الرغم من انخفاض أعداد البطاريق عالمياً، إلا أن أعداد الجنتو في هذه الجزر قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال الربع قرن الماضي.
جزر غالاباغوس: البطريق الاستوائي
تمتاز جزر غالاباغوس بمناخها الاستوائي، إلا أنها موطن لبطريق غالاباغوس، النوع الوحيد الذي يعيش بالقرب من خط الاستواء. يتكيف هذا النوع الصغير مع درجات الحرارة العالية بالتسلل إلى الكهوف والشقوق للإفلات من الحرّ.
يعتمد بطريق غالاباغوس على تيار همبولت لتوفير المياه الباردة والغذاء، ويُصنّف حالياً كنوع مهدد بالانقراض.
جزر تريستان دا كونا: مواقع تعشيش هامة
تُعتبر جزر تريستان دا كونا منطقة تعشيش هامة لبعض أنواع البطاريق، على الرغم من عزلتها الجغرافية. تُشير الأرقام إلى انخفاض حادّ في أعداد هذه الطيور مقارنةً بالماضي، ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات ونقص الغذاء.
نيوزيلندا: موائل متنوعة
تُعدّ نيوزيلندا موطناً لأربعة أنواع من البطاريق، تُفضّل التيارات الباردة في المحيط الجنوبي. ويُعتبر البطريق ذو العين الصفراء، أكبر وأندر أنواع البطاريق في نيوزيلندا، نوعاً مهدداً بالانقراض.
جنوب أفريقيا: مستعمرات برية جديدة
انتشر البطريق الإفريقي مؤخراً إلى السواحل البرية في جنوب أفريقيا، بعد أن كان مقتصراً على الجزر. ويرجع ازدهار مستعمرات البرّ الرئيسي إلى انخفاض عدد الحيوانات المفترسة، إلا أن أعداد البطريق الإفريقي آخذة في التناقص.
جزر أنتيبودس والمتناظرة: موطن طيور البطريق المنتصبة
تُعتبر جزر أنتيبودس والمتناظرة أماكن التكاثر الوحيدة لطيور البطريق المنتصبة، وهي من أقلّ الأنواع دراسةً.
جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية: مستعمرات ضخمة
تُشتهر جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية بمستعمراتها الضخمة من البطاريق، وخاصةً الماكروني، والملك، وبطاريق الذقن.
غياب البطاريق عن القطب الشمالي
يُطرح تساؤل حول غياب البطاريق عن القطب الشمالي. السبب الرئيسي هو أن هذه الطيور لم تستطع التكيف مع التغيرات البيئية والضغوط البشرية خارج المحيط الجنوبي. فالتغيرات المناخية، ووجود الحيوانات المفترسة والتدخلات البشرية تشكل عقبات هائلة أمام انتشارها في نصف الكرة الشمالي.
غذاء طيور البطريق
تتغذى طيور البطريق على اللحوم بشكل أساسي، وتشمل قائمة طعامها الكريل، والحبار، والأسماك. فمثلاً، تستهلك ملايين أزواج من البطريق الآديلي كميات هائلة من هذه الكائنات سنوياً.
تكاثر طيور البطريق
يختلف معدل تكاثر البطاريق حسب النوع. تتكاثر معظم الأنواع مرة واحدة سنوياً، بينما يتكاثر كل من البطريق الإفريقي والأزرق مرتين سنوياً. ويبدأ معظمها بالتكاثر في الربيع والصيف، باستثناء البطريق الإمبراطور الذي يتكاثر في الخريف.